ماذا تقرأ أثناء العطلة الصيفية؟

خيارات النقاد من بين مئات الكتب الجديدة

ماذا تقرأ أثناء العطلة الصيفية؟
TT

ماذا تقرأ أثناء العطلة الصيفية؟

ماذا تقرأ أثناء العطلة الصيفية؟

هناك، بلا مبالغة، مئات الكتب الجديدة والروايات التي ظهرت هذا العام، ومعظمها يصلح للتصفح والتسلية أثناء عطلات الصيف السنوية، ولكن كيف السبيل لاختيار الأفضل من المكتبة العالمية مع هذا العدد الهائل من الكتب؟ قد يكون الأسلوب الأفضل هو ترك مهمة الاختيار للنقاد، وتقديم بعض ما يقترحه هؤلاء للقارئ العربي.
وتنقسم كتب العطلات إلى قسمين متوازيين؛ هما «الخيال»، و«الواقع». القسم الأول هو للروايات بمختلف أنواعها، أما القسم الثاني فهو متنوع ما بين كتب السيرة الذاتية، وأدب الرحلات، وكتب التاريخ، والجغرافيا، وغيرها من كتب الواقع.
وهذه النخبة من الكتب العالمية باللغة الإنجليزية هي أفضل ما اقترحه نقاد الإعلام البريطاني لكتب العطلات هذا العام، وهي تشمل أولا كتب الخيال، ومنها:
- «الحقيقة الناعمة» (The Delicate Truth) للمؤلف جون لو كاريه، وهو مؤلف للقصص البوليسية التي تحول بعضها إلى أفلام ناجحة، ويتناول في هذه الرواية مسألة تحويل جمع معلومات الاستخبارات إلى القطاع الخاص، وصراع الأجهزة الحكومية الذي يؤدي في النهاية إلى فشل عملية ضد الإرهاب في جبل طارق. ويتميز أسلوب الكاتب بالتشويق ودقة المعلومات التي تكاد تجعل من سيناريو هذه الرواية الخيالية واقعا ملموسا.
- «أميركانا» (Americanah) وهي قصة لمؤلفة نيجيرية اسمها شيماندا أديشي تحكي فيها قصة رحيلها من موطنها الأصلي في نيجيريا إلى أميركا؛ حيث حققت بعض النجاح والاستقرار، ولكن على حساب تغير مفاهيم حياتها عن مجتمعها القديم. وفي لحظة حنين إلى وطنها الأصلي تعود بطلة القصة إلى نيجيريا وتلتقي مع صديق من أيام الشباب لم يترك نيجيريا في حياته. ويدور محور الرواية عن اختلاف القيم بين الاثنين بعد 13 عاما من الغربة، وكيفية معالجة هذه الاختلافات التي يمكن أن تؤدي إلى فساد العلاقة بين الطرفين.
- «عشق الحلوى» (Sweet Tooth) للمؤلف إيان ماكيوان يحكي عن طالبة جامعية مجتهدة وذكية ولكنها فائقة الجمال، تحصل على وظيفة في جهاز المخابرات البريطانية «إم إي 5» خلال فترة السبعينات، وكانت المهمة الأولى لها، ومن دون علمها، هي الإيقاع بمؤلف شاب وتحويله إلى مشجع للدعاية الحكومية، وتدور بعد ذلك الأحداث المتشابكة بين قصة حب ونشاط المخابرات في صيغة معقدة ومرحة.
- «عدن المظلمة» (Dark Eden) للمؤلف كريس بيكيت من نوع الخيال العلمي عن سكان كوكب مظلم اسمه عدن يبلغ عددهم 532 شخصا كلهم منحدرون من رائد فضاء وزميلته تحطمت سفينتهما على سطح الكوكب وانقطع اتصالهما بالأرض. سكان هذا الكوكب التعساء يحصلون على الضوء والحرارة من أشجار حرارية، وهم يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن زواج الأقارب وشح الموارد، بينما تتسرب من مخيلتهم ذكريات الأرض التي ورثوها عن أسلافهم. فهل من منقذ لهذه البشرية المعذبة في كوكب آخر؟
- «الطيور الصفراء» (The yellow Birds) للمؤلف كيفن باورز وهو يحكي قصة جندي أميركي عائد من العراق ومعاناته من آثار الحرب النفسية المدمرة. ويثير المؤلف قضية أن الذين يخوضون الحروب ويعودون منها أحياء قد يكون حالهم أكثر إثارة للشفقة من هؤلاء الذين لقوا مصرعهم على أرض المعركة. هذا الجندي العائد من محافظة نينوى فقد إنسانيته حتى بعد تسريحه من الخدمة بعد عامين في العراق.
- «شرودر» (Schroder) للمؤلفة إميتي غيج تحكي قصة صراع بين زوجين ينتهي بخطف الأب، إيريك شرودر، لابنته التي يقول إنه لا يستغنى عنها. وتدور القصة حول صراع الوالد الذي يعرف مساوئ عملية خطف الطفلة ولكنه يعتقد أنه أب صالح، وألام التي تثير الدموع على صفحات الرواية من معاناتها. وخلال القصة يشرح شرودر قصة حياته المماثلة لطفلته عندما هرب مع والده من ألمانيا الشرقية.
- «الجحيم» (Inferno) للروائي المشهور دان براون في قصة مشوقة تقع أحداثها في مدينة فلورانسا الإيطالية؛ حيث يستيقظ رجل ليجد نفسه في مستشفى وهو فاقد الذاكرة، وهناك من يريد قتله. وتجري الأحداث بعد الهروب من المستشفى وجمع أدلة ما يجري من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
