أجمل الينابيع الطبيعية حول العالم

مناظرها ساحرة... مياهها ساخنة ومعادنها تُرمم العظام

أجمل الينابيع الطبيعية حول العالم
TT

أجمل الينابيع الطبيعية حول العالم

أجمل الينابيع الطبيعية حول العالم

هناك أماكن نكتشفها بالصدفة، ولا نتصور كيف أنها لا تحظى بالترويج الذي تحظى به أماكن أخرى تبدو عادية بالمقارنة. وليس أدل على هذا من الينابيع الطبيعية التي تنتشر في كل أنحاء العالم، ولا يعرف عنها سوى قلة من الناس.
فعندما تتكون فقاقيع على سطح المياه الساخنة على سطح الأرض، تتحول الينابيع التي تكونها إلى بعض أعظم عجائب الطبيعة. فعلى مدار قرون، تجمعت هذه العيون المائية الغنية بالمعادن في صورة برك أو جرى حفر قنوات لها لتتحول إلى منتجعات صحية من صنع الإنسان - ويحمل كلا الخيارين فوائد علاجية ودوائية، علاوة على كونها واحدة من الطرق القديمة التي تعين على الشعور بالاسترخاء. وفي الوقت الذي تعتبر بعض هذه العيون غير مناسبة للسباحة، فإنها تبقى ساحرة في مظهرها بما يكفي لأن تحصد صورها آلاف الإعجاب عبر موقع مثل «إنستغرام». وفيما يلي 10 من أفضل الينابيع الحارة على مستوى العالم:

ترافرتين هوت سبرينغس، إيسترن سيراس، كاليفورنيا
تعتبر ترافرتين هوت سبرينغس صالحة تماماً للسباحة ويمكن الوصول إليها بسهولة من هايواي 395. وقد تكونت البرك بفعل مياه حارة للغاية تتسلل عبر صخور تكونت بفعل ترسبات جيرية وطحالب. وتتميز بدرجة حرارة معقولة تتراوح درجة حرارتها بين 39 و40 درجة سيليزية.

تيرما دي ساتورنيا، توسكانا، إيطاليا

> تعتبر شلالات ديل مولينو المائية وسبا «تيرمي دي ساتورنيا» من المزارات الشهيرة والمجانية، التي تحظى بشعبية واسعة في جنوب توسكانا. فهنا تتدفق المياه إلى داخل صخور تكونت من ترسبات جيرية، كونت بدورها بركا صغيرة على امتداد القرون. وثمة أقاويل حول أن مياه الينبوع، التي تبلغ درجة حرارتها قرابة 37 درجة سيليزية، تساعد في التخفيف من الكثير من العلل، بدءًا من حب الشباب وصولاً إلى التهاب اللوز.

خير غانغا، هيماتشال براديش، الهند

>ليس أكثر من الهنود يفهمون في الصحة العلاجية وكل ما هو طبيعي. فزيارة هذا المكان له طقوس يمارسها السياح كما يمارسون الأهالي. تستغرق المسافة للوصول إلى هذه الينابيع الحارة، بداية من قرية بارشيني في وادي بارفاتي المميز بطبيعته الساحرة، قرابة ثلاث أو أربع ساعات. رغم بُعد المسافة، تعتبر تجربة مهمة يجب عدم تفويتها على النفس والعين، وهو مرج أخضر فريد من نوعه، تزيده صورة جبال الهيمالايا المحيطة به بهاء.

تشامبين بول، وايوتابو، نيوزيلندا

> يعتبر واحداً من أكثر المزارات شعبية وبهجة على مستوى وايوتابو، وهو منطقة حرارة أرضية في نورث آيلاند التابعة لنيوزيلندا. ويعني لفظ «وايوتابو» باللغة المحلية «المياه المقدسة». يبلغ اتساع العين 213 قدماً وتحوي كميات مرتفعة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يصنع فقاعات. وتصل درجات الحرارة به إلى قرابة 74 درجة سيليزية. وربما تتعذر السباحة في مياه هذا الينبوع، لكن يبقى من الممكن الاستمتاع بتنوع وبهجة ألوانه.

متنزه هوان لونغ الوطني، سيتشوان، الصين

> يعتبر مجمل وادي هوان لونغ (الذي غالباً ما يطلق عليه «أرض الأحلام على الأرض») من مواقع التراث الإنساني المعلنة من جانب منظمة اليونيسكو. ويشتهر الوادي بحيوانات الباندا الضخمة والجبال التي تكسوها الثلوج والأرض المغطاة بالترسبات الجيرية والينابيع الحارة.
وتمتد البرك المائية، التي تتلألأ على نحو يجعلها أقرب إلى الكريستال، على مسافة 2.2 ميل. وعلى رأس الوادي، يوجد معبد بوذي قديم. ومع أنه ليس بمقدورك السباحة في هذه المياه، فإن باستطاعتك الاستمتاع بمشاهدتها من أعلى، عبر صعود بعض الخطوات أو ركوب العربة المعلقة.

جزيرة ديسبشن، القارة القطبية الجنوبية

> تبدو أقرب إلى لوحة مرسومة من الجليد والنار، كونها بركانا نشطا تحت الماء وحفرة في قلب ساوث شيتلاند آيلاندز المتجمدة. وتبقي الجزيرة على حرارتها تحت السطح، بحيث غالباً ما سيتعين على الزوار الحفر في رمال الشاطئ السوداء للشعور بالحرارة الأرضية. وفي الوقت الذي لا يوجد بالمنطقة ينابيع حارة «رسمياً»، تبقى هناك ينابيع حارة على امتداد شاطئ بيندولوم كوف والتي يمكن أن تصل درجة الحرارة بها إلى أكثر من 70 درجة سيليزية. وعندما تمتزج المياه بالمحيط البارد، تصبح داخل قناة حارة طبيعية، لكن عليك الانتباه إلى أن مرشد الرحلة هو من يعود إليه اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت المياه آمنة أم لا، وبالتالي يتعين عليك ألا تتحمس أو يغريك المكان بالنزول إلى المياه قبل التأكد من سلامتك

غراند باريزماتيك سبرينغ، ييلوستون ناشونال بارك

> يبلغ قطر غراند باريزماتيك سبرينغ 370 قدماً، ويعتبر الينبوع الحار الأكبر على مستوى منطقة ييلوستون وثالث أكبر ينبوع على مستوى العالم بأسره. ويتميز قلب البركة باللون الأزرق وبدرجة حرارة مرتفعة، وتحيطه دوائر من الألوان تتنوع ما بين الأخضر والبرتقالي - وهو تأثير أحدثه وجود بكتيريا تعيش وتنشط داخل المياه الدافئة الغنية بالمعادن. وغير مسموح بالسباحة هنا لأسباب واضحة. ومع هذا، يبقى هذا الينبوع المنظر الطبيعي الذي يحظى بالقدر الأكبر من الصور على مستوى هذا المتنزه بأكمله.

بلو لاغون، آيسلندا

> يبدو وكأنه ينتمي إلى عالم آخر، خاصة صخور اللافا السوداء التي تحيطها مياه زرقاء براقة، والبخار المتصاعد على شكل سحب. إلا أن هذا الجمال البصري يبقى مجرد جزء من التجربة، ذلك أن النزول في هذه المياه البالغة درجة حرارتها 37 درجة سيليزية يشبه الذهاب إلى سبا، مع ضمان أن تسهم الأقنعة المصنوعة من الطين والأملاح المعدنية في جعل بشرتك أجمل وأكثر نضارة.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.