رعاية الأندية السعودية تعود بعد موسم من الفتور.. والشريك الاستراتيجي في مهب الريح

الشمري: رعاية شركة «عبد اللطيف جميل» لمسابقة الدوري غيرت شكل المعادلة

الأمير عبد الرحمن بن مساعد وحمد القنيبط أثناء إعلان رعاية كاريبو كوفي للهلال  -  الأمير فيصل بن تركي خلال تسلمه الرقم الجديد من موبايلي
الأمير عبد الرحمن بن مساعد وحمد القنيبط أثناء إعلان رعاية كاريبو كوفي للهلال - الأمير فيصل بن تركي خلال تسلمه الرقم الجديد من موبايلي
TT

رعاية الأندية السعودية تعود بعد موسم من الفتور.. والشريك الاستراتيجي في مهب الريح

الأمير عبد الرحمن بن مساعد وحمد القنيبط أثناء إعلان رعاية كاريبو كوفي للهلال  -  الأمير فيصل بن تركي خلال تسلمه الرقم الجديد من موبايلي
الأمير عبد الرحمن بن مساعد وحمد القنيبط أثناء إعلان رعاية كاريبو كوفي للهلال - الأمير فيصل بن تركي خلال تسلمه الرقم الجديد من موبايلي

تعد الألعاب الرياضية وتأثيرها الإيجابي على الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام بالغة الأهمية، وقد أثبتت دراسات كثيرة أهمية الرياضة وعلو كعبها في معظم دول العالم، المتقدمة منها والنامية، بعدما أصبحت من أهم المؤسسات الحكومية أو الخاصة في دولها، إضافة إلى المبالغ الضخمة التي يجري ضخها في مجالاتها المتعددة، كالإعلانات والمصروفات التشغيلية وعقود الرعاية وبالتأكيد عقود النقل التلفزيوني.
وتعتبر مجالات الرعاية في الرياضة أحد أهم العناصر الفعالة في هذا القطاع، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليفها تعتبر عقود الرعاية الرياضية أحد أهم المقومات الكبرى في الدورة التسويقية، حيث حدد متخصصون الأسباب الرئيسة التي تدفعهم لاقتحام الاستثمار الرياضي، وذلك لتطوير العلامات التجارية، إضافة إلى الحصول على التغطية الإعلامية المكثفة بكل وسائلها لمختلف الأنشطة الرياضية.
ولم تكن السعودية بعيدة عن هذا التوجه، فقد تمكنت بعض الأندية في المملكة من الحصول على عقود رعاية خلال فترة الثمانينات والتسعينات من خلال بعض الشركات الكبرى وعدد قليل من البنوك، حتى أصبح الدوري السعودي لكرة القدم وأنديته المحترفة مصدرا قويا لهذا النوع من الاستثمار. وقد بدأت شركات الاتصالات اقتحام هذا العالم قبل ما يقارب ثمانية أعوام، عندما قامت شركة الاتصالات السعودية برعاية فرق الدوري كافة، بل إنها سجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية آنذاك بسبب رعاية جميع الأندية بالمسابقة. ونستطيع القول إن تلك الفترة هي الفترة الحقيقية التي بزغ من خلالها هذا التطور اللافت في مجال الاستثمار الرياضي.
استمر هذا المجال بالتطور خلال السنوات الماضية حتى الموسم قبل الماضي، عندما تراجعت شركة الاتصالات السعودية عن رعاية أربعة من الأندية الكبرى في البلاد، بل إنه بدا واضحا في الموسم الماضي، إذ تخلت هذه الشركات عن رعاية معظم الأندية، في انسحاب فسره كثيرون بغير المتوقع.
يقول وائل السرحان وهو مدير عام التسويق والعلاقات العامة لمجموعة «ناس» القابضة، وأحد مسؤولي التسويق السابقين في شركة الاتصالات السعودية: «أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انسحاب شركة الاتصالات تدريجيا من رعاية الأندية هو عدم وضوح الرؤية التجارية والأهداف التسويقية، بالإضافة إلى ضعف العائد الربحي لكل تلك الملفات»، مضيفا: «عندما ارتبطت الشركة مع أندية عالمية كمانشستر يونايتد وريال مدريد، لاحظنا الفوارق الكبيرة، حيث إن العائد الربحي كان واضحا منذ البداية، كما أنه كان مرتفعا ومشجعا، والسبب أن تلك المؤسسات كانت في قمة الجهوزية للعمل المشترك من خلال وجود خبراء ومختصين، بل إنهم تجاوزوا ذلك وقاموا بتزويدنا بأفكار كثيرة لتحقيق كل الفوائد الممكنة من هذه الشراكة، ما أدى أخيرا إلى الاكتفاء برعاية تلك الأندية والاستغناء عن عقود