الهند تُجمل نفسها والسياحة البيئية المستدامة سلاحها القوي

أملاً في نفض الغبار عن سُمعتها القديمة

مجموعة من الأهالي والسياح ينظفون الطبيعة من البلاستيك والنفايات
مجموعة من الأهالي والسياح ينظفون الطبيعة من البلاستيك والنفايات
TT

الهند تُجمل نفسها والسياحة البيئية المستدامة سلاحها القوي

مجموعة من الأهالي والسياح ينظفون الطبيعة من البلاستيك والنفايات
مجموعة من الأهالي والسياح ينظفون الطبيعة من البلاستيك والنفايات

يقال إن العالم كتاب، ومن لا يسافر لا يقرأ سوى صفحة واحدة. لكن ألن يكون من الرائع عندما نسافر أن نضع بصمة ولو بسيطة في مجال إنقاذ البيئة؟
السياحة المستدامة أصبحت عنوانا مثيرا ومؤثرا في الوقت ذاته، يشير إلى طريقة واعية للسفر، يحرص فيها السائح على عدم تلويث البيئة الطبيعية والاجتماعية والفنية لأي مكان، أو التسبب في اضطرابها. وحتى الأمم المتحدة احتفت بعام 2017 كعام السياحة المستدامة؛ بحيث شهدت الوجهات الصديقة للبيئة رواجا كبيرا، مثل سلوفينيا والنرويج وغيرها. قد لا تكون الهند أول ما يتبادر إلى الذهن عندما نذكر هذا النوع من السياحة؛ لكنها أصبحت إحدى وجهات السياحة الصديقة للبيئة المهمة، لما تتمتع به من طبيعة وتنوع. إضافة إلى ذلك، أصبح بإمكان السياح استعمال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وجمع مياه الأمطار لاستخدامها في الحمامات مثلا. بل إن الشباب، من محبي المغامرات والنوم تحت النجوم تحديدا، باتوا يفضلون قضاء إجازاتهم في أكواخ صديقة للبيئة على قضائها في فنادق 5 نجوم. ليس هذا فحسب، فقد استبدلوا نشاطات تقليدية بأخرى جديدة، مثل توليهم إطعام حيوانات المزارع، وري الحدائق المحيطة بأكواخهم وغير ذلك. من أفضل وجهات السياحة البيئية في الهند نذكر:

ثنامالا
تعد أول وجهة منظمة للسياحة البيئية، نظرا لما تتمتع به من سكينة، وما تُقدمه من تجربة عيش بسيطة للغاية. قائمة مناطق الجذب فيها لا تُحصى، بما فيها إطلالة رائعة على سلسلة جبال الغات الغربية. كل من زارها يُؤكد أن الطرق الطبيعية الكثيرة في ثنامالا الممتدة على فدادين من الغابات دائمة الخضرة، مصدر للبهجة بالنسبة لمحبي الطبيعة والباحثين عن المغامرات، على حد سواء. يمتد الطريق إليها عبر غابة خضراء تمر بكثير من الجداول المائية الجبلية.
على طول الطريق يمكن تجربة المطبخ المحلي لكيرالا، ومشاهدة النافورة الراقصة الموسيقية وحديقة المنحوتات الجميلة. أما إذا كنت تشعر بالرغبة في بعض المغامرة، فيمكنك الإقامة في الأكواخ المعلقة أعلى الشجر، أو قيادة دراجة بين الجبال، أو تسلق الصخور، أو فقط يمكنك المشاركة في رحلات بحذاء النهر، قبل أن تعرج لزيارة مركز إعادة تأهيل الغزلان.

