تل أبيب تفشل في اعتقال منفّذ هجوم المنطقة الصناعية في الضفة

توقيف مسؤول أمني فلسطيني... وشاب «يعترف» بالتخطيط لعملية طعن في مستوطنة

فلسطيني يرشق عربات عسكرية إسرائيلية بالحجارة قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطيني يرشق عربات عسكرية إسرائيلية بالحجارة قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
TT

تل أبيب تفشل في اعتقال منفّذ هجوم المنطقة الصناعية في الضفة

فلسطيني يرشق عربات عسكرية إسرائيلية بالحجارة قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)
فلسطيني يرشق عربات عسكرية إسرائيلية بالحجارة قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (رويترز)

فشلت القوات الإسرائيلية في اعتقال أشرف نعالوه (22 عاماً) منفّذ الهجوم في المنطقة الصناعية «بركان» شمال الضفة الغربية، بعد عملية مركزة في ضاحية شويكة في طولكرم، مسقط رأس المطلوب المطارد.
ونعالوه يُعد المطارد الرقم 1 لإسرائيل في الضفة الغربية في هذا الوقت بعدما قتل في السابع من الشهر الحالي إسرائيليين اثنين في هجوم داخل منطقة «بركان».
واقتحم عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، مع عناصر من القوات الخاصة والأمن العام «الشاباك»، ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم، وحاصروا برفقة آليات وجرافات كبيرة مبنى قيد الإنشاء بهدف اعتقال نعالوه.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن القوات حاصرت مبنى مدرسة قيد الإنشاء، وسعت إلى اعتقال نعالوه بعد معلومات استخباراتية تفيد باختبائه هناك.
وحاصر الجنود المدرسة وفجّروا أبوابها، فيما بدأت مناطيد مراقبة ببث صور قريبة لمحاولة اعتقال نعالوه الذي تبيّن أنه لم يكن موجوداً في المبنى.
وقال الجيش الإسرائيلي، بعد ساعات من العمل في محيط المبنى وداخله، إن عملية مطاردة نعالوه التي تركزت في مبنى مدرسة في شويكة، انتهت دون اعتقاله.
وتشن إسرائيل منذ أسبوعين عملية واسعة من أجل اعتقال نعالوه. وشمل ذلك اعتقال أفراد من عائلته وبعض أصدقائه.
وكان نعالوه اقتحم صباح الأحد، السابع من الشهر الحالي، مكاتب «مجموعة ألون» المتخصصة في صناعة أنظمة الصرف الصحي، في المنطقة الصناعية بركان، شمال الضفة، فقيّد إسرائيلية هناك وقتلها ثم قتل إسرائيلياً، وجرح إسرائيلية ثالثة وفر من المكان.
وتقول إسرائيل إن المهاجم أجبر عاملاً على تقييد كيم ليفنغروند (29 عاماً) قبل أن يقتلها من مسافة قريبة، ثم أطلق النار على زيف حاجبي (35 عاماً) ثم أصاب ثالثة (54 عاما) في منطقة البطن.
وحقق «الشاباك» مع عامل النظافة في أعقاب الهجوم، ولكن تم إطلاق سراحه بعد أن تقرر أنه لم يشارك في التخطيط للهجوم.
وأقر مسؤول أمني أمس بأنه لا يزال من غير الواضح سبب تكبيل نعالوه للفتاة، نظراً إلى عدم تكبيله القتيل الآخر.
ويجري محققو الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» تحقيقات واسعة حول سبب تكبيل الفتاة، إضافة إلى كيف تمكن المهاجم من الدخول بسلاحه إلى المنطقة الصناعية الخاضعة لتدقيق أمني. وقال مصدر إنه «يجري تحليل شخصيته».
وقبل يومين ألصقت إسرائيل منشورات على جدران المنازل، في طولكرم، تحمل صور الشاب أشرف نعالوه، تحذّر فيها المواطنين من تقديم أي مساعدة له وتتوعدهم بالعقاب والمحاسبة وتهددهم بالسجن وهدم منازلهم.
وجاء في المنشور الإسرائيلي: «لن نتردد في معاقبة أي شخص يقدم المساعدة. أي شخص يساعد المطلوب سيخضع إلى عواقب قانونية، بما في ذلك السجن وهدم منزله، وإلغاء جميع تصاريح عائلته».
واعتقلت إسرائيل فلسطينيين في طولكرم أمس بعد يوم من اعتقال وفاء مهداوي والدة نعالوه من منزلها.
وفي إطار الاعتقالات اليومية في الضفة، اعتقلت القوات الإسرائيلية مدير مخابرات القدس العقيد جهاد الفقيه من داخل سيارته أثناء توجهه إلى مقر عمله قرب بلدة الجديرة شمال غربي القدس المحتلة، ونقلته إلى مركز التحقيق في المسكوبية.
وترفض إسرائيل السماح للسلطة الفلسطينية بالعمل في القدس لكن توجد مكاتب قريبة لبعض الأجهزة الأمنية التي تعمل بزي مدني.
وقال مصدر أمني فلسطيني في بيان «إن هذه الاعتقالات لأبناء الأجهزة الأمنية والكادر الوطني وكافة أبناء الشعب، تأتي استمراراً للحملة المسعورة للاحتلال في القدس والخان الأحمر وكافة الأراضي المحتلة، وتتزامن مع حملة التشهير والتشويه التي يمارسها الاحتلال ضد الرموز الوطنية وأجهزة الأمن الفلسطينية لضرب روح الصمود، بهدف تمرير مشاريعهم المشبوهة في تهويد القدس وتسريب عقاراته وأراضيه من قبل أفراد مشبوهين».
وتابع المصدر «أن هذه الإجراءات المرفوضة والمدانة لن تثنينا عن القيام بواجباتنا الوطنية تجاه شعبنا وأرضنا وخصوصاً في قدس الأقداس».
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، شاباً فلسطينياً عند مدخل مستوطنة قرب القدس بدعوى تخطيطه لتنفيذ عملية طعن.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إن شاباً فلسطينياً في العشرينات من العمر من سكان قرية قطنّة، اعتقل بعد أن أثار شبهات حارس الأمن على مدخل مستوطنة «هار أدار» شمال غربي القدس، وبعد أن أوقفه واستجوبه اعترف الشاب أنه ينوي تنفيذ عملية طعن في المستوطنة.
وأضاف بيان الشرطة أن الشاب اعترف أنه أخفى سكيناً بالقرب المستوطنة لتنفيذ العملية، وعلى الفور هرعت قوات من جيش الاحتلال وما يسمى «حرس الحدود» إلى المنطقة، وعندما توجهت إلى المكان عثرت على سكين مخبأة هناك.
وأوضح بيان شرطة الاحتلال أن الشاب اعتقل ونقل إلى جهاز الأمن الإسرائيلي للتحقيق معه.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.