الخسارة السداسية تفجر غضب الأهلاويين

العويس حزيناً بعد الخسارة على يد الاتفاق (تصوير: عيسى الدبيسي)
العويس حزيناً بعد الخسارة على يد الاتفاق (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

الخسارة السداسية تفجر غضب الأهلاويين

العويس حزيناً بعد الخسارة على يد الاتفاق (تصوير: عيسى الدبيسي)
العويس حزيناً بعد الخسارة على يد الاتفاق (تصوير: عيسى الدبيسي)

ألقت الخسارة الثقيلة التي تعرض لها الأهلي على يد الاتفاق «6 - 2» أول من أمس في دوري المحترفين السعودي، بظلالها على إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين، فيما أجل الأرجنتيني بابلو غويدي مدرب الفريق الحديث مع اللاعبين بعد نهاية المباراة مباشرة، مفضلاً أن يكون الحديث بعد العودة إلى جدة وبشكل موسع بهدف مشاهدة المباراة من جديد، وتحديد الأخطاء التي وقع فيها الفريق وأدت إلى خسارته المباراة بنتيجة كبيرة.
وارتسمت علامات الصدمة والذهول على ملامح الأرجنتيني غويدي بعد الخسارة الثقيلة، وأشار خلال حديثه لوسائل الإعلام عبر المؤتمر الصحافي بشكل مختصر، قائلاً إنه لا يحتاج الحديث كثيرا عن المباراة والنتيجة تتحدث عن نفسها بشكل واضح، وأوضح أن الفريق الذي كانت لديه الرغبة والإصرار والمبادرة حقق الانتصار، و«أبارك لفريق الاتفاق هذا الانتصار»، مشيرا إلى أنهم سيعملون في الجهاز الفني على تحليل الأخطاء التي حدثت في مباراة الاتفاق والعمل على معالجتها من خلال التدريبات القادمة، مؤكدا ثقته بمقدرة فريقه على مسح الصورة الذي ظهر بها الفريق واستعادة وضعه الطبيعي من خلال المباراة القادمة.
من جانبه، أكد لاعب أهلاوي سابق لـ«الشرق الأوسط» أن مدرب الفريق وقع في أخطاء عدة خلال مباراة الاتفاق ومنها عدم الإعداد الجيد للمباراة، مشيرا إلى أن الغياب الكبير الذي اجتاح صفوف الأهلي خلال فترة التوقف وعودة اللاعبين الدوليين من معسكرات طويلة مع منتخباتهم وإشراكهم بعد غيابهم الطويل كان أمرا مؤثرا أيضا.
وقال اللاعب: كان من الأولى أن يعتمد المدرب على خليط من اللاعبين المتواجدين معه في التدريبات وهم أكثر جاهزية بدنيا وفنيا، وبالتالي تطعيمهم بعدد من الأسماء الدولية.
وأشار إلى أن مدرب الأهلي أخطأ كذلك بعدم تعامله مع المباراة بواقعية أكبر من خلال التفاعل مع مجرياتها، وكان الأولى بعد أن شاهد الثغرات الكبيرة في خطوطه الخلفية العمل على معالجتها وعدم المجازفة الهجومية والتي ضاعفت من متاعب فريقه داخل الملعب وتلقي ستة أهداف دفعة واحدة في المباراة، وهي نتيجة كبيرة لا تعكس الصورة المميزة التي ظهر بها فريق الأهلي في المباريات السابقة والعمل الفني الكبير الذي قام به المدرب، بعكس فريق الاتفاق الذي استغل فترة التوقف بشكل أكثر من إيجابي لعدم تواجد أسماء مؤثرة غابت بسبب مشاركتها الدولية مع منتخبات بلادها، وخاض كذلك مباراتين تجريبية خلال فترة توقف المسابقة، وهو من أبرز الفرق التي استفادت من توقف المسابقة واستغلها مدربه بشكل رائع.
