12 عاما مرّت على وفاة أديب نوبل المصري الراحل نجيب محفوظ، ولا يزال أدبه إلى الآن يحظى بإقبال محبي الأعمال الروائية، الأمر الذي جعل أكثر من دار نشر مصرية وعربية تتنافس على مجموعة قصصية جديدة لم تنشر له من قبل، غير أنّ ورثة الأديب الرّاحل اختاروا «دار الساقي» اللبنانية.
وأعلنت رانيا المعلم، مسؤولة النشر في الدار اللبنانية على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن إصدار المجموعة القصصية «همس النجوم» في 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بالتزامن مع ذكرى مولد أديب نوبل، لتتباين ردود الفعل في الوسط الأدبي بين من يتساءل عن قصة هذه القصص.
وأبدت هدى نجيب محفوظ، نجلة الأديب الرّاحل سعادتها بردود الفعل التي أثيرت عقب إعلان دار النشر عن إصدار المجموعة القصصية؛ لكنّها تحفظت على الكشف بمزيد من التفاصيل عن بنود التعاقد مع دار النشر، الذي جعلها المفضلة بالنسبة للورثة.
ونفت هدى أن يكون هناك خلافات مادية مع «دار الشروق» التي تطبع أغلب أعماله، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لم أفكر فقط في الأمور المادية، وإن كانت هي أحد معايير التفضيل؛ لكن هناك تفاصيل أخرى تخص عملية النشر مثل الطباعة والتسويق وأمور أخرى لا أستطيع الكشف عنها وفق بنود التعاقد مع دار النشر».
وعن كيفية العثور على تلك القصص الخاصة بالأديب الراحل، أوضحت هدى، أنّ مكتشفها هو الكاتب الصحافي محمد شعير، الذي وجد أثناء إعداده لكتابه «مخطوطات نجيب محفوظ» أنّ هناك 18 قصة نشرت في مجلة «نصف الدنيا» وكتبها والدي في فترة التسعينات من القرن الماضي، قبل تعرضه لمحاولة الاغتيال؛ لكنّها لم تنشر مجمعة في مجموعة قصصية، وفور الإعلان عن ذلك، تلقينا أكثر من عرض لإصدار تلك القصص في مجموعة قصصية.
من جانبه، كشف الكاتب شعير أن المجموعة القصصية الجديدة يصور فيها الأديب الرّاحل الكثير من مشاهد طفولته في الحارة المصرية. مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، «سيجد فيها القارئ الشّخصيات القديمة للحارة المصرية التي شاهدها نجيب محفوظ في طفولته من الفتوات ومجاذيب الحارة، وغيرهم».
لافتاً أنّ اسم «همس النجوم» الذي اختير عنواناً للمجموعة القصصية، هو عنوان إحدى القصص الثماني عشرة.
في غضون ذلك، استقبل عدد من الأدباء خبر إصدار المجموعة القصصية الجديدة بسعادة بالغة، متعجبين من تعليقات ذهب فيها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى القول، إنّ «أدب نجيب محفوظ كان ملائماً لمرحلة زمنية معينة، ولم يعد صالحاً في الوقت الراهن».
وقال الأديب والكاتب الصّحافي يوسف القعيد، الذي كان من المقربين للأديب الراحل: «نجيب محفوظ هو أفضل من عبر عن المصريين بصدق وإخلاص وموضوعية، وسيظل اسمه جاذباً للقراء».
ونفى القعيد أن يكون رأيه متأثراً بصداقته للأديب الرّاحل، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» «من يشكّك فيما أقوله فليذهب إلى «دار الشروق» وسيجد أنّ أعمال الأديب الرّاحل لا تزال تحظى بإقبال الجمهور، لأنّه كان صادقاً فيما يكتب»، مشيراً إلى أنّ بقاء الأعمال الأدبية حية رغم وفاة أصحابها أمر لا يخص نجيب محفوظ وحده، فلا تزال أعمال روائيين من القرن التاسع عشر تباع إلى الآن، وتحظى بإقبال جمهور الكتب، لأنّ أصحابها كتبوها بصدق وإخلاص.
واتفق الروائي محمد الصادق مع ما ذهب إليه القعيد، واصفاً أدب نجيب محفوظ، بأنّه «محطة هامة لا بد أن يمرّ عليها أي شخص يدّعي الثقافة».
وعزا الصادق سر نجاح أعمال محفوظ إلى واقعيته في الكتابة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أغرق في الواقعية لدرجة تجعلك تشعر وأنت تقرأ أعماله، وكأنك تقرأ نفسك».
مجموعة قصصية تحكي مشاهد من طفولة أديب نوبل بالحارة المصرية
هدى نجيب محفوظ لـ «الشرق الأوسط»: كتبها والدي في فترة التسعينات
مجموعة قصصية تحكي مشاهد من طفولة أديب نوبل بالحارة المصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة