رئيس الوزراء الياباني في الصين لمواصلة «دبلوماسية الباندا»

رئيس وزراء اليابان شينزو آبي – إلى اليسار - ونظيره الصيني لي كه تشيانغ في بكين (رويترز)
رئيس وزراء اليابان شينزو آبي – إلى اليسار - ونظيره الصيني لي كه تشيانغ في بكين (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الياباني في الصين لمواصلة «دبلوماسية الباندا»

رئيس وزراء اليابان شينزو آبي – إلى اليسار - ونظيره الصيني لي كه تشيانغ في بكين (رويترز)
رئيس وزراء اليابان شينزو آبي – إلى اليسار - ونظيره الصيني لي كه تشيانغ في بكين (رويترز)

وصل رئيس وزراء اليابان شينزو آبي إلى الصين اليوم (الخميس) في أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني إلى جاره الآسيوي العملاق منذ تدهور العلاقات بين الدولتين قبل ستة أعوام بسبب خلاف على جزر.
وسيناقش آبي والرئيس الصيني شي جينبينغ سبل تحسين التعاون الاقتصادي مع استعداد ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم لمواجهة سلسلة من الإجراءات التجارية الأميركية، وفي مقدمها رفع التعرفة الجمركية على البضائع الصينية. وفي حين ترغب شركات الأعمال اليابانية في تحسين مكانتها في أسواق الصين، تهتم بكين بالحصول على التكنولوجيا والمعرفة التي تملكها الشركات اليابانية.
والزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء ياباني منذ عام 2011 وجزء من عملية ترميم العلاقات بعد تدهورها إلى أدنى مستوى عام 2012 عندما أقدمت طوكيو على "تأميم" جزر متنازع عليها تؤكد بكين أحقيتها بها. وأثار ذلك احتجاجات معارِضة لليابان في الصين وكانت له تداعيات أفضت إلى برودة العلاقات. لكن منذ اللقاء العابر في 2014 بين آبي وشي على هامش قمة، تبادل الجانبان زيارات وزارية وخففا لهجة التصريحات.
وقال آبي قبيل توجهه الى بكين إن "بلدينا يبذلان جهودا متواصلة لتحسين العلاقات"، آملا في أن "تمضي هذه الزيارة بالعلاقات الثنائية الى مستوى جديد".
ومن المرجح أن يركز الزعيمان على مجموعة من الصفقات المحتملة، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة في البنية التحتية في دول إقليمية ومنها على وجه الخصوص إندونيسيا والفيليبين. وقال آبي إنه من المقرر كذلك مناقشة مسألة كوريا الشمالية والتوترات الإقليمية، داعياً إلى جعل "بحر الصين الشرقي بحر سلام وصداقة وتعاون".
وسيجري آبي الذي يغادر الصين السبت محادثات مع رئيس الوزراء لي كه تشيانغ.
وقبل أيام فقط من زيارة آبي، قدمت طوكيو شكوى رسمية بعد إبحار سفن صينية حول الجزر المتنازع عليها والتي تطلق عليها طوكيو اسم سينكاكو وتسميها بكين جزر دياويو.
وذكرت وسائل إعلام يابانية أن آبي يأمل في أن تؤكد الزيارة فوز القوة الناعمة من خلال ما يُسمى "دبلوماسية الباندا"، إذ أن حديقتي حيوان سينداي وكوبي اليابانيتين تسعيان للحصول على مزيد من هذه الحيوانات من الصين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».