أسرة المتشدد المصري عمر سرور تطالب بالكشف عن مصير زوجته وأولاده

طالبت أسرة المتطرف المصري عمر رفاعي سرور، الذي قُتل في معارك الجيش الوطني الليبي في مدينة درنة، (شمال شرقي البلاد)، بالكشف عن مصير زوجته مريم، وأولاده الثلاثة، مشيرة إلى أنهم لا يعلمون شيئاً عن أخبارهم منذ احتجازهم من قِبل قوات الجيش، في وقت تقدم محامي الأسرة، خالد المصري، ببلاغ للنائب العام المصري المستشار نبيل صادق، يتساءل فيه عن مصيرهم.
وكان المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، العقيد أحمد المسماري، قال خلال القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي، إنه وُجد معه زوجة الإرهابي المصري، عمر رفاعي سرور وأبناؤها. وأضاف حينها، أن «زوجة عمر سرور أكدت مقتله في بداية عمليات درنة العسكرية».
وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسرة الشيخ رفاعي سرور، تعيش حالة من القلق والترقب انتظاراً لأي معلومات تتعلق بمصير زوجة ابنهم وأطفاله الثلاثة»، مشيراً إلى أنه تقدم ببلاغ للنائب العام، الثلاثاء الماضي، يطلب فيه «إلزام السلطات المصرية الكشف عن مكان احتجازهم».
وقال المصري، في البلاغ الذي حمل رقم 11784، «بصفتي وكيلاً ومحامياً لأسرة الشيخ رفاعي سرور، رحمه الله، تقدمت بطلب إلزام السلطات المصرية بالكشف عن مكان احتجاز زوجة عمر رفاعي سرور وأبنائه الثلاثة فاطمة 4 أعوام، وعائشة عامين ونصف العام، وعبد الرحمن 6 أشهر».
وراجت معلومات تناقلتها شبكة «رصد» الموالية لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، تزعم أن «السلطات الليبية سلمت نظيرتها المصرية، زوجة عمر سرور، وأطفاله قبل يومين سراً»، لكن مصدراً أمنياً ليبيّاً نفى علمه بذلك، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما زالت (مريم) زوجة الإرهابي المصري القتيل تخضع أمام جهات التحقيق الليبية لمعرفة بعض المعلومات المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية، وعن كيفية دخولها البلاد».
وبزغ نجم عمر سرور، عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، عندما شُوهد برفقة والده القطب الأصولي، رفاعي سرور، في خيمة نُصبت بميدان التحرير بوسط القاهرة، وصعد نجمه تدريجياً مع وصول جماعة «الإخوان» لسدة الحكم... وعام 2013 طُلب القبض عليه في القضية المعروفة إعلامية «خلية مدينة نصر».
وفرّ سرور، عقب خلافات مع قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس» في شبه جزيرة سيناء، إلى ليبيا، واستقر بين صفوف ما يعرف بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة»، حتى أصبح مفتياً للتنظيم، وكنى نفسه بـ«أبو عبد الله»، إلى أن قُتل في غارة جوية للجيش الوطني الليبي.
وأعلن الجيش الوطني الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، نهاية يوليو (تموز) تحرير درنة، بعدما تحولت إلى معقل يستقطب الجماعات المتشددة من أنحاء العالم، لكن القوات المسؤولة عن إعادة الأمن للمدينة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط، ظلت تطارد فلول الجماعات الإرهابية هناك، إلى الآن.
وبدأ أنصار والده أمس، ترويج حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، «تطالب السلطات الأمنية، بالإفراج عن زوجة عمر سرور»، وقالوا إن «(قوات) حفتر ومن يقفون خلفها لم تكتف بقتل الزوج (عمر)، وإنما احتجزوا أطفاله الصغار، وزوجته قبل تسليمهم إلى الأمن المصري»، بحسب قولهم.
وقال المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، كمال حبيب، إن «الكشف عن مصير زوجة سرور وأولادها شيء مطلوب، سواء من الجانب المصري، أو الليبي؛ كي لا يفتح باب للإشاعات»، لكنه قال «إن مصلحة التحقيقات في مثل هذه القضايا تستوجب التكتم على التفاصيل».
وأضاف حبيب في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن زوجة سرور ستسلم حتماً في نهاية المطاف إلى مصر، وإذا سئِلت عن ذلك ستبدي موافقة»، مشيراً إلى ضرورة «أن يكون لدى مصر تصور لكيفية استقبال الحالات المشابهة التي قد تأتينا من سوريا أو العراق أو ليبيا»، متابعاً «لازم يكون معروف كيفية التعامل مع هؤلاء العائدين من تلك الدول».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، نعت قيادات محسوبة على الجماعات الإرهابية، المصري عمر رفاعي سرور، عقب مقتله في درنة، في مواجهات مع قوات الجيش الوطني الليبي.