موجز اليمن

TT

موجز اليمن

الميليشيات «تحوثن» مصلحة القبائل وتشرعن نهب المساعدات
صنعاء - «الشرق الأوسط»: ضمن مساعي الجماعة الحوثية للسيطرة على كافة فئات المجتمع اليمني وإعادة تشكيل المؤسسات بما يخدم أهدافها الطائفية، أصدر رئيس مجلس حكمها الانقلابي مهدي المشاط قراراً بإعادة تشكيل مصلحة شؤون القبائل، وتحويلها إلى هيئة تابعة للجماعة. ونص القرار الحوثي، الذي أصدره المشاط، على جعل الهيئة الخاصة بالقبائل مرتبطة مباشرة به في سياق محاولة الجماعة السيطرة على المكونات القبلية وتنصيب شيوخ القبائل الموالين لها في مفاصل الهيئة الجديدة، بما يضمن لها تسخيرهم لحشد أتباعهم إلى جبهات القتال.
وكانت عمليات «حوثنة» المؤسسات والقطاعات الحكومية وصلت إلى كافة المرافق، في الوقت الذي دفعت الجماعة بعناصرها لتولي كافة المناصب الحساسة في أجهزة الدولة، وإقصاء الموظفين غير الموالين لها، ضمن خطتها الشاملة للاستيلاء على المؤسسات.
كما أصدر المشاط أمس قراراً بإنشاء هيئة مزعومة لإدارة وتنسيق المساعدات الإنسانية ومواجهة الكوارث وأمر بتبعيتها الشخصية له، وكلف مدير مكتبه القيادي البارز في الجماعة أحمد حامد لتولي إدارتها مع عدد من قيادات الجماعة وجهاز الأمن القومي الخاضع لها. ويرجح مراقبون أن القرار الحوثي يهدف إلى شرعنة نهب المساعدات من قبل جماعته، والتضييق على عمل المنظمات الإنسانية والدولية في مناطق سيطرتها، خصوصاً أن كافة قيادات فروع الهيئة في المحافظات هم من كبار قادة عناصر الميليشيات وأتباعها الطائفيين.

توجيهات حوثية للتسريع بتنفيذ العملة الإلكترونية
صنعاء - «الشرق الأوسط»: شدد رئيس مجلس حكم الميليشيات الحوثية مهدي المشاط على قيادات الجماعة المعينين في وزارات الانقلاب ذات الصلة، للتسريع بتنفيذ مشروع الجماعة لاعتماد مشروع ما يسمى «العملة الإلكترونية» الهادف إلى الاستيلاء على أموال التجار والمواطنين واستنزاف السيولة النقدية.
وذكرت المصادر الرسمية للجماعة أن المشاط شدد على قيادات الانقلاب في مالية الجماعة وبنكها المركزي ووزارتها للاتصالات ووزارتها للتجارة والصناعة من أجل التسريع بتطبيق التعامل الإلكتروني في المعاملات المالية ضمن برنامج «الريال الإلكتروني»، الذي كان اقترحه زعيم الميليشيات لحل أزمة السيولة النقدية.
ويخشى التجار في صنعاء والمواطنون، الفكرة الإلكترونية، إذ لا يوجد من يحمي النقد الموجود لديهم، ولا يثقون في منحهم مقابل النقد حسابات إلكترونية قد تكون لاحقاً غير موجودة على أرض الواقع أو وهمية، خصوصاً بعد أن أدى سلوك الجماعة منذ انقلابها إلى تجريف الاقتصاد والوصول بالعملة المحلية إلى القاع.

اعتقال أطفال بحملة انقلابية في المحويت وحجة
صنعاء - «الشرق الأوسط»: أفادت مصادر محلية في محافظتي حجة والمحويت بأن الميليشيات الحوثية أقدمت على خطف سبعة أشخاص، معظمهم من الأطفال، في سياق عملها الممنهج لقمع السكان والتنكيل بهم والبطش بمعارضيها من كافة أطياف المجتمع.
وذكرت المصادر أن عناصر من الجماعة الحوثية، أقدموا أمس على اختطاف سبعة طلاب في محافظة المحويت كانوا في نزهة جماعية إلى أحد الأودية في مديرية حفاش، قبل أن تتلقفهم أيدي الجماعة الحوثية بالاعتقال. وكشفت المصادر أن أغلب المختطفين ما بين سن 17 - 18، وأن الجماعة رفضت الإفراج عنهم إلا بتوقيع التزام بحضور دورة طائفية تثقيفية، ومن ثم الانضمام إلى صفوفها للقتال في الساحل الغربي، وهو ما رفضه الطلبة السبعة الذين يصرون على إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.
إلى ذلك أفادت المصادر في محافظة حجة بأن عناصر الجماعة اختطفوا مواطنين اثنين أمس في مديرية المحابشة، على خلفية تبنيهم وقفة احتجاجية لجهة اعتقال الجماعة قبل أيام اثنين من الشبان الناشطين في توزيع المعونات الإنسانية على الأسر المحتاجة في مديرية أسلم المنكوبة بتفشي الجوع والمرض.
وذكرت المصادر أن عناصر حوثية مسلحة أقدموا صباح أمس على اختطاف المواطنين ياسر هبة وعبد الله المهدي، أثناء وجودهما في سوق المحابشة، واقتادوهما إلى سجن القرانة في المديرية التي كانت شهدت وقفة احتجاجية للتنديد باعتقال الناشطين عدنان الغيلي ومحفوظ الأشول والمطالبة بالإفراج عنهم.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.