قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، إن الولايات المتحدة تتشاور مع حلفائها الأوروبيين بشأن معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، في الوقت الذي حثّت فيه الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الإدارة الأميركية على محاولة دفع روسيا لاحترام المعاهدة بدلا من انسحاب واشنطن منها.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال الأسبوع الماضي إن واشنطن تعتزم الانسحاب من المعاهدة التي وقعها الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف مع الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان في عام 1987. وقالت واشنطن إن السبب وراء عزمها الانسحاب من المعاهدة هو انتهاك روسيا لها، وهو ما تنفيه موسكو.
في المقابل، تتّهم روسيا واشنطن بعدم الالتزام بالمعاهدة. وقال ماتيس لصحافيين مرافقين له إلى براغ عاصمة جمهورية التشيك: «نتشاور مع نظرائنا الأوروبيين. كنت أتحدث أول من أمس مع وزير الدفاع الألماني، وبالتالي أنا أقول إن المشاورات مستمرة».
ومن المقرر أن يلتقي ماتيس مع رئيس الوزراء أندريه بابيش ووزير الدفاع التشيكي أثناء زيارته القصيرة إلى براغ. وقال ماتيس إنه من المقرر أن يلتقي وزراء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف حثّت واشنطن الخميس على العمل من أجل إعادة روسيا للالتزام بمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، بدلا من انسحاب الولايات المتحدة منها.
وقال ماتيس إنه طلب من نظرائه في دول الحلف بعد أحدث قمة لهم عما إذا كانت لديهم أفكار بشأن كيفية إعادة روسيا إلى الالتزام بالمعاهدة، لكنه لم يتلق بعد ردا من أي منهم. وردّا على سؤال عما إذا كان يستبعد نشر صواريخ متوسط المدى على الأرض إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة، قال ماتيس: «لا أستبعد شيئا أبدا بهذه الطريقة»، كما أنني لا أعتقد قرب حدوثه. وأضاف: «أمامنا عدد من الأساليب للرد. ليس ضروريا أن يكون الرد مثماثلا، لكنه سيكون بالتشاور الوثيق مع الحلفاء».
من جهة أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله أمس إن موسكو بدأت في إعداد إجاباتها عن أسئلة قدمها مسؤولون أميركيون تتعلق باتفاقية للحد من التسلح. وذكر لافروف: «منذ أسبوع فقط وقبل يومين من إعلان هدف (الولايات المتحدة) الانسحاب من معاهدة القوى النووي المتوسطة المدى، أرسل الأميركيون عبر سفارتهم في موسكو لوزارة الخارجية الروسية قائمة مطولة من الأسئلة التي تمثل مبعث قلق لهم».
ويأتي ذلك بعد أن حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من عواقب الانسحاب الأميركي من المعاهدة النووية، متوقّعا أن يطلق «سباقا على التسلح». وأضاف أنه في حال الانسحاب الأميركي، فإن روسيا «سترد بالمثل وستفعل ذلك بشكل سريع وفعال»، كما نقلت وكالة «رويترز». وتابع بوتين: «إذا انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، فإن السؤال الرئيسي هو: ما الذي سيفعلونه بهذه الصواريخ المتاحة حديثاً؟ إذا كانوا سيرسلونها إلى أوروبا، فسيكون ردّنا بطبيعة الحال مماثلاً لذلك».
وجاءت تصريحات الرئيس الروسي بعد يوم من لقائه مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، في موسكو، وإعلان الأخير عن التوصل إلى اتفاق على عقد قمة روسية - أميركية الشهر المقبل. بدوره، قال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، أمس، عندما أعرب عن قناعة بأن «الولايات المتحدة قد اتخذت قراراً نهائياً حول انسحابها من معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى». وأوضح في حديث مع الصحافيين: «كما فهمنا، فإن الجانب الأميركي قد اتخذ قراره وسيبدأ عملية الانسحاب من المعاهدة في المستقبل القريب». كما حذّر من «التوجه الخطر» للسياسة الأميركية، وقال إن إعلان ترمب انسحابه من المعاهدة «يعادل الإعلان عن نية الدخول في سباق تسلح جديد، الأمر الذي يجعل العالم أكثر خطراً».
واشنطن تطمئن الأوروبيين بشأن انسحابها من «المعاهدة النووية»
موسكو تعدّ أجوبة لأسئلة أميركية عن اتفاقية للحد من التسلح
واشنطن تطمئن الأوروبيين بشأن انسحابها من «المعاهدة النووية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة