الحكومة المصرية توجّه بتيسير إجراءات توفيق أوضاع الكنائس غير المرخصة

تواضروس يشيد بحب أقباط أميركا لمصر

أعضاء «مبادرة صناع السلام» خلال لقائهم مع بابا الأقباط («الشرق الأوسط»)
أعضاء «مبادرة صناع السلام» خلال لقائهم مع بابا الأقباط («الشرق الأوسط»)
TT

الحكومة المصرية توجّه بتيسير إجراءات توفيق أوضاع الكنائس غير المرخصة

أعضاء «مبادرة صناع السلام» خلال لقائهم مع بابا الأقباط («الشرق الأوسط»)
أعضاء «مبادرة صناع السلام» خلال لقائهم مع بابا الأقباط («الشرق الأوسط»)

قال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي الحكومة المصرية، إن «رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وجه وزارة الداخلية بتيسير الإجراءات على الكنائس». موضحاً أن «مجلس الوزراء أقر قرار لجنة توفيق أوضاع الكنائس... وأن القانون نص على تشكيل هذه اللجنة للنظر في أوضاع الكنائس غير المرخصة». وأضاف مدبولي في تصريحات له أنه «تم تقنين أوضاع 120 كنيسة منذ تشكيل اللجنة، ومجلس الوزراء قرر توفيق أوضاع 340 كنيسة ومبنى تابعا لها».
في غضون ذلك، أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أنه «لمس خلال زيارته الأخيرة لأميركا شغف ومحبة الأقباط المقيمين في أميركا بوطنهم وكنيستهم في مصر، وأنهم كانوا دائماً ما يصفقون عندما يذكر اسم مصر في أي مناسبة».
وكان مجلس الوزراء المصري قد وافق قبل يومين على توصيات اللجنة الرئيسية، المنصوص عليها في المادة 8 من قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس، الصادر بالقانون رقم 80 لسنة 2016 بخصوص توفيق أوضاع 76 كنيسة و44 مبنى، وذلك بإجمالي 120 كنيسة ومبنى، والمقدم بشأنها طلبات دراسة وتوفيق أوضاع من الممثلين القانونيين عن طوائف الكنائس المعتمدة، بشرط استكمال اشتراطات الحماية المدنية للكنائس والمباني، خلال أربعة أشهر من تاريخ صدور هذا القرار، فيما تلتزم الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم نحو استيفاء حقوق الدولة بالنسبة للكنائس والمباني المشار إليها.
وكانت لجنة «الرهبنة وشؤون الأديرة» بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر قد أمهلت في أغسطس (آب) الماضي أيضاً الأماكن غير المعترف بها كأديرة، مدة شهر لتقنين أوضاعها، والخضوع لإشراف البطريركية.
وألقى تواضروس الثاني عظته الأسبوعية الليلة قبل الماضية من كنيسة العذراء، والأنبا بيشوي بالأنبا رويس، بضاحية العباسية شرق القاهرة، بعد توقف دام خمسة أسابيع، بسبب رحلته الرعوية للولايات المتحدة الأميركية، وذلك بحضور عدد كبير من أساقفة المجمع المقدس والآباء الكهنة.
وقال تواضروس إن «مصر هي البلد الوحيد الذي ذكر نحو 700 مرة في الكتاب المقدس، وهو ليس فقط الكنيسة الأم أو الكنيسة الأولى؛ ولكنه في القلب»، مشيراً إلى أنه لمس شغف ومحبة الأقباط في أميركا بوطنهم مصر، كما لفت إلى وجود عدد كبير من الأسر القبطية هناك، وأن الكنيسة بدأت في إرسال الكهنة لها منذ عام 1968.
وتركزت زيارة البابا الأخيرة في مناطق نيويورك ونيوجيرسي، بينما كان آخر زيارة رعوية للأقباط لهذه المناطق في 2008، حيث أشاد البابا السابق شنودة الثالث بالدور الذي تقوم به الكنيسة في خدمة الشعب القبطي هناك.
في غضون ذلك، استقبل بابا الأقباط بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية أعضاء «مبادرة صناع السلام»، مؤكدًا «أهمية رسالة السلام والعيش المشترك».
وتضم «مبادرة صناع السلام» 50 من القيادات الشبابية من «مصر، والسودان، وسوريا»، وتهدف إلى تعزيز قيم السلام والحوار، للمساهمة في بناء قيادات قادرة على نشر تعاليم الحوار والعيش المشترك.
من جهتها، أكدت الدكتورة عايدة نصيف، منسقة المبادرة أن «تعزيز قيم التعايش وتجديد مفاهيم السلام عناصر مهمة في بناء المواطنة؛ بل في بناء الإنسانية بشكل عام... ومن المهم تربية الشباب والنشء على هذه القيم لنبذ، وتصحيح التصورات الخاطئة عن الآخر... فهذه القيم مهمة في بناء الأوطان ونبذ التطرف والفكر المنغلق».



حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي يجوبون شوارع الرقة في سوريا في يونيو 2014 (رويترز - أرشيفية)
مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي يجوبون شوارع الرقة في سوريا في يونيو 2014 (رويترز - أرشيفية)
TT

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي يجوبون شوارع الرقة في سوريا في يونيو 2014 (رويترز - أرشيفية)
مقاتلون من تنظيم «داعش» الإرهابي يجوبون شوارع الرقة في سوريا في يونيو 2014 (رويترز - أرشيفية)

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن بدعم من القوات الروسية عدة حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» خلال العام الجاري، فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

وشهدت مناطق البادية وسط سوريا تصعيداً كبيراً في عمليات «داعش» ضد القوات الحكومية، وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو 211 عملية قام بها التنظيم منذ بداية العام الجاري قتل فيها نحو 592 شخصاً، منهم 56 من عناصر «داعش»، و478 من القوات الحكومية والميليشيات الرديفة، و58 مدنياً.

وقال المرصد في تقرير له، اليوم الاثنين، إن تنظيم «داعش» انتعش بشكل كبير داخل الأراضي السورية، منذ بداية العام الجاري، خصوصاً ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والميليشيات الرديفة. وأكد المرصد فشل القوات الحكومية وسلاح الجو الروسي في القضاء على «التنظيم»، محذراً من ازدياد مخاطر عملياته العسكرية.

تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

وتركزت هجمات «داعش» في بادية حمص، حيث تم تسجيل 93 هجوماً، تلتها بادية دير الزور بواقع 70 هجوماً، و26 هجوماً في بادية الرقة، و19 في بادية حماة، وهجومين في بادية حلب.

ومع دحر تنظيم «داعش» من المناطق المأهولة بالسكان عام 2017، تغلغلت خلايا منه في البادية السورية في اتجاه دير الزور ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وفي اتجاه غرب نهر الفرات في المناطق سيطرة الحكومة السورية.

وتشير تقارير إعلامية إلى بناء «داعش» مخابئ ومخازن سلاح ذخائر في مناطق نائية في البادية، إلا أن مركزها الأهم بادية السخنة، شرق تدمر وسط سوريا. وقبل نحو شهرين قامت الفرقة 25 مهام خاصة في القوات الحكومية السورية، بحملة تمشيط للبادية بريف حمص الشرقي، بمساندة الطيران الحربي الروسي، انطلقت من السخنة وأطراف جبل البشري غرباً وحتى سبخة الكوم وبئر أبو فياض شمالاً، وصولاً إلى جبل العمور وجبل البلعاس غرباً لملاحقة خلايا التنظيم وتأمين طرق البادية السورية الواصلة بين مناطق الحدود مع العراق ومحافظة حمص، حيث تقوم خلايا التنظيم بهجمات متكررة على صهاريج النفط الآتية من مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وعلى رغم الخسائر التي تكبدها التنظيم فإنه لا يزال يشن هجماته على امتداد «البادية دير الزور - حمص - حماة - الرقة - حلب»، لتأكيد وجوده، حيث تمثل البادية كجغرافيا ممتدة ومتصلة مع دول الجوار ساحة للتنقل وإعادة التمركز.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تبناه التنظيم لعملية إعدام سائق صهريج على طريق الشدادي جنوب الحسكة، فيما تبنى التنظيم مساء أمس الأحد تفجيرات في العراق أودت بحياة ضباط من الجيش العراقي وعدد من قوات «البيشمركة».