بالصور... مصري يدعم سياحة بلده بـ«الأكواب الورقية»

صور من الصفحة الرسمية لروفا على «فيسبوك» للأكواب التي قام بالرسم عليها
صور من الصفحة الرسمية لروفا على «فيسبوك» للأكواب التي قام بالرسم عليها
TT

بالصور... مصري يدعم سياحة بلده بـ«الأكواب الورقية»

صور من الصفحة الرسمية لروفا على «فيسبوك» للأكواب التي قام بالرسم عليها
صور من الصفحة الرسمية لروفا على «فيسبوك» للأكواب التي قام بالرسم عليها

في محاولة منه لدعم وتنشيط سياحة بلده بطريقة جديدة ومبتكرة، اختار شاب مصري أن يكون الفن هو سبيله لتحقيق ذلك، عن طريق تحويل أكواب المشروبات الورقية، أو أكواب «التيك أواي»، التي تستخدمها الكثير من المقاهي، إلى لوحات فنية تحمل رسومات لمعالم سياحية شهيرة بمصر.
فقد قام الشاب المصري رأفت محمد حجازي، الشهير باسم «روفا»، برسم بعض المعالم المصرية الشهيرة على الأكواب الورقية، ثم قام بتصوير هذه الأكواب بالقرب من الموقع الأثري، في محاولة لمحاكاة الرسم بالواقع، ثم قام نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مع كتابة خلفية تاريخية عن المعلم أو المكان الذي قام برسمه.
وعن بداية الفكرة، قال روفا، الذي يعمل مصمم ديكور، لـ«الشرق الأوسط»: «أحب الرسم منذ صغري واعتدت على أن أرسم وأنا أشرب الشاي أو القهوة، وفي أحد الأيام أثناء شرب قهوتي في كوب ورقي فكرت في أن هناك الآلاف من هذه الأكواب الورقية تلقى يومياً بالشوارع وفي صناديق القمامة، دون أن يفكر أحد في الاستفادة منها، ومن هنا جاءتني فكرة تجميل هذه الأكواب والرسم عليها».
وأضاف روفا (21 سنة): «الفن لا بد أن يقدم رسالة، لذلك قررت أن أستخدم فني في دعم سياحة بلدي وتوثيق تراثه وتاريخه، فقمت بشراء عدد من الأكواب الورقية ورسمت بعض المعالم السياحية المصرية عليها، وبخاصة معالم محافظة بورسعيد التي أعيش فيها، وقمت بعد ذلك بتصوير هذه الأكواب ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي مع كتابة نبذه مختصرة عن المعالم المرسومة».
وأوضح روفا أن رسم وتصوير هذه المعالم السياحية استغرق منه نحو 29 ساعة.
ومن بين المعالم السياحية التي رسمها روفا على أكواب القهوة كان مسجد المجمع الإسلامي، وفنار بورسعيد، ومبنى هيئة قناة السويس، وتمثال ديليسبس.
وتابع روفا أنه فوجئ بالإقبال الشديد على فكرته، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صور الأكواب التي صممها، كما تواصلت معه إحدى الشركات المختصة بتصنيع الأكواب الورقية وتوزيعها على مقاهي العاصمة، للاتفاق معه على تصميم الأكواب التي تنتجها.
وأشار الشاب المصري إلى أنه يحلم بأن تصل فكرته إلى مختلف أنحاء العالم، وأن يساهم بفنه في نشر تراث وثقافة بلده وتنشيط السياحة الخارجية والداخلية بها.
جدير بالذكر أن قطاع السياحة يعتبر ركيزة أساسية لاقتصاد مصر ومصدر رزق لملايين المواطنين وموردا رئيسيا للعملة الصعبة، لكنه تضرر بشدة جراء سنوات الاضطراب السياسي عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.



