بكين تبحث خفض ضرائب السيارات لإنقاذ القطاع من التباطؤ

الحرب التجارية أثّرت على المبيعات الخارجية

أثرت الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على قطاع صناعة السيارات الصيني (رويترز)
أثرت الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على قطاع صناعة السيارات الصيني (رويترز)
TT

بكين تبحث خفض ضرائب السيارات لإنقاذ القطاع من التباطؤ

أثرت الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على قطاع صناعة السيارات الصيني (رويترز)
أثرت الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على قطاع صناعة السيارات الصيني (رويترز)

مع تباطؤ مبيعات السيارات في الصين تأثراً بالحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين، تدرس الصين خفض الضرائب بواقع النصف على معظم السيارات من أجل تعزيز المبيعات في أكبر سوق للسيارات في العالم. وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء، أن الهيئة المعنية بالتخطيط الاقتصادي في البلاد قدمت خطة للنواب تنص على خفض الضرائب على سيارات الركاب التي لا تتجاوز سعتها اللترية 1600 سي سي إلى 5%. وقالت مصادر مقربة من المسألة، لم ترد الإفصاح عن هويتها، إنه لم يصدر بعد قرار بشأن تطبيق التخفيضات.
ويشار إلى أن مبيعات السيارات الصينية في طريقها لتسجيل أول نسبة تراجع سنوية منذ عقدين، حيث أثّر الخلاف التجاري مع أميركا على نمو المبيعات، وأدى إلى تراجع الأسهم في البورصة. وفي حال تطبيق خطة خفض الضرائب، سوف تعد أحدث الإجراءات التي تتخذها الصين لدعم اقتصادها الذي سجل تباطؤاً خلال هذا العام في ظل الخلاف التجاري مع أميركا.
وكانت مبيعات سيارات الركاب قد تراجعت بنسبة 12% لتصل إلى 2.06 مليون وحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين ارتفعت المبيعات خلال أول تسعة أشهر من العام بنسبة 0.6%، وفقاً للاتحاد الصيني لمصنّعي السيارات الذي أعلن هذه الأرقام قبل نحو أسبوعين. وأفادت القراءة المسجلة لمبيعات السيارات في الصين في الشهر الماضي بتقلص الارتفاع على أساس سنوي، منذ يناير (كانون الثاني) حتى سبتمبر الماضيين، إلى 0.6%، وهو أقل نمو للقطاع منذ بداية 2018. وحال استمرار التراجع في مبيعات السيارات في ثاني أكبر اقتصادات العالم، وتسجيل قراءة هابطة الشهر المقبل، فإنه سوف يكون الانكماش الأول لسوق السيارات في الصين في نحو 20 سنة.
وقد يدفع التراجع في عائدات سوق السيارات في الصين مصنّعي السيارات إلى البحث عن أسواق أخرى لبيع منتجاتهم لإنقاذ مليارات الدولارات التي أُنفقت على بناء وتجهيز مصانع السيارات على مدار السنوات العشرين الماضية، حتى أصبحت الصين أحد أهم مراكز تصنيع المركبات على مستوى العالم.
وبينما تبحث بكين عن حلول لإشكالية السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي، من المتوقع أن يتجاوز إنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة في الصين مليون وحدة في عام 2018، حسب ما ذكر وان غانغ، رئيس الجمعية الصينية للعلوم والتكنولوجيا في المؤتمر الدولي الثالث لسيارات خلايا الوقود الهيدروجينية، الذي عقد مؤخراً في مدينة روغاو بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين.
وقال وان إن مبيعات سيارات الطاقة الجديدة للدول الرئيسية في جميع أنحاء العالم قد تجاوزت 1.42 مليون وحدة في عام 2017، أسهمت فيها الصين بـ777 ألف سيارة. وأشار إلى أنه يجب إبراز التنمية المستقبلية لصناعة سيارات خلايا الوقود الهيدروجينبة في ظل العولمة الاقتصادية.
وأظهرت بيانات رسمية أن مبيعات وإنتاج الصين من مركبات الطاقة الجديدة واصلت نموها السريع بفضل الدعم الحكومي للقطاع، حسب تقرير لوكالة «شينخوا» الصينية. وارتفعت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة الصينية بنسبة 81.05% على أساس سنوي، لتصل إلى 721.5 ألف وحدة في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، في حين ارتفع الإنتاج بنسبة 73.05% إلى 734.6 ألف وحدة.
وفي السنوات الأخيرة، كثّفت الصين جهودها لتشجيع استخدام مركبات الطاقة الجديدة من أجل تخفيف الضغط على البيئة، من خلال تقديم إعفاءات ضريبية وخصومات على مشتريات السيارات.
وظلت الصين أكبر سوق في العالم لمركبات الطاقة الجديدة على مدار ثلاث سنوات متتالية، مع بيع 777 ألف سيارة في عام 2017.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)
لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)
TT

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)
لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

قالت ثلاثة مصادر مطلعة على الاتفاق إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس» في أكبر صفقة طاقة بين البلدين على الإطلاق.