وكانت حالة من الغضب انتابت جماهير النادي الأهلي بعد المباراة، مطالبة الإدارة برئاسة ماجد النفيعي بالعمل على معرفة أسباب الخسارة الثقيلة التي تلقاها الفريق في مباراة الاتفاق ومحاسبة المقصر.
وعلق ماجد النفيعي رئيس النادي الأهلي بعد خسارة فريقه الكبيرة من الاتفاق، قائلا: «مستوى غريب ونتيجة ثقيلة لا نرضاها. لم نلعب بربع مستوى الأهلي المعتاد. الكل يتحمل الخسارة من إدارة ولاعبين وجهاز فني ومدرب. سنجتمع مع المدرب واللاعبين للمحاسبة والتصحيح إن شاء الله».
بينما علق عبد الله بترجي نائب رئيس النادي الأهلي بعد المباراة وقال: «نعتذر لجمهورنا الكريم على هذه النتيجة القاسية والكبيرة بحق الأهلي، ونتحمل جميعا المسؤولية عما حصل، وبإذن الله يعود الأهلي واللاعبون لمستوياتهم المعهودة».
وسيبدأ الأرجنتيني بابلو غويدي من خلال تدريب اليوم في فتح ملف الإعداد لمباراة الفتح والتي ستقام يوم الخميس المقبل على ملعب الجوهرة المشعة بمدينة الملك عبد الله الرياضية، ضمن مواجهات الجولة السابعة لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وينتظر أن يعمل الأرجنتيني على وضع الحلول الفنية ومحاولة انتشال فريقه من آثار الخسارة الثقيلة التي تلقاها فريقه أمام الاتفاق قبل المباراة وتجهيز بديل للاعب سعيد المولد الذي سيغيب عن المباراة القادمة أمام الفتح للإيقاف بسبب تراكم البطاقات الصفراء.
وكان مدرب الأهلي قد فرض حصة تدريبية للاعبين عصر أمس، حيث أدت العناصر التي شاركت في المباراة تدريبا استشفائيا، بينما أدى باقي اللاعبين عددا من التدريبات الفنية.
وحرص ماجد النفيعي رئيس النادي الأهلي على الاجتماع بمدرب الفريق بابلو غويدي وبحضور نائبه عبد الله بترجي عقب نهاية تدريب الأمس لمناقشته في أسباب الظهور الباهت أمام الاتفاق والخسارة الثقيلة التي تلقاها الفريق.
وسبق ذلك اجتماعه مع اللاعبين للاستماع إليهم ومعرفة مسببات الأداء غير المتوقع لهم في المباراة الماضية، ومطالبته لهم بمسح الصورة التي ظهر بها الفريق وتقديم الأداء المعروف عنهم، حيث قدم اللاعبون اعتذارهم لمسؤولي النادي وجماهيرهم، واعدين بحرصهم على تقديم أفضل ما لديهم، وعملهم لمصالحتهم من خلال العودة إلى طريق الانتصارات في المباريات القادمة.
وجدد النفيعي ثقته بلاعبي الفريق الكروي الأول والجهازين الفني والإداري، وذلك عقب الاجتماع الذي عقده عصر أمس (الأحد) مع المدرب الأرجنتيني بابلو غويدي، والذي تم من خلاله مناقشة كل السلبيات التي صاحبت اللقاء الأخير أمام الاتفاق، وذلك بحضور عبد الله بترجي نائب رئيس النادي، وموسى المحياني المدير التنفيذي لكرة القدم، مؤكداً لهم أن ما حدث في مباراة الاتفاق لا يرضي أبداً إدارة النادي وجماهيره العريضة ولا يرقى لتاريخ النادي الأهلي ومكانته، مطالباً بضرورة تجاوز كل تبعات تلك الخسارة، واستعادة التوازن سريعاً لإرضاء عشاق الأهلي وإظهار الصورة الحقيقية للفريق، والعودة مجدداً إلى طريق الانتصارات.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».