الأندية السعودية بمبالغها الضخمة». وعند سؤاله عن عدم دخول شركات الطيران في مجال الاستثمار الرياضي السعودي حتى الآن، قال: «خطوط الطيران العالمية موجودة على الخارطة الرياضية، وبكثافة، ولنا في طيران (الإمارات) خير برهان. أما طيران (ناس) فهو طيران اقتصادي يعتمد على خفض التكاليف التسويقية بكل الطرق الممكنة، والأندية في المملكة تطمح دائما بالحصول على مبالغ ضخمة، دون مناقشة ما يعرف بتبادل المنفعة التجارية، وهو أسلوب لا يعتمد على دفع المبالغ العالية بقدر تبادل المصالح المعقولة بين الطرفين». وختم بقوله: «أعتقد أن مجال الاستثمار الرياضي في المملكة لم يصل إلى مرحلة النضج الكافي لعقد الصفقات بمفهوم تبادل الخدمات التجارية الممكنة».
انتهى الموسم الماضي وشعر متابعون باستمرار هذا الجفاء بين الشركات والأندية السعودية، حتى توالت أخبار متفرقة خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى عودة قوية للاستثمار الرياضي في المملكة. بدأت بعض الشركات بإعلان عقودها مؤخرا في إشارة واضحة إلى عودة هذا التوجه من جديد. أندية العاصمة كانت السباقة في هذه العودة، نادي الهلال جدد عقده مع شركة «موبايلي» لكن دون شراكة استراتيجية كما في السابق، ما أدى إلى تعاقد النادي مع أكثر شركة راعية بمبالغ متنوعة. ومن جانبه اتفق نادي النصر أيضا مع «موبايلي» قبل أيام، وهو الذي لم يرتبط بأي راعٍ خلال الموسم الماضي، ليثبت بطل الدوري عودته القوية على الساحة الرياضية وعودة الشركات إلى رعايته من جديد.
شركات متعددة سترعى الهلال في الموسم المقبل، أعلن عن بعضها بشكل رسمي، وستكشف الأيام المقبلة عن البقية. إحدى هذه الشركات هي «كاريبو كوفي» التي أعلنت عن رعايتها لفريق الهلال قبل أيام. يقول حمد القنيبط وهو مديرها في السعودية: «قررنا دخول هذا المجال للتعريف بمنتجاتنا بشكل أكبر في ظل خطة توسع مقبلة، بالإضافة إلى حرصنا على المسؤولية الاجتماعية الواجبة تجاه شبابنا، من خلال تقديم الدعم لأحد الأندية الرياضية». وعلق القنيبط عن سبب اختيار الهلال بقوله: «لم نتوسع بعد خارج المنطقة الوسطى، لذلك قررنا اختيار أحد الأندية في الرياض، وبعد الاطلاع على بعض الدراسات والتأثير الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وقع اختيارنا على الهلال»، مضيفا: «لا نخشى أي تأثيرات سلبية بسبب اختيار نادٍ معين وتفضيله عن غيره، لإيماننا بأن الجماهير تملك الوعي الكامل وبعيدة كل البعد عن التشنج لسبب كهذا، كما إننا نطمح برعاية أندية أخرى في المستقبل».
أخيرا، ما الأسباب الرئيسة التي أدت إلى عودة ثقة الشركات والمؤسسات إلى الاستثمار الرياضي من خلال الأندية السعودية، متابعون يرجعون الأسباب إلى عودة المنافسة القوية بين الفرق بالبطولة الأهم، حيث انحصرت المنافسة في السنوات القليلة الماضية على فريقين أو ثلاثة، بينما يرجع الكثير من المحللين إلى وضوح الفائدة المرجوة لدى الشركات من عقود غير عالية، تؤدي مبتغاها. يعلق بدر الشمري، وهو مدير التسويق في رابطة دوري المحترفين السابق: «تخلي الأندية عن مبدأ الشريك الاستراتيجي الواحد هو أحد أهم الأسباب التي أدت إلى انتعاش الأندية، وفي الهلال خير مثال»، مضيفا: «رعاية شركة (عبد اللطيف جميل) لبطولة الدوري غيرت المعادلة، كنا في السابق نعتمد على شركات الاتصالات وحدها، وكنا نقيس النجاح بوجود هذه الشركات من عدمها، وبالمناسبة نجاح (جميل) هو الدافع الحقيقي لكل هذه الشركات الفاعلة حاليا. حيث إن معظم هذه الشركات الآن تقوم بدراسة شاملة ودقيقة لتحديد الفائدة المنشودة من هذه العقود».
ويرى متابعون أن تستمر هذه الطفرة في الأندية السعودية بشكل تدريجي، لتشمل أندية أكثر في دوري جميل للمحترفين أو حتى في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى.



خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».