مصر لتقليص أعداد الموظفين مع الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة

الدين المحلي ارتفع 17 % السنة الماضية

العاصمة الإدارية الجديدة في مصر (رويترز)
العاصمة الإدارية الجديدة في مصر (رويترز)
TT

مصر لتقليص أعداد الموظفين مع الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة

العاصمة الإدارية الجديدة في مصر (رويترز)
العاصمة الإدارية الجديدة في مصر (رويترز)

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أول من أمس، إنه يعمل على إعادة هيكلة للحكومة، تتضمن تخفيض عدد مجلس الوزراء وموظفي القطاع العام، لتقليص البيروقراطية.
ومتحدثاً في أثناء اجتماع للغرفة التجارية الأميركية في القاهرة، قال مدبولي إن التحديات الرئيسية التي تواجه لمصر تكمن في البيروقراطية المزمنة، وارتفاع معدلات الإنجاب. وأبلغ مدبولي رجال أعمال أميركيين: «لدينا خطة لإصلاح الحكومة».
وأوضح رئيس الوزراء: «نحن نعمل الآن من خلال وزارة التخطيط (...) ووزارة الاتصالات لإصلاح هيكلي للحكومة»، مضيفاً أنه يعتقد أن هناك حاجة إلى خفض عدد المناصب في مجلس الوزراء، وأن «38 في المائة على الأقل من الموظفين في القطاع العام سيحالون إلى التقاعد في السنوات العشر المقبلة».
وقال مدبولي إن مقترحات إعادة الهيكلة مرتبطة بخطط لنقل مقر الحكومة إلى عاصمة إدارية جديدة قيد الإنشاء، على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق القاهرة، مقرر افتتاحها في العام المقبل. وأضاف أنه بدءاً من أول 2019، فإن كثيراً من الخدمات الحكومية ستكون متاحة عبر الإنترنت.
وتمثل نفقات الأجور الحكومية نحو 18.6 في المائة من إجمالي المصروفات في موازنة العام المالي الحالي الذي بدأ في يوليو (تموز).
وزادت ميزانية الأجور الحكومية بوتيرة متباطئة مع سن تشريع جديد لتنظيم القطاع الحكومي، حيث كان معدل النمو يقل عن مستوى 10 في المائة خلال الأعوام المالية 2015 - 2017، قبل أن يرتفع مجدداً لنحو 11 في المائة في العام المالي الحالي.
وأقر البرلمان المصري التشريع الجديد المنظم للعمل الحكومي في 2016، بعد رفضه لنسخة القانون التي أقرها الرئيس قبل تشكيل مجلس النواب، واستهدف القانون إعادة هيكلة نظام رواتب الموظفين، كما اشتمل على ضوابط لقياس أداء الموظفين ومدى كفاءتهم.
وعد مدبولي، الذي تولى منصبه في يونيو (حزيران) بعد أن بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي فترة رئاسته الثانية، النمو السكاني في مصر تحدياً رئيسياً آخر.
ووفقاً لأرقام حكومية، فإن عدد سكان مصر يبلغ نحو 100 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل إلى 128 مليوناً بحلول 2030، إذا استمرت معدلات الإنجاب عند مستوياتها الحالية.
وقال مدبولي إن حكومته تعمل على خطة لكبح معدل المواليد في البلاد، وأضاف دون أن يذكر تفاصيل: «ليس لدينا أي خيار آخر».
وتواجه مصر تحديات تفاقم أعباء الديون، مما يدفعها لتطبيق إجراءات تقشفية، يدعمها صندوق النقد بمقتضى اتفاق قرض تم إبرامه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري، أول من أمس، أن الدين المحلي بلغ 3.695 تريليون جنيه (206.9 مليار دولار) في نهاية يونيو 2018، مقارنة مع 3.161 تريليون جنيه قبل عام.
وزاد الدين المحلي بذلك نحو 17 في المائة في السنة المالية الماضية، وبلغ الدين الخارجي لمصر 92.64 مليار دولار في نهاية يونيو الماضي، بزيادة 17.2 في المائة على أساس سنوي.
وبمقتضى اتفاق مصر مع الصندوق في 2016، خفضت البلاد قيمة عملتها، وتقلص تدريجياً الدعم الموجه للوقود، وهي تحركات زادت الفقر في البلد العربي الأكثر سكاناً، وفقاً لوكالة «رويترز». لكن الإصلاحات التي يوصي بها الصندوق ساعدت في تحسين الاقتصاد، مع توقعات بنمو عند نحو 5.2 في المائة في السنة المالية الحالية.
غير أن خبراء يقولون إن البلاد تحتاج إلى تنفيذ إعادة هيكلة رئيسية للحكومة، وكبح معدل النمو السكاني، إذا كانت تريد أن تجني ثمار الإصلاحات الاقتصادية، كما تضيف «رويترز».



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.