- «دكتور سليب» (Doctor Sleep) للمؤلف ستيفن كنغ أحد أشهر مؤلفي الروايات البوليسية. هذه الرواية تحكي عن قصة صراع بين الخير والشر تجذب القارئ من أولى صفحاتها وحتى نهايتها.
- «قبل أن نلتقي» (Before We Met) وهي رواية كتبتها لوسي وايتهاوس عن قصة حب وزواج سعيد، ولكن مع أسرار كانت مخفية من فترة ما قبل اللقاء. الرواية مثيرة بوقائع غريبة وجذابة للقارئ، وامتدح الكتاب الكثير من النقاد وقالوا عنه إن من يبدأ في قراءته لن يستطيع أن يتركه حتى نهايته.
- «لائحة القتل» (The Kill List) وهي للكاتب المعروف فردريك فورسايث الذي اشتهر في الماضي بالكتابة عن صراع المخابرات بين الغرب والشرق الشيوعي. هذه الرواية تختلف فيها الأحداث والشخصيات؛ حيث العدو الجديد للغرب هو داعية إسلامي متطرف يحث مستمعيه على قتل أهداف غربية، ويتصدى لمهمة قتل هذا الداعية أحد رجال المخابرات الغربيين الذي تكون مهمته هي اكتشاف شخصية الداعية وتحديد موقعه وقتله. ويمكن وصف هذه الرواية بأنها تأتي ضمن تيار الإسلاموفوبيا الذي يعم بعض أوساط الغرب الثقافية في الوقت الحاضر، وقراءة مثل هذه الرواية يأتي من باب العلم بطريقة تفكير هؤلاء.
أما في جانب الكتب الواقعية فإن أهم الصادر منها خلال الصيف الحالي يشمل:
- «مستويات الحياة» (Levels of Life) للكاتب جوليان بارنز وهو يحكي في كتابه عن قصة واقعية لفقدانه زوجته بات كافانا في عام 2008 ومحاولته لوصف شعوره بالحزن ووضع «الألم في كلمات»، على حد قوله. وهي قصة مؤثرة وعالية المعاني ولاقت استحسانا من النقاد الذين قرأوها.
- «عودة الملك: المعركة من أجل أفغانستان» (Return of the King: The Battle for Afghanistan) وهو كتاب تاريخي للكاتب ويليام ديريامبل يسرد من خلاله قصة أول غزو بريطاني لأفغانستان في عام 1839 الذي انتهى بهزيمة الجيش الإمبريالي بعدها بعدة سنوات وانسحابه من أفغانستان. ويشرح الكاتب أسباب الهزيمة وتوابعها وهو يقارن بالوقائع التاريخية تشابه الأحداث بين القرن الثامن عشر وما يحدث في أفغانستان الآن.
- «إلى حياة الغابة» (Into the Wild) ويحكي فيها الكاتب جون كراكور قصة واقعية لشاب هجر مدينته وأهله وسافر إلى ألاسكا ليعيش حياة طبيعية لا مكان فيها للنقود ولا لوسائل المعيشة الحديثة. واكتشف أهل الشاب، واسمه كريستوفر ماكندليس أنه منح كل مدخراته وقيمتها 25 ألف دولار إلى جمعيات خيرية. وفي النهاية اكتشف بعض الصيادين جثته متجمدة في سيارة مهجورة في أصقاع ألاسكا. وقعت أحداث هذه القصة الحقيقية في التسعينات وتحولت إلى فيلم يحمل الاسم نفسه.
- «بدم بارد» (In Cold Blood) كتاب يحكي قصة مصرع أربعة أفراد من أسرة واحدة بالرصاص في جريمة غامضة بلا دافع وقعت في ولاية كنساس في عام 1959. ويسرد الكاتب ترومان كابوت أحداث الجريمة والتحقيقات التي تبعتها التي أدت في النهاية إلى القبض على مرتكبي الجريمة. أسلوب الكتاب بوليسي ومشوق وهو يعرض بشكل واقعي أحداث العنف داخل المجتمع الأميركي.
- «رماد أنجيلا» (Angela’s Ashes) ويحكي فيها الكاتب فرانك ماكورت عن طفولته المعذبة كطفل آيرلندي ولد أثناء فترة الكساد في بروكلين، وهو يتذكر ليالي كان يتضور فيها جوعا وبردا، ومع ذلك كتبت له الحياة لكي يسرد تفاصيل طفولته المظلمة في كتاب يستحق القراءة.
ولمحبي المتع الأدبية الذين لم يتمكنوا من قراءة الكتاب الذي أصدرته إيفانا مارشليان، ويضم نصوصا ورسائل لدرويش كتبها بخط يده، أودعها أمانة لدى الصحافية اللبنانية التي زارته أثناء إقامته في باريس لإجراء حوار معه، فإذا به بدل الحوار يزودها بمادة لكتاب، إنها اللحظة المناسبة للاستجمام الثقافي. فمن يفتقدون إصدارات محمود درويش بعد رحيله، سيجدونه في كتاب «أنا الموقع أدناه محمود درويش»، طازجا ومتجليا كعادته.
أما أولئك الذين يفضلون قراءات قصيرة، بطعم عربي بليغ، فيمكنهم اللجوء إلى كتاب أحمد بيضون «دفتر الفسبكة/ نتف من سيرة البال والخال» الذي دون فيه هذا الباحث والمفكر المعروف خاطراته الفيسبوكية على مدى سنتين، مع الإشارة إلى أن بعض هذه النصوص طويل وليست بالضرورة شذرات قصيرة جدا، لكنها تبقى في إطار الخواطر واليوميات، لرجل مثقف له رأيه في الأحداث والتطورات التي أثرت فيه ودون رأيه حوله بكثير من التفكر والعناية، ولا بد أنها أخذت من جهده ووقته، وسيجد القارئ متعة في تتبعها.
