هدوء حذر في مخيم «المية ومية» بعد تجدد الاشتباكات الفلسطينية

TT

هدوء حذر في مخيم «المية ومية» بعد تجدد الاشتباكات الفلسطينية

ساد هدوء حذر في مخيم «المية ومية» للاجئين الفلسطينيين، قرب صيدا، في جنوب لبنان، إثر معارك بين حركة «فتح» وتنظيم «أنصار الله»، كانت تتجدد يومياً، منذ الأسبوع الماضي، على وقع وساطات واتفاقات لوقف إطلاق النار سرعان ما كانت تتدهور، ووسط مطالبات بإعطاء أوامر للجيش اللبناني بالتدخل.
واثارت الاشتباكات امتعاضاً سياسياً، عبر عنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، حيث قال: «تواصلت الاشتباكات على مدى الأيام الأخيرة في مخيم (المية ومية)، وكأنها أرض غير لبنانية وسكانها غير لبنانيين، في ظل معاناة ومخاوف كبرى من قبل أهالي البلدة والقرى المجاورة»، آسفاً «لغياب أيّ تدخُّل للقوى الأمنية، من أجل استتباب الأمن وتبديد مخاوف الأهالي وتثبيت الاستقرار وإعادة الأمور إلى نصابها». وتمنى جعجع على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري «إعطاء الأوامر للجيش اللبناني، من أجل التدخل في أسرع وقت ممكن لوقف الاشتباكات ومصادرة الأسلحة التي استعملت فيها منعاً لاستخدامها مرة أخرى».
ويقع المخيم على تخوم بلدة المية ومية، المحاذية لمدينة صيدا، ويعتبر أغلب سكانها من المسيحيين. وأثارت وفود من البلدة قضية المخيم والتوتر الأمني فيه مع الرئيس ميشال عون، في الأسبوع الماضي، وذلك بعد زيارتين للبلدة قام بهما عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى، ووفد من «التيار الوطني الحر» حذّر أعضاءه النائب نقولا الصحناوي مَن تمدد المخيم إلى البلدة.
وغرَّد النائب نديم الجميل على «تويتر» حول أحداث «المية ومية»، قائلاً: «أحداث مخيم المية ومية تذكرنا للأسف بأيام الحرب السوداء بسبب السلاح غير الشرعي بيد الفلسطينيين». وطالب «قيادة الجيش بالعمل على نزع كل هذا السلاح»، محملاً «السلطة السياسية وحكومة تصريف الأعمال مسؤولية الفلتان الأمني المتفجر».
ميدانياً، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن مخيم «المية ومية» شهد هدوءاً حذراً، بعدما كانت قد تجددت فيه الاشتباكات بين حركة «فتح» و«انصار الله»، مساء الجمعة، قبل أن تتراجع حدتها ليلاً، حيث سُمِع بعيد منتصف الليل إطلاق قذيفة مع رشقات نارية.
وكانت اتفاقات وقف إطلاق النار تسقط خلال اليومين الماضيين، حيث تتجدد الاشتباكات من جديد لتعود وتتكثف الاتصالات اللبنانية الفلسطينية للجم الوضع. وتحدثت الوكالة الوطنية عن أن ثمة عناصر من المقاتلين لا تلتزم بأوامر قياداتها «وهذا ما يفسِّر خرق كل اتفاق لوقف إطلاق النار، التي بلغ عددها 3 منذ اندلاع الاشتباكات».
في غضون ذلك، عقد اجتماع في مقر الاتحادات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في منطقة الراهبات في مدينة صيدا، شارك فيه ممثل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحضرته قيادات فلسطينية، أبرزها قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، الذي غادر متوجهاً إلى مخيم المية ومية لمتابعة الوضع هناك. وكان نقاش عن وقف إطلاق النار في المخيم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.