تعاليم كرويف ما زالت تلازم غوارديولا

بعد أن تمكن مانشستر سيتي من «فرملة» ليفربول

ديفيد سيلفا نفذ توجيهات غوارديولا جيداً في مواجهة ليفربول الأخيرة (رويترز)
ديفيد سيلفا نفذ توجيهات غوارديولا جيداً في مواجهة ليفربول الأخيرة (رويترز)
TT

تعاليم كرويف ما زالت تلازم غوارديولا

ديفيد سيلفا نفذ توجيهات غوارديولا جيداً في مواجهة ليفربول الأخيرة (رويترز)
ديفيد سيلفا نفذ توجيهات غوارديولا جيداً في مواجهة ليفربول الأخيرة (رويترز)

بعد مرور 18 مباراة من الموسم الثاني لجوسيب غوارديولا مدرباً لنادي بايرن ميونيخ، خسر فريقه أمام فولفسبرغ بنتيجة 4 - 1، وكانت تلك الهزيمة الأولى للفريق خلال الموسم، وجاءت بمثابة مفاجأة مدوية، ودفعت غوارديولا للتوقف هنيهة وإعادة التفكير.
هل بالغ في التفكير؟ هل أفرط في تجاربه الخاصة بالاعتماد على الظهيرين للاستحواذ على الكرة بفاعلية مثل لاعبي الوسط المائلين للأطراف قديماً كأجنحة لدرجة جعلته يغفل الأساسيات؟ وخرج غوارديولا عاقداً العزم على عدم تكرار هذا الخطأ، وكتب ما أطلق عليه «الوثيقة المقدسة» على لوحة بيضاء داخل مكتبه.
في الواقع، كان ذلك وثيقة مقدسة صغيرة للغاية، واحتوى على 3 وصايا محورية فحسب. وتبعاً لهذه الوصايا، فإن غوارديولا سوف يستعين بـ«اثنين مقابل أربعة في الهجوم - لاعب إضافي في وسط الملعب - لاعب إضافي في الدفاع». في الواقع، بدت هذه الوصايا متماشية للغاية مع قيم مدرسة كرويف الكروية، وحملت الوصيتان الثانية والثالثة أصداء ما كتبه غوارديولا في مذكراته التي نشرها عام 2001 في إطار شرحه فكر معلمه العظيم وقدوته يوهان كرويف حول التشكيلات الأساسية. وقال إن الأولوية داخل الملعب تكمن في «ملء منتصف الملعب من أجل ضمان امتلاك تفوق عددي».
بالتأكيد هناك العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في تكوين فريق، وهناك الكثير من المناسبات التي لم يواجه غوارديولا خلالها 4 - 4 - 3 بـ4 - 4 - 2. لكن بالنسبة لغوارديولا تشكل هذه المبادئ الفكرة المحورية. وربما يشرح ذلك أسلوب اللعب الذي اعتمده غوارديولا أمام ليفربول مؤخراً. أمام خط هجوم ليفربول المؤلف من ثلاثة لاعبين (رمح ثلاثي الأطراف)، اعترف غوارديولا قبل المباراة أنه يخيفه، استعان الأخير بأربعة لاعبين في خط الدفاع. كانت الاستعانة بثلاثة لاعبين في خط الدفاع قد نجحت في المباراة التي أقيمت في استاد «الاتحاد» الموسم الماضي، وانتهت بالفوز 5 - 0، وكذلك إلى حد ما خلال مباراة الإياب في دور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، تجنب غوارديولا أخطار دفع الظهيرين نحو التقدم في وقت متزامن عبر الاستعانة بكايل والكر في دور أكثر تحفظاً عن المعتاد.
إلا أن الصورة التي ظهر بها باقي الفريق هي التي بدت لافتة للغاية، فبدلاً عن خط الوسط المعتاد، استعان غوارديولا بلاعب إضافي، ليلتزم بذلك بوصية اللعب باثنين في مواجهة أربعة في الهجوم عبر الاعتماد على أسلوب لعب 4 - 4 - 2. واحتل فرناندينيو وبيرناردو سيلفا الوسط، مدعومين برحيم سترلينغ ورياض محرز. وقد شارك اللاعبون المخصصون للعب في مساحات واسعة في أدوار أعمق بكثير عن المعتاد بالنسبة للاعبين المخصصين لهذا الدور داخل مانشستر سيتي هذا الموسم، ليساعدوا بذلك في كل من وسط الملعب وتوفير الحماية للظهيرين.
ومثلما اتضح، فقد اختار يورغن كلوب هو الآخر استخدام الظهيرين على نحو أكثر تحفظاً، مستعيناً بديان لوفرين، بجانب دفعه جو غوميز إلى مركز الظهير الأيمن محل ترنت ألكسندر أرنولد، صاحب النزعة الأكثر هجومية.
وبذلك، أصبحت المعركة الدائرة على جانبي الملعب أكثر حذراً عما كان متوقعاً.
من جانبه، حاول غوارديولا فعل أمر مشابه خلال مباراة الذهاب الأولى له في بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، عندما جرت الاستعانة بإيلكاي غوندوغان في دور على الجناح الأيمن، بهدف حماية الظهير ومنح مانشستر سيتي قدراً من السيطرة تحول دون تمكن ليفربول من بناء زخم على غرار ما نجح في نسف مانشستر سيتي في الشوط الثاني من مواجهتهما في إطار بطولة الدوري على أرض استاد «أنفيلد»، وانتهت بفوز ليفربول بنتيجة 4 - 3.
ومع أن الفكرة أخفقت تلك المرة، فإن الإخفاق في تنفيذ الفكرة على النحو الصحيح لا يعني بالضرورة أنها معيبة.
الحقيقة ربما لم تكن هذه المباراة بالمستوى الفني الذي كنا نأمله جميعاً، لكن في خضم تطبيقه الدروس التي استفادها من مواجهة فولفسبرغ، وعودته إلى مبادئ مدرسة كرويف، أبدى غوارديولا قدراً كبيراً من المرونة والبرجماتية لم نعتده منه فيما مضى. وربما يثبت هذا التوجه الجديد فاعليته في الخروج بنتائج جيدة في مواجهة خصوم من أندية النخبة خارج أرضه.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.