ونبقى في المجال الإنترنتي، بعيدا عن الخواطر الفيسبوكية. فمن يرغب بقراءة شيقة، توصله إلى معرفة ما هي المؤثرات التي طرأت على حياتنا وطريقة تفكيرنا وأشكال كتابتنا، بسبب استخدامنا للإنترنت، وما الفرق الجوهري بين القراءة الإنترنتية وتلك الورقية، سيسعده حتما الاطلاع كتاب لأحد العرب القلة المتخصصين في هذا المجال وهو الدكتور غسان مراد الباحث في مجال اللسانيات الحاسوبية. فقد وضع الرجل زبدة معرفته في كتاب جديد وممتع يحمل عنوان «الإنسانيات الرقمية». والكتاب سهل القراءة، غني بالمعلومات المثيرة، كما أنه مكون من عدة فصول، مما يتيح قراءته، ولو بتوقف وعودة على مراحل متباعدة. أما إذا كنت كائنا ورقيا ولا تزال بعيدا نسبيا عن الانخراط في عالم الإنترنت فيمكنك قراءة كتاب الدكتور نديم منصوري الصادر عن «منتدى المعارف» في بيروت بعنوان «سوسيولوجيا الإنترنت» وهو سهل القراءة أيضا، لأنه عبارة عن مقاطع قصيرة تحمل عناوين متفرقة، يوصلك في نهاية المطاف إلى تشكيل فكرة حول ما يدور في العالم الافتراضي، حتى وإن لم تكن أحد رواده.
أما الأنثويات العاشقات لقراءة نصوص ذات نفح متمرد، فنوال السعدواي لا تزال تكتب، بالغزارة نفسها. وصدر لها مؤخر رواية من وحي ما شهده ميدان التحرير من مظاهرات، تحمل عنوان «إنه الدم». والأديبة تستغل أحداث الثورة لتكشف عن هشاشة البنية الاجتماعية والأخلاقية في مجتمع يحتاج لإعادة اكتشاف نفسه ونقدها بعمق. وكتاب آخر للمهتمين بنوال السعداوي عبارة عن حوار مطول معها أجرته الباحثة عايدة الجوهري ونشرته مؤخرا في مؤلف يحمل عنوان «نوال السعداوي وعايدة الجوهري في حوار حول الأنوثة والذاكرة والدين والإبداع». والكتابان الأخيران صدرا في بيروت عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر».
لأصحاب الميول التاريخية والسياسية، والمهتمين بعودة تركيا إلى الواجهة، ثلاثة كتب صدرت مؤخرا عن «الدار العربية للعلوم»، كل منها يعود إلى التاريخ التركي على طريقته. فكتاب «العثمانيون في ثلاث قارات» هو الثالث للبروفسور إيلبير أورتايلي، في سلسلة «إعادة اكتشاف العثمانيين» التي جمع فيها مقالاته ومحاضراته. وهو المعروف بحرصه على تقديم قراءة مغايرة للأحداث بالعودة إلى الوثائق. والكتاب الثالث هذا يجعلنا نكتشف دور الإدارة العثمانية في التوازنات الأوروبية المتأرجحة في القرن الثامن عشر. كتاب آخر مترجم من التركية إلى العربية لمحبي تقصي سير السلاطين العثمانيين، والدخول إلى كواليس حياتهم الخاصة يحمل عنوان «التاريخ السري للإمبراطورية العثمانية» لمصطفى ارمغان. ونبقى في تركيا، فإذا كنت تفضل الروايات على الكتابات التاريخية، عندها يستحسن أن تختار للغوص في الأجواء العثمانية قراءة رواية «سليمان» التي صدرت بالعربية مؤخرا، وهي الجزء الثالث للكاتب أوقاي ترياقي أوغلو من السلسلة الروائية التي تقصى خلالها حياة سليمان القانوني. وبمقدور القارئ أن يبدأ بالجزء الثالث حتى وإن فاته الجزآن الأولان.
هذه الكتب على جديتها، ليست من النوع المغرق في الحزن والسوداوية، وهي مفيدة ومسلية كما أنها رشيقة وتناسب الساعين إلى الاسترخاء. أما إن وجدت عزيزي القارئ أنك تحتاج إلى شحنة أدبية قوية، ولا تعبأ بأن تتجرع التراجيديا العربية الحديثة، في إجازتك، برواية طويلة، تتطلب منك تركيزا وإغراقا، فبمقدورك أن تقرأ رواية «فرانكشتين في بغداد» للعراقي أحمد سعداوي، التي فازت بجائزة الرواية العربية هذه السنة. وإذا كان من ميزة لهذه الرواية، رغم أنها كربلائية النفس، وتغرقك في الغم، فهو أنها تجعلك تفهم ما يدور في العراق، كما لم تتمكن من فعله مئات نشرات الأخبار التي حضرتها، كما أنها تريك إذا ما كنت تنتمي إلى إحدى الدول العربية التي غاصت في الجحيم، أن النموذج ذاته هو الذي يتكرر في كل البلدان العربية اليوم، وإن اختلفت التسميات وحيثيات الأحداث وبعض التفاصيل.



