فرق القمة الإنجليزية تختار أميركا للإعداد وجني مزيد من الأموال

مانشستر يونايتد وليفربول وسيتي وتوتنهام تأمل الاستفادة من أثر المونديال الإيجابي على الولايات المتحدة

رودجرز مدرب ليفربول يعرض برنامج إعداده على الأميركي هنري مالك النادي   -  لاعبو مانشستر يونايتد استفادوا من التقنيات الحديثة في المعسكر الأميركي
رودجرز مدرب ليفربول يعرض برنامج إعداده على الأميركي هنري مالك النادي - لاعبو مانشستر يونايتد استفادوا من التقنيات الحديثة في المعسكر الأميركي
TT

فرق القمة الإنجليزية تختار أميركا للإعداد وجني مزيد من الأموال

رودجرز مدرب ليفربول يعرض برنامج إعداده على الأميركي هنري مالك النادي   -  لاعبو مانشستر يونايتد استفادوا من التقنيات الحديثة في المعسكر الأميركي
رودجرز مدرب ليفربول يعرض برنامج إعداده على الأميركي هنري مالك النادي - لاعبو مانشستر يونايتد استفادوا من التقنيات الحديثة في المعسكر الأميركي

عملت أندية النخبة في إنجلترا على الاستفادة من الصخب الذي جلبه مونديال البرازيل على لعبة كرة القدم في الولايات المتحدة، فاختارت المدن الأميركية مراكز للإعداد قبل انطلاق موسم الدوري الإنجليزي الممتاز الشهر المقبل.
وبينما يتطلع اتحاد كرة القدم الإنجليزي لطي تجربة المنتخب في مونديال البرازيل، فستستفيد أندية ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام من جولاتها الصيفية في الولايات المتحدة المنتعشة بالعروض القوية التي قدمها المنتخب الأميركي في كأس العالم.
إن المشاهد المبهجة في المدن الأميركية الكبرى التي رسمها فريق المدرب يورغن كلينزمان، الذي سحر العالم ولاقى استحسان الرئاسة، كانت انعكاسا لتطور اللعبة عبر المحيط الأطلسي. وفي بعض المدن، تجذب لعبة «كرة القدم» متوسط أعداد جماهير أكثر من لعبة البيسبول، وهو ما لم يمكن تصوره منذ وقت ليس ببعيد.
أندية النخبة الإنجليزية التي بعضها مملوك لشركات أميركية عملت على استغلال حمى المونديال في أميركا، وقررت عمل جولات عبر المدن المختلفة لإجراء بعض المباريات التي من شأنها عدها تجارب للموسم الجديد، وأيضا لجني أرباح تزيد عن مليون دولار في المباراة الواحدة.
ربما تثبت الصفقة التي أبرمتها هيئة الإذاعة الوطنية الأميركية (إن بي سي)، والتي وصلت قيمتها إلى 250 مليون دولار أميركي (أي ما يعادل 146.3 مليون جنيه إسترليني) لتغطية كرة القدم الإنجليزية الموسم الماضي، وتقدير عدد الأميركيين الذين شاهدوا الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي بنحو 31.5 مليون مشاهد، حجم تأثير اللعبة على الأميركيين الذين لم يكن معظمهم مغرمين بكرة القدم.
إن العبارات التي جرى تداولها عقب مشاركة منتخب أميركا المبهرة في المونديال، مثل «تغيير قواعد اللعبة»، وأنديتنا بدأت في جني الثمار، وتقدم دوري كرة القدم الأميركي، تعطي الأسباب الكافية التي جعلت أندية النخبة الإنجليزية تقبل على إقامة معسكرها في أميركا، سواء للاستفادة من البنية التحتية النموذجية للأندية هناك، أو حمى كرة القدم التي تجتاح البلاد حاليا، وتجذب الجماهير للملاعب حتى في المباريات الودية.
الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ريتشارد سكودامور كان يدرك ما ستجلبه هذه الصفقة من منافع، عندما أكد على إبرام العقد مع (NBC) في عام 2013. وقال وقتها: «اعتقدنا أننا قد نروج لهذا الدوري حول العالم عند مستويات معينة، ولكن يتوقف ذلك على ما يجلبه ذلك». وأضاف: «نعم، قد يكون هناك 1.2 مليار نسمة في الصين، و1.3 مليار نسمة في الهند.. ولكن ليس هناك متابعون في أي مكان على الإطلاق يشاهدون الرياضة بالقدر الذي يشاهده الجمهور في الولايات المتحدة».
وفيما يتعلق بمانشستر يونايتد وليفربول، فقد ترسخت الصلة الأميركية بقوة من خلال ملكية الناديين وهيكلهما التجاري مع عائلة «جليزر» ومجموعة «فينواي» الرياضية، اللتين تستحوذان على قاعدة جماهيرية عالمية، وتملكان بخبراتهما القدرة على أن يحافظا عليها ويعززوها.
سيلعب ليفربول مرة أخرى على ملعب فينواي بارك، وهو استاد «توأمه» الأميركي فريق بوسطن ريد سوكس، ويتوقع أن يصل عدد الحاضرين في مبارياته الأربع المقرر إقامتها في نيويورك وشيكاغو وشارلوت إلى نحو 150 ألف متفرج. بينما يظل مانشستر يونايتد أكثر الفرق جذبا للجماهير، حيث سيلعب في لوس أنجليس، وواشنطن، ودنفر وآن أربور.
ولا يزال فريق مانشستر سيتي يحاول اللحاق بركب منافسيه التاريخيين، وشعبيته آخذة في الزيادة في جميع أنحاء العالم بفضل كل لقب دوري يحصل عليه. ويلعب سيتي في ولايات كانساس وبيتسبرغ ونيويورك ومينيابولس، كجزء من بطولة كأس الأبطال الدولية التي يشارك فيها أيضا ريال مدريد وميلان وإنترميلان وروما وأولمبياكوس.
إن النفع الذي يجلبه وجود الأندية الإنجليزية في هذه المناطق كل صيف له شقان. فمن دون شك هناك دوافع تجارية، وزيادة العائدات المالية، وتعزيز العلاقات مع الجهات الراعية، وتدعيم الشعبية التي يمكن أن تدر مزيدا من المزايا.
وسيمثل اللقاء المرتقب الذي سيجمع بين ليفربول ومانشستر سيتي في استاد نيويورك يانكي فرصة جيدة للمشجعين الأميركيين، للاستمتاع بنموذج من صراع المنافسة على الدوري الإنجليزي.
يقول الرئيس التنفيذي التجاري لفريق ليفربول بيلي هوجان: «تجعل قواعد التدريب العالية والرحلات غير المرهقة من الولايات المتحدة وجهة جذابة، حيث سهولة التنقل بين المدن الرئيسة، وضمان الوصول إلى عدد أكبر من المتفرجين خلال أسبوعين».
وقال هوجان: «إنه وقت رائع للقيام بجولة في الولايات المتحدة عقب انتهاء كأس العالم». وأضاف: «عقب إقامة معسكر محلي ناجح للغاية، ولعب كرة قدم مثيرة، نرى أن هذا هو الوقت المثالي لنكون في السوق الأميركية». واستطرد: «لطالما حاز نادي ليفربول على قاعدة جماهيرية قوية في أميركا الشمالية، ولكن بالتأكيد رأينا زيادة في شعبية نادينا في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. لقد أتاحت الصفقة الجديدة التي أبرمها الدوري الإنجليزي الممتاز مع شبكة (إن بي سي) لبث المباريات لجمهور أكبر من أي وقت مضى، وكلنا أمل أن تساهم جولة هذا الصيف، التي تتبع الملاحم التي سطرها المنتخب الأميركي في مونديال البرازيل، في نمو هذه الرياضة (وزيادة شعبية ليفربول) في أميركا.
