{المركزي} الأوروبي يبقي أسعارالفائدة رغم تراجع معدلات النمو

{المركزي} الأوروبي يبقي أسعارالفائدة رغم تراجع معدلات النمو
TT

{المركزي} الأوروبي يبقي أسعارالفائدة رغم تراجع معدلات النمو

{المركزي} الأوروبي يبقي أسعارالفائدة رغم تراجع معدلات النمو

أبقى البنك المركزي الأوروبي أمس سياسته النقدية دون تغيير، ليظل على مساره صوب إنهاء مشتريات السندات بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وزيادة أسعار الفائدة في وقت ما بعد صيف عام 2019.
وفي ظل تعافي التضخم وتواصل النمو على مدى خمس سنوات، عمل البنك المركزي الأوروبي على إنهاء التحفيز في معظم العام الحالي، حتى مع ظهور مؤشرات في الآونة الأخيرة تعكس فقدان النمو للزخم وتزايد المخاطر التي تهدد الآفاق.
وتراجعت وتيرة النمو السنوي في بلدان الاتحاد الأوروبي الـ28 خلال الربع الثاني من 2018 إلى 2.2 في المائة، مقابل 2.4 في المائة في الربع الأول. وعلى أساس مقارنة فصلية، ظل معدل النمو ثابتا خلال الربعين الأول والثاني من العام الجاري عند 0.4 في المائة. لكن مع استنفاد المركزي الأوروبي بالفعل لمعظم طاقته، بات من الصعب أن يمدد البنك برنامجه التحفيزي، إذ يستلزم الأمر «صدمة كبيرة»؛ وليس التباطؤ التدريجي الذي كان سمة العام الحالي.
ولم يجر البنك المركزي الأوروبي أيضا أي تغييرات في توقعاته للسياسة النقدية، والتي وضعها في يونيو (حزيران) وأبقاها من دون تغيير إلى حد كبير خلال عدة اجتماعات. وقال البنك في بيان: «يتوقع المجلس الحاكم أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة الرئيسية عند مستوياتها الحالية، على الأقل حتى صيف 2019».
وأبقى البنك المركزي الأوروبي أمس سعر الفائدة على ودائع البنوك لأجل ليلة واحدة، وهو سعر الفائدة الرئيسي حاليا، عند «سالب 0.40» في المائة. وبقي سعر إعادة التمويل الرئيسي، الذي يحدد تكلفة الائتمان في الاقتصاد، دون تغيير عند «صفر» في المائة، بينما ظل سعر الفائدة على تسهيل الإقراض الحدي، وهو سعر الاقتراض الطارئ للبنوك لأجل ليلة واحدة، دون تغيير عند 0.25 في المائة. وأشار البنك أمس إلى أن المخاطر المرتبطة بالحمائية وجوانب الضعف في الأسواق الناشئة وتذبذب سوق المال، تظل حاضرة بشكل واضح.
ويقدر نموذج للمحاكاة صممه المركزي الأوروبي أن النمو الأميركي سينخفض أكثر من نقطتين مئويتين نتيجة الحرب التجارية الجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. وفي المقابل، ستستفيد الصين من زيادة الصادرات إلى دول ثالثة تخضع فيها السلع الأميركية لرسوم، لكن هذا المكسب الطفيف سيكون مؤقتا وسيبطله جزئيا الأثر السلبي الواقع على الثقة.
في غضون ذلك، قد تنخفض التجارة العالمية بما يصل إلى ثلاثة في المائة مقارنة مع فترة الأساس، وفقا لتقديرات البنك.



العقوبات الأميركية الجديدة تعطل إمدادات النفط الروسي للصين والهند

نموذج لمضخة رافعة أمام كلمة «عقوبات» بينما الخلفية علما الولايات المتحدة وروسيا (رويترز)
نموذج لمضخة رافعة أمام كلمة «عقوبات» بينما الخلفية علما الولايات المتحدة وروسيا (رويترز)
TT

العقوبات الأميركية الجديدة تعطل إمدادات النفط الروسي للصين والهند

نموذج لمضخة رافعة أمام كلمة «عقوبات» بينما الخلفية علما الولايات المتحدة وروسيا (رويترز)
نموذج لمضخة رافعة أمام كلمة «عقوبات» بينما الخلفية علما الولايات المتحدة وروسيا (رويترز)

قال تجار ومحللون إن شركات التكرير الصينية والهندية ستحصل على مزيد من النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين، مما يعزز الأسعار وتكاليف الشحن، حيث إن العقوبات الأميركية الجديدة على المنتجين والسفن الروسية تحد من الإمدادات إلى كبار عملاء موسكو.

وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة، عقوبات على منتجي النفط الروسيين «غازبروم نفت» و«سورغوتنيفتغاز»، بالإضافة إلى 183 سفينة قامت بشحن النفط الروسي، مستهدفةً بذلك الإيرادات التي استخدمتها موسكو لتمويل حربها مع أوكرانيا.

