برشلونة يستعيد الصدارة الإسبانية ويفقد ميسي في «الكلاسيكو»

استعاد برشلونة صدارة الدوري الإسباني بالفوز 4 - 2 على إشبيلية منافسه على القمة لكن فرحته بالانتصار أفسدتها إصابة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي مصابا بكسر في زراعه ستحرمه من اللعب لمدة 3 أسابيع، وبذلك الغياب عن مواجهة الكلاسيكو ضد الغريم ريـال مدريد يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وصنع ميسي هدف برشلونة الأول الذي سجله زميله البرازيلي فيليب كوتينيو في الدقيقة الثانية، ثم سجل بنفسه الهدف الثاني في الدقيقة 12. لكن النجم الأرجنتيني تعرض للإصابة في المرفق خلال إحدى هجمات الفريق في الدقيقة 16 ليخرج بعدها بنحو عشر دقائق ويلعب مكانه زميله الفرنسي عثمان ديمبلي.
وظهر ميسي وهو يسقط مستندا على زراعه اليمنى عقب التحام مع فرنكو فاسكيز لاعب إشبيلية، وبعد فحص أطباء الفريق له على جانب الملعب تقرر خروجه وسط حالة من القلق بين جماهير النادي الكتالوني. وقال إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة «إنها خسارة كبيرة بالتأكيد... نعرف ما يقدمه لنا وما نفتقده في عدم وجوده. يجب أن نتعامل مع الموقف وسنكون على أتم الاستعداد. من الواضح أن غيابه سيكون مؤثرا لكننا سنتأقلم ولدينا البدائل رغم أننا سنواجه بعض الفرق الصعبة».
وإلى جانب غيابه عن مواجهة ريـال مدريد، لن يكون هداف برشلونة عبر العصور متاحا في مواجهة إنترناسيونالي الإيطالي في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء ثم في لقاء العودة في ميلانو في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني).
وأقر جيرار بيكيه مدافع برشلونة بأن غياب ميسي سيؤثر على الفريق لكنه أكد أنهم قادرون على تجاوز المباريات القليلة المقبلة من دون إهدار الكثير من النقاط. وقال بيكيه: «ميسي يمنحنا راحة ذهنية عندما يكون موجودا لكن لا يجب أن نعاني في غيابه، هناك فارق كبير بين وجوده في الملعب وغيابه لكننا نملك فريقا قويا بما يكفي للفوز بالمباريات سواء لعب أو لا».
على ملعب «كامب نو»، حيث كانت القمة بين إشبيلية المتصدر وبرشلونة الساعي لاستعادتها، نجح أصحاب الأرض في افتتاح التسجيل مبكرا عبر لاعب الوسط فيليبي كوتينيو إثر تمريرة جميلة في العمق من ميسي تابعها البرازيلي جميلة في المقص الأيسر لمرمى حارس إشبيلية.
رد إشبيلية بمرتدة نموذجية وتسديدة من البرازيلي غييرمي آرانا، 21 عاما، ارتدت من القائم الأيسر لمرمى الحارس الألماني مارك أندريه تيرشتيغن في الدقيقة السادسة.
لكن في الدقيقة 12 انطلق ميسي بسرعة صاروخية في كرة مرتدة، ومن مسافة بعيدة عاجل الحارس بتسديدة يسارية محكمة سكنت الزاوية اليمنى البعيدة، ليسجل هدفه السابع في تسع مباريات في المركز الثاني في صدارة الهدافين.
لكن أفضل لاعب في العالم خمس مرات خرج مصابا ليحل ديمبيلي بديلا له في الدقيقة 26.
وفي الشوط الثاني ضغط برشلونة عبر الأوروغواياني لويس سواريز، وصمد الحارس تيرشتيغن أمام مرتدات إشبيلية محافظا على نظافة شباكه.
ونجح سواريز في الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 62 بعد عرقلة واضحة من الحارس ترجمها بنفسه في الزاوية اليسرى، قبل أن يسجل إشبيلية هدف التقليص بتسديدة قوية لبابلو سارابيا ارتدت من رأس المدافع الفرنسي كليمان لانغليه وهزت شباك الكاتالوني في الدقيقة 79.
