الزعنون: حل «التشريعي» على جدول أعمال «المركزي»

TT

الزعنون: حل «التشريعي» على جدول أعمال «المركزي»

قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون إن توصية المجلس الثوري لحركة فتح بحل المجلس التشريعي ستناقش بوصفها بنداً طارئاً على جدول أعمال المجلس المركزي، الذي سيعقد في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وأضاف الزعنون في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أمس: «لقد تم الانتهاء من توزيع الدعوات لأعضاء المجلس المركزي، والحصول على التأشيرات اللازمة لدخولهم من سوريا والأردن إلى أرض الوطن».
ويؤكد حديث الزعنون نية «المركزي» مناقشة مسألة حل المجلس التشريعي الفلسطيني الذي تسيطر عليه حركة حماس، لكن على أنها بند أضيف حديثا.
و«التشريعي» معطل منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
وكان المجلس الثوري لحركة فتح أعلن، في بيان له الأسبوع الماضي، أن المجلس المركزي قد أنشأ السلطة الوطنية في 16 - 10 - 1993، «وتعاملت منظمة التحرير بمسؤولية عالية مع أعمال السلطة ومؤسساتها، ورعت وأشرفت على الانتخابات عامي 1996 و2006، وتعاملت بإيجابية كاملة مع نتائجها، إلا إن ما قامت به حماس في 14 - 6 - 2007 وحتى يومنا هذا، يمثل خروجاً على قيمنا وأخلاقيات عملنا الوطني، وقد عطّلت بذلك أعمال المجلس التشريعي الذي فقد قدرته على مزاولة عمله التشريعي والرقابي، ولم يعد قائماً بالفعل».
وأوصى المجلس الثوري بالإجماع بأن «يقوم المجلس المركزي بدورته المقبلة بحل المجلس التشريعي، والدعوة لإجراء انتخابات عامة خلال عام من تاريخه».
وسيوجه «المركزي» إذا ما أخذ قرارا بحل المجلس التشريعي ضربة جديدة لحركة حماس، لكنها قد لا تكون الأقسى إذا ما أخذ قرارا بوقف تمويل قطاع غزة بالكامل.
ويدرس «المركزي» اقتراحات بوقف تمويل القطاع، ردا على رفض حماس تسليمه للسلطة الفلسطينية وبسبب سعي الحركة إلى عقد اتفاق تهدئة في القطاع.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تعهد في اجتماعات «الثوري» بأن يتصدى لمشروع إقامة «إمارة غزة»، مشددا على رفضه «الكامل لأية مشاريع مشبوهة تهدف إلى تكريس الانقسام وفصل غزة عن باقي أجزاء الوطن».
ويقول عباس إن المطلوب من «حماس» هو «الالتزام الكامل بتنفيذ بنود اتفاق القاهرة في 12 - 10 - 2017، الذي تم برعاية الأشقاء في مصر، والذي يؤكد على ضرورة تولي حكومة الوفاق الوطني مهامها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية، لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة».
لكن «حماس» تقول إنه يجب أولا رفع العقوبات عن غزة وتأمين موظفيها على كادر وزارة المالية الفلسطينية.
ويناقش المجلس المركزي في جلسته المرتقبة طبيعة العلاقة مع إسرائيل ومصير الاتفاقات الموقعة معها؛ بما في ذلك اتفاق أوسلو وما انبثق عنه من ملاحق اقتصادية وأمنية. كما يناقش العلاقة مع الولايات المتحدة، في ظل الإصرار الأميركي على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويؤكد «المركزي» على خطة عباس للسلام القائمة على عقد مؤتمر دولي تنتج عنه آلية دولية لرعاية المفاوضات.
ومن بين الاقتراحات المثيرة التي سيتم نقاشها، تجسيد الدولة الفلسطينية؛ بمعنى إعلانها دولة تحت الاحتلال، وهذا ما يستوجب كذلك حل السلطة الفلسطينية.
لكن مصادر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن المسألة قيد النقاش وقد تحتاج وقتا أطول.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.