كورغ في ولاية كارناتاكا
إنها موطن قبيلة كودافا التي تعد من القبائل الأصلية الهندية. وتعد كورغ مكان السلام والهدوء التام الزاخر بأنواع النباتات والحيوانات المختلفة. وازدهرت المنطقة على مدى سنوات طويلة كوجهة بيئية في الهند، بفضل تمتعها بعناصر كثيرة من الطبيعة، مثل الشلالات والأنهار المتدفقة، التي تجعلها من أهم أماكن ممارسة الرياضات المائية في الهند.
ربما تكون منتجعات «إيفولف باك كورغ» الأولى من نوعها في الهند، وتضم مزارع للقهوة تمتد على مساحة 300 فدان، وتنتشر بها أشجار البلوط الضخمة الفضية، والمنازل ذات الطابقين المبنية على طراز المزارع بالطوب الأحمر المحلي، فيما يُغطي القش أو القرميد أسقفها. كل منزل مزود بأجهزة ترشيح للمياه، مما يغني السائحين عن شراء زجاجات المياه البلاستيكية، ويجعل المزارع والمباني التابعة لـ«إيفولف باك» خالية تماما من البلاستيك.
يتم جمع مياه الأمطار لاستهلاكها في كل كوخ بطريقة رقمية. كما يتم توليد الكهرباء بطاقة الرياح في موقع آخر، ثم تغذية شبكة كهرباء الولاية بها. كذلك يتم

تحليل القمامة، أو إعادة تصنيعها. ربما يكون ذلك المنتجع هو سلسلة الفنادق الوحيدة في الهند التي لديها فريق كامل يكرس نفسه لمهمة السفر المسؤول.

ماسيناغودي في تاميل نادو

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام بشأن الأماكن السياحية في ماسيناغودي، هو أنها مناسبة للجميع، سواء كانوا باحثين عن المغامرة، أو محبين للطبيعة، أو مصورين ومستكشفين للحياة البرية؛ حيث لدى ماسيناغودي ما تقدمه لكافة أنماط السائحين. الغابات الخضراء الوارفة تزخر بمجموعات نادرة ومتنوعة من النباتات والحيوانات، فضلا عن الشلالات والأنهار المتدفقة التي تعيش الحيوانات بالقرب منها. مشاهد جديرة بالتقاط صورها، مما يجعل ماسيناغودي مكانا يجذب الشباب تحديدا.
يوجد بها «فارم كامب» وهو مكان إقامة صديق للبيئة، تم بناؤه على أساس رؤية تتمثل في أن تكون كافة الوجبات التي يتناولها النزلاء من «المزرعة إلى الطبق». هناك بطاقة على كل شجرة ونبات في المكان توضح الاسم، ليتأملها الزوار ويختاروا منها.
ويعتبر المكان مثاليا للعائلات؛ لأنه بإمكان كل الأفراد، صغارا وكبارا، إطعام حيوانات المزرعة، أو حلب الأبقار، وجمع بيض الدجاج، وما إلى ذلك كأنشطة تمنحهم، وتمنح الأطفال بصفة خاصة، فرصة الانخراط في حياة المزرعة الحقيقية.

ماثيران في ماهاراشترا

ماثيران في ولاية ماهاراشترا من عجائب الطبيعة المعمارية، وتقدم مجموعة مذهلة من الأنشطة الاقتصادية الصديقة للبيئة. كما تعد البلدة الوحيدة الواقعة على تل في البلاد التي لا يتم السماح فيها بسير السيارات. إنها تقع في قلب سلسلة جبال الغات الغربية فائقة الجمال. وتضم بعض المباني التي تحيط بها وتظلها النباتات الخضراء الكثيفة من الحقبة الاستعمارية. يوجد بها كثير من المواقع التي يمكن منها مشاهدة الوديان بالأسفل. كذلك يمكن للزائر فيها التجول في أي مكان يريده، دون المعاناة من إزعاج أبواق السيارات أو هدير محركاتها. كل هذا يعني أنها ستبهرك بإيقاعها الهادئ وطبيعتها البكر، لا سيما في المواقع المرتفعة التي يمكن منها الاستمتاع بجمال الجبال والوديان.