وفيما بقي تيرشتيغن يحرم إشبيلية من هز شباكه أكثر من مرة، أضاف لاعب الوسط الدولي الكرواتي إيفان راكيتيتش هدفا رابعا لبرشلونة في الدقيقة 88 على الطائر من دون أن يحتفل لتسجيله في مرمى فريقه السابق. وأكد المهاجم الكولومبي لويس مورييل هشاشة دفاع برشلونة في الآونة الأخيرة بتسديدة متوسطة الارتفاع في الوقت بدل الضائع مقلصا الفارق إلى 4 - 2.
ويمكن القول إن الحارس تيرشتيغن هو من كان له الفضل في خروج برشلونة منتصرا لتصديه لأكثر من كرة خطيرة.
وأقر فالفيردي بأن الفريق تأثر عقب خروج ميسي مصابا، وقال: «لا يمكن أن أنكر أن هذا أحدث لنا هزة بعض الشيء وعانينا للتأقلم.
لعبنا بعشرة لاعبين لفترة على أمل أن يتعافى. عقب هدفيهما، عانينا من صعوبات في حسم المباراة».
ويتصدر برشلونة جدول الترتيب برصيد 18 نقطة متقدما بفارق نقطة واحدة على ألافيس الذي فاز 1 - صفر على سيلتا فيغو ونقطتين على إشبيلية صاحب المركز الثالث، بينما تراجع ريـال مدريد بعد خسارته أمام ليفانتي 1 - 2 المتعثر إلى المركز الخامس بفارق 4 نقاط عن المتصدر.
على جانب آخر زادت الضغوط على لوبيتيغي مدرب الريـال والذي يقود الفريق الملكي في موسمه الأول خلفا للفرنسي زين الدين زيدان، بعد رحيل الأخير عن الفريق بنهاية الموسم الماضي إثر قيادته إلى سلسلة ألقاب منها دوري الأبطال ثلاث مرات تواليا. وخسر لوبيتيغي، الذي تمت إقالته من تدريب منتخب إسبانيا عشية كأس العالم عقب إعلانه عن تعاقده مع ريـال، خمس مباريات في كافة المسابقات منذ توليه تدريب الفريق الملكي بطل أوروبا كما أنه كان على رأس الجهاز الفني خلال أسوأ مسيرة للنادي شهدت عدم تسجيل أي هدف.
لكن لوبيتيغي الذي لم يذق فريقه طعم الفوز في 5 مباريات متتالية، أكد أنه متحمس وواثق من فريقه «أكثر من أي وقت».
وقال: «من الواضح أننا لا نستحق الخسارة. ولكننا لا نفوز لأننا لا نسجل أهدافا».
وأضاف بشأن التقارير عن بحث ريـال مدريد عن بديل له: «هذا آخر ما أفكر فيه. ما يشغلني حقا هو مساعدة اللاعبين على استعادة التوازن سريعا. تنتظرنا مباراة مهمة جدا في مسابقة دوري أبطال أوروبا (أمام فيكتوريا بلزن التشيكي الثلاثاء). يتعين علينا مواصلة العمل والثقة بقدراتنا والإصرار، هذه هي الطريقة الوحيدة لتغيير الديناميكية وسنخرج من هذا المأزق إن عاجلا أو آجلا».
وتابع: «أنا متحمس أكثر من أي وقت مضى وأثق بفريقي أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى الجهود التي يبذلها اللاعبون وردة فعلهم أمام سوء الحظ».
وواصل: «اللاعبون شعروا بالحزن لكنهم يسعون للارتقاء بأنفسهم والتطلع للمباراة المقبلة. قدم اللاعبون كل شيء وسنخرج من هذا الموقف».
ورغم حديث الجماهير والإعلام عن بدء الريـال في البحث عن مدرب بديل فإن لوبيتيغي واثق من دعم إدارة النادي له.
وأشارت صحف محلية في الأيام الماضية إلى إمكانية التخلي عن لوبيتيغي، وتردد اسم الإيطالي أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي الإنجليزي السابق.