مبدأ المساواة في التعليم بين دول مجلس التعاون أولى خطوات الوحدة الخليجية

السعودية احتلت المرتبة الأولى في أعداد طلبتها الدارسين بدول المنطقة

طلاب سعوديون في إحدى المدارس
طلاب سعوديون في إحدى المدارس
TT

مبدأ المساواة في التعليم بين دول مجلس التعاون أولى خطوات الوحدة الخليجية

طلاب سعوديون في إحدى المدارس
طلاب سعوديون في إحدى المدارس

قدرت جهات رسمية بقطاع التعليم في منطقة الخليج العربي أن قرابة 40 ألف طالب وطالبة من مواطني دول المجلس يدرسون في المدارس الحكومية بالدول الأعضاء الأخرى، من غير دولهم الأصلية، فيما تحتل الكويت المرتبة الأولى في عدد الطلاب الخليجيين فيها، بنسبة تقدر بنحو 42%، وتليها الإمارات بنسبة 31% من إجمالي طلبة الدولة الملتحقين بالتعليم العام.
وكان المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وافق في دورته السادسة، المنعقدة في العاصمة العمانية مسقط في نوفمبر (تشرين الثاني) 1985، على معاملة الطلبة في مراحل التعليم العام معاملة الطلبة من أبناء دول المجلس في الدولة التي يدرسون فيها، كما وافق على معاملة الشهادات الدراسية الصادرة من دول المجلس معاملة الشهادات الصادرة من الدولة التي تجري فيها المعاملة.
ويعد هذا القرار، الذي يصب في سياسات وجهود دعم المواطنة الخليجية، إحدى الخطوات المهمة التي اتخذها مجلس التعاون في سنواته الأولى لتيسير إقامة وتنقل المواطنين فيما بين الدول الأعضاء، وتوفير الإقامة الكريمة لهم.
وتُظهر الإحصائيات، التي أعدها قطاع المعلومات بالأمانة العامة لمجلس التعاون، حجم الاستفادة الكبير من هذا القرار وغيره من القرارات اللاحقة في الإطار ذاته؛ حيث بلغ عدد مواطني ومواطنات دول مجلس التعاون الدارسين في المدارس الحكومية بالدول الأعضاء الأخرى خلال عام 2012 نحو 39584 طالبا وطالبة، منهم 19883 طالبا و19701 طالبة في جميع مراحل التعليم العام.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الطلاب في دولة الكويت من دول المجلس الأخرى بلغ 16504 طلاب، منهم 7726 طالبا و8778 طالبة. وفي الإمارات العربية المتحدة بلغ العدد 12085، منهم 5987 طالبا و6098 طالبة. وفي السعودية بلغ العدد 6580. منهم 4038 طالبا و2542 طالبة. وفي دولة قطر بلغ العدد 2923، منهم 1419 طالبا و1504 طالبات. وفي مملكة البحرين بلغ العدد 808، منهم 375 طالبا و433 طالبة. أما في سلطنة عمان فقد بلغ العدد 684. منهم 338 طالبا و346 طالبة.
واحتل الطلبة السعوديون النسبة الأعلى من المقاعد الدراسية التي يشغلها أبناء دول المجلس في الدول الأعضاء الأخرى، بنسبة بلغت 48% من إجمالي الطلبة الدارسين بالدول الأعضاء الأخرى لعام 2012. بينما حل طلبة سلطنة عمان في المرتبة الثانية بنسبة 29%، تلاهم طلبة دولة الكويت بنسبة 13%، في حين سجل طلبة كل من مملكة البحرين ما نسبته 5%، والإمارات العربية المتحدة 2%.
وحسب الإحصاءات التي أعدها قطاع المعلومات بالأمانة العامة لمجلس التعاون في مجال التعليم العالي، تشير البيانات إلى أن مواطني دول المجلس الدارسين في مؤسسات التعليم العالي الحكومية بالدول الأعضاء الأخرى بلغ 6204 عام 2012، منهم 3092 طالبا و3112 طالبة.
حيث أظهرت تلك الإحصائيات أن مملكة البحرين هي الأكثر استقطابا لمواطني دول المجلس الأخرى للدراسة في مؤسسات التعليم العالي بها، بعدد بلغ 2544، منهم 1670 طالبا و874 طالبة، تليها دولة الكويت حيث بلغ العدد 1608، منهم 526 طالبا و1082 طالبة.
وفي الإمارات العربية المتحدة بلغ العدد 453. منهم 93 طالبا و360 طالبة. أما في السعودية، فقد بلغ العدد 989. منهم 565 طالبا و333 طالبة. وفي دولة قطر بلغ العدد 569. منهم 120 طالبا و449 طالبة، وبلغ عدد مواطني دول المجلس في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان 41. منهم 27 طالبا و14 طالبة.
يشار إلى أن قرار المجلس الأعلى لدول الخليج في دورته الحادية والعشرين، التي عقدت في المنامة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2000، أعطى مواطني دول المجلس حق مزاولة جميع الأنشطة الاستثمارية في مجال التعليم، على قدم المساواة مع مواطني الدولة مقر النشاط.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.