استقالة الحكومة في موريتانيا وتعيين وزير أول جديد

TT

استقالة الحكومة في موريتانيا وتعيين وزير أول جديد

قدمت حكومة الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين، أمس (الاثنين)، استقالتها إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي قبلها وكلّف وزيراً أول جديدا بتشكيل حكومة جديدة، سيتم عرضها على البرلمان للمصادقة عليها.
وتأتي استقالة الحكومة تماشيا مع ما ينص عليه القانون الموريتاني بعد انتخاب أي برلمان جديد، إذ يتوجب على الحكومة أن تقدم استقالتها، وأن تعرض الحكومة الجديدة على أعضاء البرلمان الجديد للتصويت والمصادقة عليها.
وقد اختار الرئيس الموريتاني أن يكلف أحمد سالم ولد البشير بمهمة تشكيل الحكومة، ليكون بذلك ثالث وزير أول يعينه ولد عبد العزيز منذ وصوله إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 2008، ويعد ولد البشير إحدى الشخصيات المقربة جداً من ولد عبد العزيز، وسبق أن حمل الكثير من الحقائب الحكومية خلال السنوات الأخيرة.
وكان الوزير الأول الموريتاني الجديد يشغل وقت تعيينه منصب المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم «سنيم»، وهي واحدة من كبرى الشركات في موريتانيا وتتولى استغلال مناجم الحديد في أقصى شمالي البلاد، كما تعد أكبر مشغل في البلاد والعمود الفقري للاقتصاد الموريتاني.
وقال ولد البشير في تصريح صحافي عقب خروجه من اجتماع مع ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي: «كان لي شرف أن استقبلت من طرف فخامة رئيس الجمهورية، لقد كلفني بتشكيل حكومة جديدة، وأنا أشكره على الثقة التي منحني، وسأعمل على تنفيذ هذه المهمة وفقاً لتوجيهاته وتعليماته».
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة، صباح اليوم (الثلاثاء)، في ظل الحديث عن تغييرات كبيرة بناء على الخريطة السياسية التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة، والتي تمكن فيها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم أن يحقق نتائج إيجابية، ضمنت له أغلبية ساحقة داخل البرلمان.
من جهة أخرى أصدر الرئيس الموريتاني مرسوماً بتعيين الوزير الأول السابق يحيى ولد حدمين وزير دولة مكلفا بمهمة في رئاسة الجمهورية، وذلك مباشرة بعد أن قدم استقالة حكومته، وهو الذي ظل وزيراً أول منذ عام 2014. ويعد أحد أكثر المقربين من ولد عبد العزيز تقلب في المناصب الحكومية منذ عام 2009.
واشتهر ولد عبد العزيز باستقرار حكوماته، إذ عين مولاي ولد محمد لغظف في منصب الوزير الأول خلال الفترة ما بين 2008 و2014، وولد حدمين في الفترة ما بين 2014 و2018، وعين أمس ثالث وزير أول بعد عشر سنوات على وصوله إلى الحكم.
ويأتي تعيين ولد البشير في ظرفية سياسية حساسة تمر بها موريتانيا، فبعد ستة أشهر ستنظم انتخابات رئاسية حاسمة، لن يكون الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز مرشحاً لها، ولكنه يسعى إلى دعم رئيس يخلفه في الحكم ويواصل العمل وفق النهج الذي رسمه.
في غضون ذلك تسعى المعارضة إلى قطع الطريق أمام خطط ولد عبد العزيز، وذلك من خلال التوحد في الانتخابات الرئاسية والمنافسة بقوة من أجل إحداث ما تسميه «التغيير السلمي»، ولكنها في الوقت ذاته تحذر من لجوء السلطات إلى «التزوير».
ويراهن ولد عبد العزيز على الحكومة والبرلمان من أجل تجاوز عقبة الانتخابات الرئاسية، والخروج من السلطة بهدوء، رغم شكوك المعارضة في أنه يرغب في البقاء في السلطة من خلال تغيير الدستور حتى يتمكن من الحصول على ولاية رئاسية ثالثة يمنعها الدستور الحالي للبلاد.



10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.