«كولكتيف ريبيرث»... حان وقت العودة

لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«كولكتيف ريبيرث»... حان وقت العودة

لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)
لوحات زيتية وأخرى أكليريك ومنحوتات تشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

يلتزم بعض أصحاب الغاليريهات بتنظيم معارض رسم ونحت وتجهيزات فنيّة رغم أوضاع صعبة يعيشها لبنان... فالحرب أصابت معظم هذا القطاع بشلل تام، ولكن هذا التوقف القسري يقابله أحياناً الخروج عن المألوف. ومن باب إعطاء اللبناني فسحة أمل في خضمّ هذه الأجواء القاتمة، قرر مركز «ريبيرث بيروت» الثقافي إقامة معرضه للفنون التشكيلية. فقلب الجميزة عاد ينبض من جديد بفضل «كولكتيف ريبيرث» (ولادة جديدة جماعية)، وشهد افتتاحه حضوراً ملحوظاً. «سمر»، المشرفة على المعرض تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه كان لا بد من العودة إلى النشاطات الفنية. وتتابع: «جميعنا مُتعبون ونشعر بالإحباط. ولكننا رغبنا في كسر الجمود بمعرضٍ يزوّدنا بمساحة ضوء، ويسهم في تبديل حالتنا النفسية. وقد لبّى دعوتنا نحو 12 فناناً تشكيلياً».

جوي فياض تعرض أعمالها من الريزين (الشرق الأوسط)

لوحات زيتية، وأخرى أكليريك وزيتية، وتجهيزات فنية، حضرت في هذا المعرض. ومن المشاركين لاريسا شاوول، وجوي فياض، وكارلا جبور، وإبراهيم سماحة، ومها حمادة، ودانيا خطيب، وغيرهم... كلٌ منهم عبّر عن رغبته في التجديد والانكباب على الحياة.

ندى بارودي تعرض أكثر من لوحة تحت عنوان «الطبيعة». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «تربطني بالطبيعة علاقة وطيدة، لا سيما بالأشجار وأوراقها. فهي تذكرني بالأرض وجذورنا. أما الأوراق فتؤكد لنا أننا في حالة تجدّد دائم. وبين كل فصل وآخر نراها تموت لتعود وتولد مرة جديدة. وهو الأمل الذي نحتاجه اليوم في ظروف صعبة نعيشها». وترسم ندى لوحاتها بريشة دافئة تترجم فيها فصول السنة، بألوان الزهر؛ الأصفر والأخضر والبرتقالي. رسمت ندى بارودي لوحاتها في أثناء الحرب. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تكثر الضغوطات حولي أفرّغها بالرسم. وخلال الحرب شعرت بحاجة إلى الإمساك بريشتي، فمعها أخرج عن صمتي، وتحت أصوات الانفجارات والقصف كنت أهرب إلى عالمي، فأنفصل تماماً عمّا يجري حولي، لألتقط أنفاسي على طريقتي».

دانيا مجذوب... لوحاتها تتراوح بين الرسم والفوتوغرافيا (الشرق الأوسط)

في جولتك بالمعرض تكتشف في أعماله أساليب فنية مختلفة، منها لوحات فوتوغرافية ولكنها منفذة بتقنية جديدة؛ فيدخل عليها الطلاء. دانيا مجذوب اختارت هذا الأسلوب ليشكّل هوية خاصة بها. وتضيف: «أجول في مختلف المناطق اللبنانية وألتقط مشاهد تسرق انتباهي».

لوحاتها المعروضة تجسّد مناطق بيروتية. تشرح: «جذبتني هذه الأبنية في وسط بيروت، وبالتحديد في شارع فوش. وكذلك انتقيت أخرى مصنوعة من الحجر القديم في زقاق البلاط والسوديكو. أطبع الصور على قماش الكانفاس لأعدّل مشهديتها بالطلاء».

