أوروبا وأميركا تراجعان اتفاق «درع الخصوصية» لحماية البيانات

أوروبا وأميركا تراجعان اتفاق «درع الخصوصية» لحماية البيانات
TT

أوروبا وأميركا تراجعان اتفاق «درع الخصوصية» لحماية البيانات

أوروبا وأميركا تراجعان اتفاق «درع الخصوصية» لحماية البيانات

انطلقت بمقر المفوضية الأوروبية في بروكسل، أمس، مناقشات المراجعة السنوية الثانية لاتفاق «درع الخصوصية» بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وذلك لحماية البيانات الشخصية التي تحصل عليها الولايات المتحدة من التكتل الأوروبي لأغراض تجارية.
شارك في النقاشات وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، والمفوضة الأوروبية المكلفة ملف العدل والمستهلكين فيرا جيروفا، إلى جانب مشاركة عدد من ممثلي الإدارات الأميركية الحكومية المسؤولة عن إدارة «درع الخصوصية»؛ منها لجنة التجارة الفيدرالية، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية، وعلى الجانب الأوروبي لجنة حماية البيانات في الاتحاد ومفوضية بروكسل.
وستستمر النقاشات لمدة يومين، وتتركز المراجعة في اليوم الأول على الجوانب التجارية، لا سيما في ما يتعلق بالنقاط الخاصة بالإشراف على «درع الخصوصية» وتطبيقه. بينما ستتم في اليوم الثاني مناقشة التطورات المتعلقة بجمع البيانات الشخصية من قبل السلطات الأميركية لأغراض إنفاذ القانون أو الأمن القومي.
وقد بدأ العمل باتفاق «درع الخصوصية» من مطلع أغسطس (آب) 2016 لحماية البيانات الشخصية المنقولة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لأغراض تجارية. ووجهت المفوضية الأوروبية في بروكسل في أغسطس الماضي رسالة إلى الإدارة الأميركية تطالبها فيها بإجراء التغييرات الضرورية لدعم استمرار تطبيق الاتفاق.
وتسعى بروكسل للحصول على موافقة واشنطن على إجراء التغييرات المطلوبة قبيل صدور نتائج التقييم الثاني للاتفاق.
وذكرت نشرة يومية من الطبعة الأوروبية من مجلة «بولتيكو»، أن مفوضة شؤون المواطنة والعدل، فيرا جيروفا، وجهت رسالة إلى وزير التجارة الأميركي ويلبر روس. وتضمنت الرسالة توقعات المسؤولة الأوروبية بشأن التقييم الثاني لاتفاق «درع الخصوصية»، وطلبت من الوزير الأميركي سرعة تعيين أمين مظالم دائم الذي سيتولى مهمة الدفاع عن حقوق الخصوصية الأوروبية في الولايات المتحدة، وهذا الأمر من بين أمور أخرى يطالب بها الاتحاد الأوروبي واشنطن، وذلك حسب ما لمح إليه موقع «بولتيكو».
وفي منتصف أبريل (نيسان) 2017، أعد البرلمان الأوروبي مشروع قرار يتعلق بالاستعراض السنوي الأول لاتفاق «درع الخصوصية». وقال مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل إن مشروع القرار طالب المفوضية الأوروبية بالعمل على توفير ضمانات كافية لحماية البيانات الشخصية.
وفي أعقاب ذلك أعلنت المفوضية الأوروبية عن الاتفاق بين بروكسل وواشنطن على إجراء الاستعراض السنوي الأول للاتفاقية في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. وقالت المفوضية وقتها إن الإطار الذي جرى التوصل إليه بين الجانبين ينطوي على إمكانات هائلة لتعزيز الاقتصاد عبر الأطلسي، ويعيد تأكيد القيم المشتركة، ولكن المفوضية أكدت على أنه لا بد من ضمان بقاء الأسس الرئيسية لـ«درع الخصوصية» في مكانها، خصوصا ما يتعلق بالوصول إلى البيانات الشخصية من جانب السلطات الحكومية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وثانيا ضمان التنفيذ المناسب والمتابعة القوية بشكل يومي لـ«درع الخصوصية» وعلى الشركات الامتثال والالتزام بالاتفاق، وعلى السلطات أن تتابع هذا.
وعبرت فيرا جيروفا عن سعادتها لأن عددا متزايدا من الشركات الأميركية قد أيد اتفاق «درع الخصوصية»، ووصل العدد إلى نحو ألفي شركة، ونوهت المسؤولة الأوروبية في الوقت ذاته بأن اتفاق «درع الخصوصية» مثله مثل الاتفاق الشامل في مجال إنفاذ القانون؛ يعدّ «اتفاق المظلة»، مما يدلل على أنه من الممكن حل أي خلافات ناتجة عن اختلاف النهج في كيفية حماية الحقوق في بعض النواحي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي أغسطس 2016، قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل إن اتفاق «درع الخصوصية» دخل حيز التنفيذ، ويمكن للشركات التوقيع على الاتفاق مع وزارة التجارة الأميركية، بعد التحقق من أن سياسات الخصوصية تتوافق مع معايير حماية البيانات. وقالت جيروفا آنذاك إن «درع الخصوصية» يحمي الحقوق الأساسية للأوروبيين ويضمن اليقين القانوني للشركات بما في ذلك الشركات الأوروبية، كما يضمن التعويض للأفراد في حال وجود أي انتهاكات. وأضافت أنها على ثقة بأن «درع الخصوصية» سيعمل على استعادة ثقة الأوروبيين بالطريقة التي يتم بها نقل البيانات الشخصية عبر الأطلسي ومعالجتها من قبل الشركات. كما يتضمن الاتفاق آليات لتسوية المنازعات بطرق مثالية.


مقالات ذات صلة

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
TT

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)
صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية شملت الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.

هذا ما أعلنه وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف، المهندس عبد الرحمن الفضلي، في كلمة بختام أعمال المؤتمر، مؤكداً التزام المملكة بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.

وكان مؤتمر «كوب 16» الذي استضافته المملكة بين 2 و13 ديسمبر (كانون الأول)، هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يؤكد دور المملكة الريادي في حماية البيئة على المستويين الإقليمي والدولي.

أعلام الدول المشارِكة في «كوب 16» (واس)

وشهد المؤتمر الإعلان عن مجموعة من الشراكات الدولية الكبرى لتعزيز جهود استعادة الأراضي والقدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، مع تضخيم الوعي الدولي بالأزمات العالمية الناجمة عن استمرار تدهور الأراضي. ونجح في تأمين أكثر من 12 مليار دولار من تعهدات التمويل من المنظمات الدولية الكبرى، مما أدى إلى تعزيز دور المؤسسات المالية ودور القطاع الخاص في مكافحة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف.

ورفع الفضلي الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتداداً لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خصوصاً التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيراً إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من 85 ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من 900 فعالية في المنطقتين الزرقاء، والخضراء؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.

خارج مقر انعقاد المؤتمر في الرياض (واس)

وأوضح الفضلي أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، 3 مبادرات بيئية مهمة، شملت: مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم 80 دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة. كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، كثيراً من المبادرات الأخرى.

وثمّن الفضلي إعلان المانحين الإقليميين تخصيص 12 مليار دولار لدعم مشروعات الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعياً القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ «حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات».

وأعرب عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات بمختلف أنحاء العالم، مؤكداً التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.