صعود النفط بفعل توترات سياسية وتوقع هبوط المخزونات الأميركية

الذهب مستقر بعد بيانات أسعار المستهلكين.. والسوق تراقب تطورات أوكرانيا

صعود النفط بفعل توترات سياسية وتوقع هبوط المخزونات الأميركية
TT

صعود النفط بفعل توترات سياسية وتوقع هبوط المخزونات الأميركية

صعود النفط بفعل توترات سياسية وتوقع هبوط المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت، أمس (الثلاثاء)، مدعومة بتصاعد التوترات السياسية بشأن أوكرانيا والقتال في غزة، واستفاد الخام الأميركي من توقعات بتراجع مخزونات الولايات المتحدة.
وقد تزيد بريطانيا وألمانيا وفرنسا العقوبات على روسيا، أكبر بلد منتج للخام في العالم.
ويحتدم العنف في الشرق الأوسط مع قيام إسرائيل بقصف قطاع غزة ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى أكثر من 500، والخسائر في صفوف الإسرائيليين إلى 13 قتيلا، حسب الإحصاءات الرسمية.
وقال كارستن فريتش المحلل لدى كومرتس بنك في مذكرة اليوم: «الأزمة في أوكرانيا وقطاع غزة بالتزامن مع خطر تشديد العقوبات على روسيا تسببت في ارتفاع أسعار النفط». وبحلول الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر خام برنت أربعة سنتات إلى 72.‏107 دولار للبرميل، في حين ارتفع الخام الأميركي لتسليم أغسطس (آب) 15 سنتا إلى 74.‏104 دولار للبرميل. ويحل اليوم أجل عقد أقرب استحقاق للخام الأميركي.
وفي ليبيا، قال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط إن إنتاج البلاد تراجع إلى 450 ألف برميل يوميا، بانخفاض نحو 20 في المائة، منذ الأسبوع الماضي، مع تأثر العمليات بتصاعد العنف. لكن من المتوقع تشغيل مرسى البريقة النفطي في غضون «أيام قليلة» بعد أن توصلت الحكومة إلى اتفاق مع حراس محتجين لإنهاء حصارهم للميناء، في حين يجري بالفعل تحميل أول شحنة من حقل الشرارة، الذي أعيد فتحه في الفترة الأخيرة.
في حين استقرت أسعار الذهب مستعيدة بعض خسائرها المبكرة مع تراجع الدولار عن بعض مكاسبه مقابل اليورو، بعد أن أشارت بيانات أسعار المستهلكين الأميركيين إلى تصاعد تدريجي للضغوط التضخمية. وقد ارتفعت أسعار المستهلكين الأميركيين في يونيو (حزيران) مع صعود تكلفة البنزين، لكن الاتجاه العام ظل متسقا مع زيادة تدريجية للضغوط التضخمية.
وقالت وزارة العمل الأميركية إن مؤشرها لأسعار المستهلكين زاد 3.‏0 في المائة الشهر الماضي، وإن البنزين ساهم بثلثي الزيادة، وذلك بعد ارتفاع المؤشر 4.‏0 في المائة في مايو (أيار). وقد يستفيد الذهب من صعود مؤشر أسعار المستهلكين، لأن المعدن يُعد غالبا أداة تحوط من التضخم.
وبحلول الساعة 13:44 بتوقيت غرينتش كان سعر الذهب مستقرا في المعاملات الفورية عند 90.‏1311 دولار للأوقية (الأونصة) متخليا عن المكاسب المحدودة التي حققها في الجلسة السابقة.
وارتفع سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة لتسليم أغسطس 1.‏0 في المائة إلى 00.‏1313 دولار للأوقية. وكان الذهب قفز 4.‏1 في المائة يوم الخميس، مع سعي بعض المستثمرين لحماية مراكزهم من أي انخفاض في أسعار الأسهم، إثر أنباء فقد طائرة الركاب الماليزية.
وتضافرت أنباء كارثة الطائرة مع توقعات تشديد العقوبات الغربية على روسيا، وتصاعد العنف في الشرق الأوسط عقب اجتياح القوات الإسرائيلية لقطاع غزة، لتبقى أسعار الذهب فوق 1300 دولار للأوقية، الأسبوع الماضي. وهبط السعر الفوري للبلاديوم 4.‏0 في المائة إلى 75.‏870 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 3.‏0 في المائة إلى 20.‏1485 دولار للأوقية، وفقد سعر الفضة 1.‏0 في المائة إلى 93.‏20 دولار للأوقية.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.