كي تُبرز دانيا أسلوبها تستخدم الطلاء بالألوان البرّاقة... «هذه الألوان، ومنها الذهبي، تطبع اللوحة بضوء ينعكس من أرض الواقع». عمل دانا بتفاصيله الدقيقة توثّق عبره بيروت؛ مدينة الأجيال... «الصورة تبقى الطريقة الفضلى لنتذكّر مشهداً أحببناه. ويمكننا عدّ الفن الفوتوغرافي تخليداً لموقع أو مكان وحتى لمجموعة أشخاص».

وكما نوافذ بيوت المدينة العتيقة، كذلك تتوقف دانا عند أبوابها وشرفاتها، فهي مغرمة بالأبنية القديمة، وفق قولها. وتستطرد: «أهوى الرسم منذ صغري؛ ولذلك حاولت إدخاله على الصورة الفوتوغرافية».

الفنان إبراهيم سماحة أمام لوحته «بيروت»... (الشرق الأوسط)

من اللوحات المعروضة في «كولكتيف ريبيرث» مجموعة الفنان إبراهيم سماحة، فهو ينفذها بالطريقة ثلاثية الأبعاد. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «أعتمد في تقنيتي التقنيةَ نفسها المتبعة في تنفيذ الأيقونات. أرسم المدينة على ورق الفضة لينعكس الضوء عليها. من ناحيتي أهتم بإبراز الظل، وتأتي هذه التّقنية لتضفي عليه النور. وكما يتغير انعكاس الضوء في حياتنا، كذلك باستطاعته أن يبدّل في مشهدية لوحة معينة». إحدى لوحات سماحة صورّها من مبنى «البيضة» وسط العاصمة، ونفذّها لتبدو متدرّجة بين قسمين، فيُخيّل إلى الناظر إليها أنه يشاهد مدينتين أو «بيروتين» كما يذكر سماحة لـ«الشرق الأوسط». ويوضح: «أبدأ بتلقف الفكرة، ومن ثم أنقلها على الخشب. وفي لوحاتي، رسمت بيروت في أثناء الجائحة. وكذلك درج مار نقولا وشارع مار مخايل والجميزة قبل انفجار المرفأ وبعده».

معرض «ولادة جديدة جماعية» في منطقة الجميزة (الشرق الأوسط)

تكمل جولتك في المعرض، فتستوقفك تجهيزات فنية ومنحوتات لجوي فياض. جميعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بالموسيقى. كما يطبعها الخيال والحلم، فيشعر الناظر إليها بأنها تحلّق في الفضاء. وتقول جوي لـ«الشرق الأوسط»: «كل لوحاتي تحكي لغة الحب، فهو في رأيي أهم ما يجب الاعتناء به وتكثيفه في حياتنا. ولأني أعمل في مجال الغناء؛ فإنني أربطه بالموسيقى».

في لوحتها «الرجل المشع»، تصوّر جوي شخصاً يمسك بقلبه الحديدي كي ينثر جرعات الحب فيه على من يمرّ أمامه، وقد صنعته من مواد الريزين والحديد وطلاء الأكريليك. وتضيف: «بالنسبة إليّ، فإن الحب هو الأساس في أي علاقة نقيمها... مع شريك الحياة والأب والابن والصديق والأم. وفي لوحة (الرجل المشع) نراه يُخرج قلبه من جسده كي يوزّع الحب وينثره. وهو أسلوب تتداخل فيه فنون عدة ليؤلف مشهدية تشبه ثلاثية الأبعاد».

ومن أعمال فياض المعروضة «تركني أحلم»، وهو منحوتة مصنوعة من الريزين أيضاً، ونرى رجل فضاء يسبح بين السماء والأرض التي يخرج منها الضوء.

وفي منحوتة «أنحني لتاجك» تترجم رؤية فلسفية عن الحب... «هناك علاقة وطيدة بين العقل والقلب، وهذا الأخير أَعُدّه تاج الإنسان. ولذلك علينا الانحناء أمامه من أجل إبراز قيمته المعنوية في حياة الإنسان».