غسان عليان.. العقيد العربي الذي يقود القتال الإسرائيلي ضد غزة

أصيب في الشجاعية وطلب من أطبائه السماح بإعادته للحرب

غسان عليان قائد «لواء غولاني» الإسرائيلي
غسان عليان قائد «لواء غولاني» الإسرائيلي
TT

غسان عليان.. العقيد العربي الذي يقود القتال الإسرائيلي ضد غزة

غسان عليان قائد «لواء غولاني» الإسرائيلي
غسان عليان قائد «لواء غولاني» الإسرائيلي

لم ينتظر العربي الدرزي غسان عليان، قائد «لواء غولاني»، من قوات النخبة الإسرائيلية، حتى تمثل جراحه للشفاء تماما، بل قرر العودة إلى ساحات القتال وقيادة العمليات الحربية للتوغل في قطاع غزة.
وأصبح العقيد عليان في وقت قصير ملعونا لدى الفلسطينيين وبطلا قوميا في إسرائيل. ويقول الفلسطينيون إنه «يتحرك بدافع انتقامي بحت»، بعدما أصيب في وجهه وأنحاء أخرى من جسمه بإصابات متوسطة الأحد الماضي بحي الشجاعية في غزة، وهو اليوم الذي بدأه عليان بمجزرة في الحي قبل أن تقتل حركة حماس 13 من جنوده وتختطف أحدهم في أكثر الأيام سوداوية لـ«لواء غولاني» الشهير.
وتناقل الفلسطينيون صور عليان على نطاق واسع و«لعنوه» مع كل تغريدة على «تويتر» و«فيسبوك»، وكذلك فعل الإسرائيليون، لكنهم بالطبع أعربوا عن «تضامنهم» معه.
وحين أصيب عليان لم تكن مهمة إخلائه سهلة، بل كانت معقدة اشتملت على إطلاق نيران مدفعية ثقيلة من أجل التغطية على عملية إنقاذه.
ومنذ اللحظة التي قدم فيها عليان إلى المستشفى قال لأطبائه: «اسمحوا لي بالعودة للقتال مع جنودي»، ولكنهم رفضوا الاستجابة لطلبه حتى يتعافى. وأمس وافق الأطباء وأطلقوا سراح عليان ليعود للقتال في غزة.
وحسب المصادر الإسرائيلية، قال عليان وهو يغادر المستشفى: «لو كان الأمر بيدي لملأت حافلة كاملة بالجنود الذين أصيبوا وعولجوا في المستشفى وعدت بهم لساحات القتال».
وكان عليان نال ترقيته الأخيرة، في يونيو (حزيران) الماضي، ليصبح أول عربي يُعيّن قائدا لقوات «غولاني» الإسرائيلية، وهي القوات الأهم في الجيش الإسرائيلي والمعروفة بـ«قوات الشعب» وتأسست عام 1948.
وخدم في الماضي في سلسلة من المناصب العليا في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك قائد «سرية الجوز» المتخصّصة في «مكافحة الإرهاب»، وقائد كتيبة الاستطلاع التابعة لـ«لواء غولاني».
وقبل وصوله إلى «غولاني»، شغل منصب قائد «كتيبة الهدهد»، في عامي 2008 و2009، كما كان قائدا للواء الاحتياط ومسؤولا عسكريا عن منطقة جنين في الضفة الغربية.
ولأسرة عليان الدرزية تاريخ حافل من الخدمة في الجيش الإسرائيلي، إذ قُتل عمه خلال خدمته العسكرية عام 1957، ويعمل شقيقاه ضابطين كبيرين في الجيش؛ أحدهما، باسم عليان، برتبة مقدم في «لواء جفعاتي»، والآخر، مجيد عليان، ضابط ركن في القيادة الشمالية.
ويعيش عليان الآن في منطقة «شفا عمرو» العربية إلى جانب كثير من الدروز والعرب الآخرين.
ويبلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل حاليا نحو 134 ألف شخص، ويشكلون 1.7 في المائة من مجموع سكان إسرائيل و8.0 في المائة من السكان العرب.
ويخدم معظم الدروز في الجيش الإسرائيلي عادة ضمن وحدات قتالية، ويشكلون «كتيبة السيف»، وهي جزء من سلاح المشاة الإسرائيلي وجميع مقاتليها من الدروز.



تبرعات بالملايين لأحمد الأحمد الذي أوقف المسلّح في هجوم بونداي

TT

تبرعات بالملايين لأحمد الأحمد الذي أوقف المسلّح في هجوم بونداي

أحمد الأحمد الرجل الذي تصدّى لأحد مهاجمي شاطئ بونداي ونزع سلاحه وهو يتحدث إلى رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (أ.ف.ب)
أحمد الأحمد الرجل الذي تصدّى لأحد مهاجمي شاطئ بونداي ونزع سلاحه وهو يتحدث إلى رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (أ.ف.ب)

توالت التعهدات بالمساعدة المادية للسوري أحمد الأحمد (44 عاماً)، الذي نزع سلاح أحد المهاجمين في هجوم سيدني.