وتبلغ قيمة الاتفاق الذي تبلغ مدته 10 سنوات 0.5 في المائة من الإمدادات العالمية وتبلغ قيمته نحو 13 مليار دولار سنوياً بأسعار اليوم. ومن شأن هذا الاتفاق أن يعزز علاقات الطاقة بين الهند وروسيا، التي تخضع لعقوبات غربية شديدة بسبب غزوها لأوكرانيا، وفق «رويترز».

وقالت «ريلاينس» إنها تعمل مع موردين دوليين، بما في ذلك من روسيا، وتستند الصفقات على ظروف السوق.

وتأتي الصفقة قبل الزيارة المقررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند، وبعد أن قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه يريد دفع موسكو وكييف إلى وقف الحرب بمجرد توليه منصبه في يناير (كانون الثاني).

ويمثل النفط الروسي أكثر من ثلث واردات الهند من الطاقة. وقد أصبحت الهند أكبر مستورد للنفط الخام الروسي بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي، الذي كان في السابق أكبر مشترٍ للنفط، عقوبات على واردات النفط الروسي رداً على غزو أوكرانيا عام 2022.

لا تفرض الهند أي عقوبات على النفط الروسي، لذلك استفادت شركات التكرير هناك من إمدادات الخام الأرخص. وقد جعلت العقوبات النفط الروسي أرخص من الخامات المنافسة بما لا يقل عن 3 إلى 4 دولارات للبرميل الواحد.

شعار شركة «ريلاينس» (رويترز)

وتشتد المنافسة بين منتجي النفط على حصة من السوق الهندية لأنها واحدة من أسرع أسواق الطاقة نمواً، وتزداد أهميتها كمحرك للطلب العالمي مع تباطؤ النمو في الصين أكبر مستورد للنفط.

وبموجب الصفقة، ستقوم «روسنفت» بتسليم 20-21 شحنة بحجم أفراماكس (80 ألف إلى 100 ألف طن متري) من مختلف درجات الخام الروسي وثلاث شحنات تبلغ كل منها نحو 100 ألف طن من زيت الوقود كل شهر، حسبما ذكرت المصادر الثلاثة.

وسيتم توريد الشحنات لمجمع التكرير التابع لـ«ريلاينس»، وهو الأكبر في العالم، في جامناغار في ولاية غوجارات الغربية.

وقال مصدران إن «ريلاينس» و«روسنفت» ستراجعان الأسعار والكميات كل عام بموجب الاتفاق لمراعاة ديناميكيات أسواق النفط.

في عام 2024، أبرمت «ريلاينس» اتفاقاً مع «روسنفت» لشراء 3 ملايين برميل من الخام شهرياً. كما كانت «روسنفت» تبيع الخام إلى «ريلاينس» عبر وسطاء بشكل منتظم.

وقال أحد المصادر إن الصفقة الجديدة تمثل ما يقرب من نصف صادرات «روسنفت» من النفط المنقول بحراً من المواني الروسية، وهو ما لا يترك الكثير من الإمدادات المتاحة للتجار والوسطاء الآخرين.

وفي الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، استوردت «ريلاينس» ما متوسطه 405 آلاف برميل يومياً من النفط الروسي في المتوسط، ارتفاعاً من 388500 برميل يومياً في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لبيانات الناقلات التي تم الحصول عليها من مصادر.

وقال مصدران من المصادر إن الصفقة الجديدة بين «روسنفت» و«ريلاينس» تمت مناقشتها والموافقة عليها خلال اجتماع مجلس إدارة «روسنفت» في نوفمبر.

وقالت المصادر الثلاثة إن الإمدادات ستبدأ من يناير، ومن المقرر أن تستمر لمدة 10 سنوات مع خيار تمديد الصفقة لمدة 10 سنوات أخرى.

تم تحديد أسعار الأصناف التي سيتم توريدها على أساس التسليم على أساس فروق أسعارها بمتوسط سعر دبي لشهر التحميل، وفقاً للمصادر.

وقال مصدران إن غالبية المعروض سيكون من الأورال الروسي متوسط الكبريت والديزل، وهو الأكثر شعبية لدى شركات التكرير الهندية، وسيتم تسعيره بخصم 3 دولارات للبرميل مقابل أسعار دبي للعام التالي.