تونس... سيول وأمطار طوفانية

سيارات جرفتها السيول في منطقة المحمدية قرب العاصمة التونسية قبل أيام (إ.ب.أ)
سيارات جرفتها السيول في منطقة المحمدية قرب العاصمة التونسية قبل أيام (إ.ب.أ)
TT

تونس... سيول وأمطار طوفانية

سيارات جرفتها السيول في منطقة المحمدية قرب العاصمة التونسية قبل أيام (إ.ب.أ)
سيارات جرفتها السيول في منطقة المحمدية قرب العاصمة التونسية قبل أيام (إ.ب.أ)

بدأت السلطات التونسية حصر الخسائر التي لحقت بالكثير من محافظات البلاد جراء فيضانات عارمة وسيول وأمطار طوفانية. وأدخلت الأمطار الخريفية المفاجئة التي أتت بعد سنوات من الجفاف وشح المياه، اضطرابات على مستوى النقل العمومي والخاص وجرفت معها قناطر ومنشآت مائية، وباتت الشوارع العادية لا تختلف في شيء عن الأودية التي غمرتها المياه والتي جرفت في طريقها أي شيء يقف في طريقها.
وأفاق سكان في بعض المناطق على أكوام من السيارات التي نقلها الطوفان من مكان إلى آخر.
وضربت فيضانات عارمة في مرحلة أولى منطقة نابل (شمال شرقي تونس)، حيث خلّفت سيول ستة قتلى وأضراراً مادية فادحة قدرت بملايين الدنانير، وأضرت بالفنادق والمنشآت الفلاحية والبنى التحتية.
وأدى ذلك إلى إعلان الحكومة عن فتح حساب لجمع المساعدات المالية لأكثر من 2500 عائلة متضررة بفعل فيضانات نابل.
وما أن خفت السيول في هذه المنطقة وخرجت الحكومة لإحصاء الضحايا من بشر وحيوانات، حتى عادت الأمطار الطوفانية لتظهر من جديد، وهذه المرة في 19 ولاية (محافظة) تونسية في الوقت ذاته، مخلّفة أضراراً مادية فادحة. وأفادت تقارير بأن مستوى مياه الأمطار بلغ نحو مترين في بعض الأحياء الشعبية في تونس العاصمة، ومن بينها منطقة المحمدية (جنوب العاصمة التونسية).
وأعلن المعهد التونسي للرصد الجوي (معهد حكومي)، أن أمطاراً تراوحت بين 200 و300 ملليمتر تساقطت على منطقة نابل خلال أقل من 24 ساعة، وقدرت مياه الأمطار التي استقبلتها سدود منطقة نابل وحدها بنحو 40 مليون متر مكعب في غضون سبع ساعات فقط.
وأرجع المهندس محرز الغنوشي، من معهد الرصد الجوي، هذه العواصف القوية والأمطار الطوفانية في جزء كبير منها إلى التغيرات المناخية التي بدأت تبرز معالمها في أكثر من منطقة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».