ماولينونغ في ميغالايا

ربما تكون نظافتها سبب شهرتها؛ لأنها نادرة في الهند. وتم اعتبارها أنظف قرية في قارة آسيا. تتميز بتنوعها البيئي، وبانتشار سلال المهملات المصنوعة من البامبو في كل أرجائها. حتى الأوراق الجافة التي تتساقط من الأشجار تسقط مباشرة في هذه السلال، ويُحظر فيها حظرا تاما استخدام الحقائب البلاستيكية، أو التدخين.
ليس هذا كل شيء، فالناس لا يُنظفون منازلهم فحسب؛ بل الطرقات المجاورة أيضا، فيما تعتبر زراعة الأشجار جزءا من أسلوب حياتهم. بعد مرور الرياح الموسمية، تصبح النباتات الخضراء أحد عناصر الانجذاب إلى المكان؛ خصوصاً أن الشلالات والجداول المائية تزيدها جمالا. عند زيارة ماولينونغ لا بد من المرور على «جسر الجذر الحي» الشهير، الذي وضعته منظمة اليونيسكو على قائمة مواقع التراث العالمي. يتم بناء تلك الجسور المعلقة أعلى نهر من خلال ربط الجذور الهوائية لشجرة مطاط ضخمة بجذور شجرة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن القرية تُعتبر بالأساس موطناً لقبيلة «خاسي» الشهيرة، التي تقوم على نظام حكم المرأة. فالأطفال يُنسبون إليها، كما يتم توريث الثروة من الأم إلى صغرى بناتها في العائلة.

غابة سادانا في بونديتشيري

يعد هذا المكان جزءا من مجتمع أوروفيل الدولي لبلدة بونديتشيري الفرنسية. تلتزم غابة سادانا بالعيش المستدام، وتأمين الطعام من خلال التحول البيئي، واستصلاح الأراضي الخراب، والنظام الغذائي النباتي. كذلك يحافظ سكانها على الماء، مما «يسمح للقرى بزراعة طعامها، ويمنع تسربه إلى المدن العشوائية القريبة». وهذا ما يُمكنهم من زراعة النباتات الأصلية التي تحافظ على النظام البيئي الفريد في المنطقة.
وتعتمد في تحقيق كل هذا على المتطوعين الذين يتوافدون إليها طوال العام من مختلف أنحاء الهند. يعيش المتطوع في أكواخ بيئية، ويعمل من أجل إعادة زراعة الغابات الأصلية في المكان، مقابل وجبات طعامه فقط.
الطريف أنهم لا يتقاضون المال من الزائرين مقابل الإقامة؛ بل يطالبون فقط بمشاركتهم في الزراعة وتغطية التربة وري النباتات أثناء موسم الزراعة، والعمل في حفظ المياه في الغابة والمنطقة المحيطة بالمجتمع، وقضاء الوقت مع أطفال المنطقة لتعليمهم. من المرافق المجانية حوض سباحة صغير، وخدمة إنترنت لا محدود، يمكن الحصول عليها من خلال جهاز الكومبيوتر المحمول الخاص كل ساعات اليوم، طوال أيام الأسبوع. ونظراً لأحوال الطقس وبعض الأسباب الفنية يمكن الحصول على تيار متردد لمدة خمس ساعات يومياً، باستثناء أيام الجمعة، لشحن الأجهزة الكهربائية (مع إتاحة الطاقة الشمسية). وتوجد أيضاً مكتبة صغيرة، وكثير من الدراجات التي يمكن قيادتها، فضلاً عن وجود ملعب للأطفال. هناك أيضاً ورش يومية يديرها أفراد المجتمع وزوار، وتختلف من أسبوع لآخر.
بين التطوع وتناول الطعام، يوجد وقت طويل للنشاط الاجتماعي؛ حيث يجتمع المتطوعون مساء كل يوم اثنين بعد العشاء، في دائرة للتعبير عن مشاعرهم خلال الأسبوع الماضي. كما يتم عرض أفلام، وتنظيم محاضرات وورش عمل خاصة بقضايا بيئية خلال أيام الأسبوع.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.