عسيري ذهب إلى الأولمبياد مصاباً فعاد بالذهبية التاريخية

القناص أشاد بجهود المدرب علي الزهراني في صقل النجم السعودي

محمد عسيري («الشرق الأوسط»)
محمد عسيري («الشرق الأوسط»)
TT

عسيري ذهب إلى الأولمبياد مصاباً فعاد بالذهبية التاريخية

محمد عسيري («الشرق الأوسط»)
محمد عسيري («الشرق الأوسط»)

كشف عايض عسيري والد لاعب الكاراتيه محمد عسيري صاحب الميدالية في أولمبياد بوينس آيرس للشباب، عن أن ابنه أصر على المشاركة في الأولمبياد رغم توصية الطبيب بالتوقف عن اللعب لفترة من الوقت نتيجة وجود إصابة في كتفه.
وقال عسيري: «محمد قال لي إنه ذاهب للمشاركة في البطولة العالمية من أجل تحقيق منجَز، وإن الإصابة لا يمكن أن تعيقه عن المشاركة ورفع العلم السعودي في المحفل الكبير، وفعلاً حقَّق فوزاً ساحقاً على الياباني المصنَّف أول عالمياً».
وحول قدرته على الجمع بين الجانب التعليمي والإبداع في المجال الرياضي، قال عسيري: «الإبداع في الجانب الرياضي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجانب التعليمي؛ فلا يمكن أن يتوجه للنادي لأداء التمارين أو المشاركة في بعض البطولات دون أن ينهي دروسه التعليمية».
وأبان أن ابنه محمد كان يحلم بتحقيق كثير من الإنجازات في مجال اللعبة ويكون أحد الأبطال العالميين في الكاراتيه، وفعلاً وُفِّق نتيجة العمل الكبير الذي قام به والمهارات الكثيرة التي اكتسبها من قبل مدربه علي الزهراني وهو أحد أصدقائه في مجال العمل العسكري من خلال القوات البحرية السعودية.
وعن أهم هوايات ابنه فضلاً عن الكاراتيه قال العسيري: «محمد يعشق الرياضة بشكل عام؛ فهو يمارس كرة القدم، وكذلك يملك مهارات مميزة في لعبة السباحة، ويهوى ركوب الخيل، كما أنه يهوى التصوير مع بعض الحيوانات المفترسة التي ترمز إلى الشجاعة».
وعن المستقبل العلمي الذي يتمناه لابنه محمد الذي بات على أعتاب الدراسة الجامعية، قال العسيري: «تارةً يتحدث عن رغبته في الالتحاق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأخرى يتمنى الالتحاق بالكلية العسكرية ليكون ضابطاً».
من جانبه، عبَّر رئيس الاتحادين السعودي والعربي وعضو المكتب التنفيذي الدولي لاتحاد الكاراتيه الدكتور إبراهيم القناص عن سعادته بالإنجاز العالمي الذي حققته رياضة الكاراتيه بعد حصول لاعب المنتخب السعودي للكاراتيه محمد عسيري على أول ميدالية ذهبية أولمبية سعودية في تاريخ الدورات الأولمبية، من خلال حصوله على ذهبية وزن 61 كغم في دورة الألعاب الأولمبية الثالثة للشباب.
وبيَّن أن المنتخبات السعودية للعبة رفع الأثقال وُضع لها برنامج على مستوى عالٍ من خلال العمل على إقامة المعسكرات القوية في فترة الصيف لكون غالبية اللاعبين من الطلاب، كما يتم طلب منتخبات عالمية للاحتكاك معها وإكساب اللاعبين المزيد من الخبرة، وما حصل من إنجازات هو نتيجة طبيعية لهذا الاهتمام.
وأكد القناص لـ«الشرق الأوسط» أن لعبة الكاراتيه السعودية تسير بتفوق للأمام، إذ إن هناك ترقباً لبروز كثير من الأبطال في مجال اللعبة وهذا لا يمكن أن يتم دون أن يكون هناك توسيع لقاعدة الممارسين لها، وتوفير كثير من المتطلبات، حيث يسعى الاتحاد إلى أن يحقق الكثير من الأهداف في هذا المجال لتتعزز لعبة الكاراتيه كأهم الألعاب المنجزة.
وقدم القناص بهذا المنجز الكبير هذا التميز المباركة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
وثمن القناص دعم الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية بقيادة المستشار تركي آل الشيخ الذي قدم دعماً لا محدوداً للرياضة السعودية، التي حظيت منه بكل متابعة واهتمام، ووقف خلف الإنجازات التي تحققت من خلال تحفيز الأبطال معنوياً ومادياً، وتقديم المكافآت المالية لهم في حال تشريف الوطن، مما انعكس على قوة مخرجات الرياضة السعودية خارجياً، وكان دوره الكبير السبب الرئيسي في هذه المنجزات.
كما ثمَّن متابعة واهتمام الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة، وكذلك بارك الدكتور القناص لسعود القحطاني رئيس اللجنة الإشرافية العليا للألعاب القتالية.
ولم ينسَ القناص تقديم التهاني لرئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الجبيل على الإنجاز كون البطل محمد عسيري أحد لاعبي نادي الجبيل كما قدم القناص خالص شكره للجهاز الفني بقيادة مدرب المنتخب على الزهراني الذي كان يشرف على تدريب اللاعب ويُعتبر من المدربين الكبار في الوطن العربي وأسهم بشكل كبير في هذا الإنجاز، والإداريين الذين عملوا بجد لتأكيد الحضور ورفع علم الوطن في هذا المحفل العالمي، كما قدم شكره لزملائه بمجلس الإدارة وجميع محبي الكاراتيه.
وختم القناص بتقديم شكره إلى لوزير التربية والتعليم الدكتور أحمد العيسى نتيجة التعاون من قبل وزارة التربية والتعليم وتفريغ اللاعب لهذه المشاركة.
وأخيراً بيَّن خالد الخاطر رئيس نادي الجبيل أن الإنجاز الذي تحقق لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة عمل كبير واهتمام من قبل الإدارات المتعاقبة، خصوصاً أن النادي مرَّ بفترات تقليص للألعاب الرياضية، ولكن كان من الألعاب التي تم الاحتفاظ بها لعبة الكاراتيه، رغم أنها كانت مكلفة ولكنها كانت مُنجِزة، وتنبأنا بمستقبل كبير لأبنائها.
وبين الخاطر أن النادي لديه مشروع أبطال كبير من خلال وفرة الأسماء الموجودة بقيادة المدرب البارز علي الزهراني، الذي يقود المنتخبات السعودية، وهو مصدر فخر ومن أهم العناصر التي حرصت على أن تصل لعبة الكاراتيه إلى ما وصلت إليه.
وبين أن البطل العسيري وأشقاءه الذين يلعبون في النادي، ويمثلونه في البطولات، عُرِف عنهم الحرص على التفوق والانضباط، وتحقيق المنجزات، وسط متابعة دائمة من والديهم، وهذا من أهم أسرار النجاحات التي تحققت لهم، خصوصاً محمد، الذي أبهر الجميع وحقق حلماً طال كثيراً.
وأكد أن الرياضة السعودية مقبلة على مستقبل أكبر، نتيجة الاهتمام الكبير من قبل القيادة السعودية الحكيمة والدعم اللامحدود الذي يلقاه من الحكومة في الجانب الرياضي، ممثلاً في رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ الذي أحدث نهضة رياضية غير مسبوقة في جميع الرياضات والألعاب.
وأشار إلى أن مدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية لا يمكن أن تشتهر فقط بالصناعات والجانب الاقتصادي والصناعي بوجود الهيئة الملكية وكبريات الشركات المختصة في الكيماويات والطاقة، بل إنها تضم موارد بشرية على مستوى عالٍ قادرة على تحقيق المنجزات لهذا الوطن الغالي في كل المجالات، ومن بينها الرياضية، وخروج البطل العسيري لن يكون الأول والأخير من هذه المدينة، بل إن هناك كثيراً من الأبطال سبق أن أنجزوا وسينجزون المزيد بإذن الله نتيجة الدعم الذي تقدمه الدولة.
ورأى الخاطر أهمية أن يلعب رجال الأعمال دوراً أكبر في دعم الرياضة، وألا يقتصر الدعم على الجانب الحكومي وشخصيات قليلة من رجال الأعمال، خصوصاً أن التفوُّق الرياضي يُعدّ من الواجهات المشرقة لهذا الوطن.


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية أقيمت البطولة في مدينة لاغوس النيجيرية (الشرق الأوسط)

«عابد» يحقق فضية العالم للمبارزة... والفيصل: المستقبل أمامك

حقق حسن عابد، لاعب المنتخب السعودي للمبارزة، الميدالية الفضية في بطولة كأس العالم لسلاح الإبيه تحت 20 عاماً، التي أُقيمت، اليوم (السبت)، بمدينة لاغـوس النيجيرية

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة يتوج اللاعبات الفائزات (الشرق الأوسط)

تتويج ربى ولميد وضي بذهبيات بطولة السعودية للمبارزة

تَوَّج أحمد الصبان رئيس الاتحاد السعودي للمبارزة الفائزات في بطولة السعودية للمبارزة للسيدات (الجولة الذهبية) - عمومي وتحت 14 عاماً، التي اختتمت السبت.

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».