وكان شخصان قد قاما، الأحد الماضي، بإطلاق النار على حشد، أثناء الاحتفال بعيد الأنوار اليهودي «حانوكا» على شاطئ بونداي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات.

وجذبت صفحة لجمع الأموال أنشأها أستراليون لم يلتقوا الأحمد قط، تبرعات من جانب نحو 40 ألف شخص، حيث تبرعوا بـ2.3 مليون دولار أسترالي (1.5 مليون دولار أميركي)، بحلول مساء أمس الثلاثاء. ومِن بين الداعمين الملياردير مدير صندوق التحوط ويليام أكمان، الذي تعهّد بتقديم 99 ألف دولار أسترالي.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز خلال زيارته أحمد الأحمد الذي نزع سلاح أحد المهاجمين (أ.ف.ب)

ويواجه الأحمد؛ وهو متزوج ولديه ابنتان، معاناة طويلة في المستقبل، وفق ما قاله الأشخاص الذين تحدثوا معه منذ مجزرة الأحد الماضي. وتعرَّض لطلقاتٍ عدة في ذراعه اليسرى، على ما يبدو، من المسلّح الثاني في الهجوم الذي أطلق النار بشكل عشوائي من جسر للمشاة.

وقالت مديرة الإعلام في جمعية «الأستراليون من أجل سوريا»، التي زارت الأحمد في المستشفى، في وقت متأخر من أمس الأول الاثنين، إنه خضع، بالفعل، لجراحة، ومن المقرر إجراء مزيد من العمليات الجراحية.


رئيسة الوزراء اليابانية: منفتحون دائماً على الحوار مع بكين

رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
TT

رئيسة الوزراء اليابانية: منفتحون دائماً على الحوار مع بكين

رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي خلال مؤتمر صحافي (أ.ف.ب)

أكدت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي اليوم (الأربعاء) أن طوكيو «منفتحة دائماً على الحوار» مع بكين، في ظل استمرار التوتر الدبلوماسي بين الطرفين.

وقالت تاكايتشي في مؤتمر صحافي: «الصين جارة مهمة لليابان، ونحن بحاجة إلى بناء علاقات بنَّاءة ومستقرة». وأضافت: «اليابان منفتحة دائماً على الحوار مع الصين، ولن نغلق أبوابنا أمامها».

وشهد عام 2025 استمرار التوتر بين الصين واليابان، مدفوعاً بعوامل أمنية وجيوسياسية، في مقدمتها النزاع حول جزر سينكاكو/دياويو في بحر الصين الشرقي. وتكرَّرت المناوشات بين الصين واليابان حول الجزر التي تطلق عليها بكين اسم «دياويو» وتسميها طوكيو «سينكاكو».

وذكر تقرير سابق لوكالة «رويترز» للأنباء أن طوكيو عبَّرت مراراً عن قلقها من تكثيف بكين أنشطتها البحرية والجوية قرب الجزر المتنازع عليها، بما في ذلك عبور سفن خفر السواحل الصينية مناطق تقول اليابان إنها ضمن مياهها الإقليمية.

وفي المقابل، تؤكد الصين سيادتها التاريخية على الجزر، معتبرة التحركات اليابانية «استفزازية»، ما أبقى مستوى الاحتكاك مرتفعاً رغم القنوات الدبلوماسية المفتوحة بين البلدين.


ضغوط على قائد الجيش الباكستاني بسبب «قوة غزة»

قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
TT

ضغوط على قائد الجيش الباكستاني بسبب «قوة غزة»

قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)
قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (أ.ب)

يواجه قائد الجيش الباكستاني، الأقوى منذ عقود، أصعب اختبار لصلاحياته المكتسبة حديثاً، في ظل ضغوط واشنطن على إسلام آباد للإسهام بقوات في «قوة تحقيق الاستقرار» بقطاع غزة، وهي خطوة يرى محللون أنها قد تُثير ردود فعل داخلية غاضبة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ومن المتوقع أن يتوجه قائد الجيش عاصم منير إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسابيع المقبلة، في ثالث اجتماع بينهما خلال ستة أشهر، الذي من المرجح أن يركز على «قوة غزة»، وفقاً لما أفاد به مصدران وكالة «رويترز».

وتدعو خطة ترمب المكونة من 20 بنداً بشأن غزة إلى إرسال قوة من الدول الإسلامية، للإشراف على فترة انتقالية لإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي في القطاع الفلسطيني الذي دمّره القصف الإسرائيلي على مدار أكثر من عامَين.

وتتخوّف دول عديدة من إسناد مهمة نزع سلاح حركة «حماس» إلى القوة الدولية، وهو ما قد يجر هذه القوات إلى صراع مسلح ويثير غضب سكان القطاع المستضيف للقوات.

