«ستيللو»... عينها على منطقة الشرق الأوسط بجرأة هوليوودية وجرعة أنثوية زائدة

لائحة زبوناتها تضم بيونسيه وليدي غاغا والأخوات كارداشيان

كيم كارداشيان زبونة مخلصة - كيشا في فستان طويل من تصميم الدار - بينوسيه ظهرت بتصاميمها في عدة مناسبات
كيم كارداشيان زبونة مخلصة - كيشا في فستان طويل من تصميم الدار - بينوسيه ظهرت بتصاميمها في عدة مناسبات
TT

«ستيللو»... عينها على منطقة الشرق الأوسط بجرأة هوليوودية وجرعة أنثوية زائدة

كيم كارداشيان زبونة مخلصة - كيشا في فستان طويل من تصميم الدار - بينوسيه ظهرت بتصاميمها في عدة مناسبات
كيم كارداشيان زبونة مخلصة - كيشا في فستان طويل من تصميم الدار - بينوسيه ظهرت بتصاميمها في عدة مناسبات

كانت بدايته بعد وصوله إلى نهائيات البرنامج الأميركي «بروجيكت رانوي». بعدها هيمن على مناسبات السجادة الحمراء، من حفلات جوائز «الغرامي» إلى «الأوسكار». ولا يزال الكثير منها معروضاً في متحف «الغرامي» حتى اليوم.
الآن ليست هناك نجمة في هوليوود لم تلبس لعلامة «ستيللو» التي أسسها مايكل كوستيلو بداية تحت أسم «إم تي كوستيللو». من بيونسي وكايتي بيري إلى كيم كاردشيان وأخواتها. المغنية بيونسيه مثلا افتتحت جولتها الموسيقية «أون ذا رن» عام 2014 بفستان بتوقيعها، وظهرت الأخوات كارداشيان بها في عدة مناسبات عبر صور «إنستغرام». بل ظهرت العلامة في إحدى حلقات موسم 2016 من برنامج «كيبينغ أب ويذ ذا كارداشيانز» ضمن جلسة قياس ملابس لكيم. ولم تغب «ستيللو» عن حفل توزيع جوائز الـ«بيلبورد» الموسيقية عام 2016، حيث تألقت الفنانات بريتني سبيرز وسيارا وكيشا وغيرهن بتصاميمها، مما رسخ مكانتها هي كالخيار الأمثل عندما تكون الرغبة في إطلالة جريئة تُلفت الأنظار مُلحة. أقل ما يمكن وصف أسلوب «سيتللو» به أنها أنثوية للغاية، تُبرز مفاتن الجسم أكثر مما تحاول أن تخفيه، سواء من خلال التصميم المحدد والضيق أو من خلال الفتحات التي تعلو الساق بكثير أو تتناثر حول الصدر. وهذا يعني أنها ليست لامرأة هادئة على الإطلاق، بل لامرأة تستهويها الأضواء وتريد سرقتها بأي شكل. تأسست العلامة في لوس أنجليس عام 2013 على يد المصمم مايكل كوستيلو وسرعان ما أثارت انتباه مغنيات البوب ونجمات تلفزيون الواقع وغيرهن، لأنها وبكل بساطة جاءت لتخاطبهن، أو بالأحرى الجانب الاستعراضي بداخلهن. لا يمكن إنكار أنها على الرغم من جُرأتها، أنيقة تناسب مناسبات السجادة الحمراء، كما لا ينكر مصممها أن المرأة الواثقة والجريئة التي يتوجه لها هي التي تُلهمه. يقول إن «المرأة التي بداخلها شغف بالأناقة والجمال مهما كان عمرها أو بيئتها أو مقاسها هي التي تستهويني وفي الوقت ذاته تستهويها تصاميمي».
ولأكثر من عقد الآن لم تتخل الدار عن أسلوبها. فهي لا ترى داعيا لذلك بالنظر إلى أن الإقبال عليه في تزايد. فهو بمثابة مضاد للموجة «المحتشمة» السائدة حاليا، وتتمثل في الياقات العالية والأكمام الطويلة وغيرها، والتي مهما لقيت من قبول وتهليل من قبل شرائح كبيرة من نساء العالم، فإنها تترك ثغرة أو تعطشا بداخل فئة أخرى ترى الأنوثة بمعناها الحسي المثير. يقول كوستيلو أن كل فستان يخرج من مشغله في لوس أنجليس تدخل فيه مواد فاخرة مصدرها الولايات المتحدة ويتم تنفيذه من الألف إلى الياء يدويا.
ويستغرق تصميم خاص ما لا يقل عن 3 أسابيع. أما التشكيلات الجاهزة، سواء للرجال أو النساء، فيمكن الحصول عليها بسهولة عبر شبكة الإنترنت.
وتفخر الدار بأنها لا تقتصر على تصميم أزياء السهرة والزفاف حسب الطلب، وإنما تجتهد على ابتكار صيحات جديدة إما من خلال التصاميم أو من خلال استعمال مواد وخامات جديدة. وهو ما نجحت فيه حين أطلقت مجموعة من فساتين الليكرا التي تلتصق بالجسم وتُظهر منحنياته وتضاريسه بشكل واضح، الأمر الذي جعلها مطلبا لمثيلات بيونسي، وليدي غاغا والأخوات كارداشيان وأخريات. فهن يعرفن مسبقا أنه إذا لم ترُق لهن الخامات الجديدة فإنهن سيجدن دوماً بدائل أخرى تتمثل في الفساتين المكسوة بالترتر البراق وزخارف أشبه بالجواهر.
لكن من الظُلم وضع مايكل كوستيلو في خانة الإثارة الحسية فحسب، لأنه كان من أوائل المصممين الذين عانقوا التنوع، حتى قبل أن تعترف به الموضة، من خلال ابتكار أزياء للنساء من مختلف المقاسات والأحجام».
في عام 2015، سلم مايكل زمام الأمور، إلى قريبته وشريكته في العمل، ستيفاني كوستيلو، التي لم تعد تكفيها هوليوود وتوجه أنظارها صوب الشرق الأوسط. تقول: «أعرف أن الموضة في الشرق الأوسط مزيج معقد بين التقاليد المحلية والأزياء الغربية مع كثير من العناصر المحددة. لكني لا أرى المسألة صعبة علينا، لأن تصاميمنا فخمة تخاطب جميع الأعمار والجنسيات والطبقات الاجتماعية».



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».