وقال هوجان: «هناك مزايا للقيام بجولات في الولايات المتحدة. أولها، ستسنح لنا فرصة اللعب في العديد من المدن الكبرى التي يفصلها عن بعضها رحلات قصيرة نسبيا. ستتاح لنا مرافق تدريب ذات مستوى عالمي في كل مدينة، وسنلعب في أربعة استادات تحمل رمزية كبيرة؛ فينواي بارك، وملعب سولجر فيلد، واستاد يانكي، وملعب بنك أميركا».
ويعتقد هوجان، الذي ينسب له الفضل في تجديد أنشطة ليفربول التجارية بشكل كامل منذ انضمامه لفريق العمل في أعقاب استحواذ مجموعة «فينواي» الرياضية على النادي، أن العرض الذي قدمه المنتخب الأميركي في كأس العالم سيكون له أثر كبير على إقبال الجماهير على مباريات الفرق الإنجليزية.
وأشار إلى أن «رد فعل الجمهور الأميركي بشأن هذه النسخة من كأس العالم كان (مختلفا)، مما كان له أثر إيجابي». وأضاف: «أصبحت هناك زيادة في معدلات المشاهدة التلفزيونية لمباريات كرة القدم خلال السنوات الماضية. واقترن ذلك بالأداء القوي الذي قدمه الفريق الأميركي، وتلك النسخة من بطولة كأس العالم أدت إلى انضمام كثير من المشجعين المحايدين، وذلك ما أظهرته التقييمات. بالإضافة إلى ذلك، ساعد إقامة كأس العالم في منطقة زمنية مناسبة للجمهور في الولايات المتحدة في تسهيل مشاهدة مزيد من المباريات طوال فترة إقامة البطولة».
ورغم أن تايلاند وإندونيسيا والصين تتربع على عرش متابعي فريق ليفربول عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، فإن الموقع الرسمي في نسخته الإنجليزية ينضم إليه عدد أكبر من الزوار من الولايات المتحدة كل شهر مقارنة بأي بلد آخر. وحول ذلك يقول هوجان: «إننا نعتزم إطلاق مبادرة وسائل الإعلام الرقمية الجديدة التي تهدف إلى زيادة تفاعلنا مع المشجعين في أميركا الشمالية في وقت لاحق هذا العام».
أولئك الذين يقومون بتغطية كرة القدم الإنجليزية في أميركا لاحظوا تغييرا في السلوك. حيث كان يبدو أن هناك في السابق عزوفا لعشاق الرياضة الأميريكان عن تلك اللعبة، والآن أصبح العكس هو الصحيح.
ويقول كيث كوستيجان، الذي يعلق ويحلل مباريات دوري كرة القدم الأميركية والدوري الإنجليزي الممتاز لدى شبكة قنوات «فوكس» الرياضية: «إنه حقا أصبح من المألوف هنا أن تكون من محبي كرة القدم». وأضاف: «شهدت المرحلة الثانية من الفرق التي أضيفت إلى دوري كرة القدم الأميركية رواجا في شعبية اللعبة هنا. في الأصل لم يجرِ إعطاء أماكن، مثل سياتل وبورتلاند فرقا في دوري كرة القدم الأميركية، لكن منذ إضافتها إلى المسابقة، بنت قواعد جماهيرية في مدنها. ويزيد متوسط عدد عشاق فريق سياتل لكرة القدم عن مشجعي فريق البيسبول في المدينة».
وأضاف: «بالتأكيد يساهم عرض كل المباريات على شاشات التلفاز هنا في ذلك، حيث تغطي فوكس، والآن (إن بي سي) كل شيء خاص بالدوري الإنجليزي الممتاز، كما أن التغطية الإضافية تعد مؤشرا واضحا على ذلك النمو. لن يجدي ذلك نفعا إذا لم يكن الناس يتابعون».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.