واستُخدم كثير من الناقلات لشحن النفط إلى الهند والصين، حيث أدت العقوبات الغربية والسقف السعري الذي فرضته مجموعة الدول السبع في عام 2022، إلى تحويل تجارة النفط الروسي من أوروبا إلى آسيا. كما قامت بعض الناقلات بشحن النفط من إيران، التي تخضع أيضاً للعقوبات.

وقال مصدران تجاريان صينيان إن صادرات النفط الروسية ستتضرر بشدة من العقوبات الجديدة، التي ستجبر شركات التكرير الصينية المستقلة على خفض إنتاج التكرير في المستقبل.

وقال كبير محللي الشحن بشركة «كبلر»، مات رايت، في مذكرة، إن من بين السفن التي فُرضت عليها العقوبات الجديدة 143 ناقلة نفط ناقلة نفط ناولت أكثر من 530 مليون برميل من الخام الروسي العام الماضي، أي نحو 42 في المائة من إجمالي صادرات البلاد من الخام المنقول بحراً. وأضاف أن نحو 300 مليون برميل منها تم شحنها إلى الصين، بينما ذهب الجزء الأكبر من الكمية المتبقية إلى الهند.

ورأى رايت أن هذه العقوبات «ستقلل بشكل كبير من أسطول السفن المتاحة لتوصيل الخام من روسيا على المدى القصير، مما يدفع أسعار الشحن إلى الأعلى».

وقال تاجر مقيم في سنغافورة إن الناقلات المعينة شحنت ما يقرب من 900 ألف برميل يومياً من الخام الروسي إلى الصين على مدار الأشهر الـ12 الماضية. وأضاف: «سوف تنخفض الأسعار بشكل كبير».

وخلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، ارتفعت واردات الهند من الخام الروسي بنسبة 4.5 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 1.764 مليون برميل يومياً، أو 36 في المائة من إجمالي واردات الهند. وارتفع حجم واردات الصين، بما في ذلك إمدادات خطوط الأنابيب، بنسبة 2 في المائة لتصل إلى 99.09 مليون طن متري (2.159 مليون برميل يومياً)، أو 20 في المائة من إجمالي وارداتها، خلال الفترة نفسها.

وتتكون واردات الصين في معظمها من خام مزيج «إيسبو» الروسي الذي يباع فوق سقف الأسعار، بينما تشتري الهند في الغالب نفط الأورال.

وقالت المحللة في شركة «فورتكسيا»، إيما لي، إن صادرات خام مزيج «إيسبو» الروسي ستتوقف إذا تم تطبيق العقوبات بصرامة، ولكن الأمر سيعتمد على ما إذا كان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يرفع الحظر، وكذلك ما إذا كانت الصين تقر بالعقوبات، أم لا.

عامل محطة يزود سيارة أحد العملاء بالوقود في محطة وقود «نفتا» المملوكة لشركة «غازبروم» في بلغراد (أ.ف.ب)

البدائل

قالت المصادر إن العقوبات الجديدة ستدفع الصين والهند إلى سوق النفط المتوافقة مع العقوبات الجديدة للبحث عن مزيد من الإمدادات من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين. وأضافوا أن الأسعار الفورية للخامات في الشرق الأوسط وأفريقيا والبرازيل ارتفعت بالفعل في الأشهر الأخيرة، بسبب ارتفاع الطلب من الصين والهند مع تقلص إمدادات النفط الروسي والإيراني وارتفاع تكلفته.

وقال مسؤول تكرير نفط هندي: «بالفعل، ترتفع أسعار درجات الشرق الأوسط... ليس هناك خيار سوى أن نذهب إلى نفط الشرق الأوسط. وربما نضطر إلى شراء النفط الأميركي أيضاً».

وذكر مصدر تكرير هندي ثانٍ أن العقوبات المفروضة على شركات التأمين على النفط الروسي ستدفع روسيا إلى تسعير خامها بأقل من 60 دولاراً للبرميل، حتى تتمكن موسكو من الاستمرار في استخدام التأمين والناقلات الغربية.

وقال رئيس قسم الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال غروب»، هاري تشيلينغوريان: «من غير المرجح أن تنتظر شركات التكرير الهندية، وهي المستورد الرئيسي للخام الروسي، لتكتشف ذلك، وستسعى جاهدة لإيجاد بدائل في خام الشرق الأوسط وخام حوض الأطلسي المرتبط بخام برنت المؤرّخ».

وفي الشهر الماضي، أدرجت إدارة بايدن مزيداً من السفن التي تتعامل مع الخام الإيراني قبل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة متوقعة من إدارة ترمب المقبلة، مما دفع مجموعة مواني شاندونغ إلى حظر الناقلات الخاضعة للعقوبات من الوصول إلى موانيها في المقاطعة الصينية الشرقية.

ونتيجة لذلك، ستتحول الصين، المشتري الرئيسي للخام الإيراني، إلى نفط الشرق الأوسط الأثقل، وعلى الأرجح ستزيد من مشترياتها من الخام الكندي من خط الأنابيب العابر للجبال (TMX)، بحسب تشيلينغويريان.