لكن منير بنى علاقة وثيقة مع ترمب، سعياً منه لإصلاح سنوات من انعدام الثقة بين واشنطن وإسلام آباد. وفي يونيو (حزيران)، كُوفئ بغداء في البيت الأبيض، في سابقة هي الأولى من نوعها، التي يستضيف فيها رئيس أميركي قائد الجيش الباكستاني بمفرده، دون حضور مسؤولين مدنيين، وفق «رويترز».

«ضغوط أكبر»

وقال الباحث في شؤون جنوب آسيا بـ«المجلس الأطلسي» في واشنطن، مايكل كوجلمان: «قد يُثير عدم الإسهام (في قوة تحقيق الاستقرار في غزة) استياء ترمب، وهو أمر ليس بالهين بالنسبة إلى باكستان التي تبدو حريصة على الحفاظ على علاقات طيبة معه، لضمان الاستثمارات والمساعدات الأمنية الأميركية».

ولم يردّ كل من البيت الأبيض ووزارات الدفاع والخارجية والإعلام في باكستان على طلبات من وكالة «رويترز» للتعليق.

وباكستان، الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم التي تمتلك أسلحة نووية، لديها جيش متمرس خاض ثلاث حروب مع خصمها اللدود الهند، بالإضافة إلى نزاع قصير هذا الصيف. كما تصدّت لحركات تمرد في مناطقها النائية، وهي منخرطة حالياً في حرب ضارية مع متطرفين تقول إنهم ينشطون انطلاقاً من أفغانستان.

وقالت الكاتبة والمحللة الباكستانية في مجال الدفاع، عائشة صدّيقة، إن قوة باكستان العسكرية تعني «وجود ضغط أكبر على منير لإثبات كامل قدرته».

وصرّح وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، خلال الشهر الماضي، بأن إسلام آباد قد تنظر في إمكانية الإسهام بقوات لحفظ السلام في غزة، لكن «نزع سلاح (حماس) ليس من اختصاصنا».

سلطة غير مسبوقة

عُيّن منير في وقت سابق من هذا الشهر قائداً للجيش، ليتولى بذلك قيادة القوات الجوية والبحرية أيضاً، مع تمديد فترة ولايته حتى 2030. كما سيحتفظ بلقبه العسكري، وسيتمتع بحصانة مدى الحياة من أي ملاحقة جنائية بموجب التعديلات الدستورية التي أقرتها الحكومة الباكستانية في البرلمان أواخر الشهر الماضي.

وقال كوجلمان: «قلّة من الناس في باكستان يتمتعون برفاهية القدرة على المخاطرة أكثر من منير، فهو يتمتع بسلطة مطلقة، محمية الآن بموجب الدستور... في النهاية، ستكون القواعد هي قواعد منير، وقواعده فقط».

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، التقى منير قادة عسكريين ومدنيين من دول مثل إندونيسيا وماليزيا والسعودية وتركيا والأردن ومصر وقطر، وفقاً لبيانات الجيش التي قالت صدّيقة إنها «بدت وكأنها مشاورات بشأن القوة» التي ستنتشر في غزة.

مخاطر الجبهة الداخلية

لكن القلق الأكبر يكمن في الداخل الباكستاني، إذ إن مشاركة القوات الباكستانية في غزة بموجب خطة مدعومة من الولايات المتحدة قد تُعيد إشعال الاحتجاجات من قِبل الأحزاب الإسلامية الباكستانية المعارضة بشدة للولايات المتحدة وإسرائيل.

ووفق «رويترز»، يتمتع الإسلاميون بنفوذ شعبي واسع النطاق يمكّنهم من حشد الآلاف. وقد حُظر حزب إسلامي قوي ومناهض عنيف لإسرائيل في باكستان خلال أكتوبر (تشرين الأول).

وقال مسؤولون إن السلطات اعتقلت قادة حزب «حركة لبيك باكستان» وأكثر من 1500 من أنصاره، وصادرت أصوله وحساباته المصرفية. وعلى الرغم من حظر إسلام آباد الحركة فإن آيديولوجيتها لا تزال قائمة.

أيضاً، حزب رئيس الوزراء السابق المسجون، عمران خان، الذي فاز أنصاره بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الوطنية لعام 2024، ويحظى بدعم شعبي واسع، لديه أيضاً حسابات شخصية ضد منير.

وقال الباحث في مؤسسة «إس. راجاراتنام» للدراسات الدولية في سنغافورة، عبد الباسط، إنه إذا تصاعدت الأمور بمجرد وصول القوات إلى غزة فسيتسبب ذلك في مشكلات سريعة.

وأضاف: «سيقول الناس: (عاصم منير ينفذ أوامر إسرائيل)، وسيكون من الحماقة ألا يتوقع أحد ذلك».