7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)
كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)
TT

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)
كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء والمشاهير، ومشهد الرقي والرفاهية يزداد عندما تدرك أنه من ضمن طرق الوصول إلى إمارة الجمال طائرة الهليكوبتر، بحيث تستغرق الرحلة 7 دقائق فقط من المطار إلى موناكو.

ورغم صيت إمارة موناكو ومونتي كارلو الذائع في عالم الرفاهية والمال، فإنها تجذب أيضاً المسافرين الباحثين عن وجهات جديدة، وفي هذه الحالة يمكنهم الوصول من المطار إلى الإمارة عن طريق القطار أو بواسطة الحافلات أو سيارة الأجرة.

القصر الملكي يوم الاحتفال باليوم الوطني (الشرق الأوسط)

موناكو معروفة كونها تستقطب الأغنياء لأنها لا تفرض ضريبة دخل على مواطنيها والمقيمين فيها. ومن الأسباب الأخرى الجاذبة عدم فرض ضرائب على الثروة والميراث مما يجعلها جذابة للأفراد الذين يملكون ثروات كبيرة يرغبون في الحفاظ عليها وتنميتها.

كما تجذب الإمارة الزوار كونها واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم، بفضل أنظمة الأمن المتقدمة وانتشار قوات الشرطة بكثرة مما يجعلها ملاذاً للأثرياء الباحثين عن الخصوصية.

وبما أننا لسنا من الطبقة التي تتنقل بالهليكوبتر ما بين المطار والإمارة، وصلنا عن طريق سيارة أجرة، وعلى طول الطريق السريع الذي يربط ما بين مدينة نيس ومونتي كارلو سيكون البحر المتوسط حليفك، وستكون الشمس بانتظارك لأن المناخ في تلك الإمارة معتدل والسماء زرقاء معظم أيام السنة.

شجرة من تصميم «شوبار» تتوسط بهو فندق «أوتيل دو باري»

تصل إلى بوليفار الأميرة شارلوت، وهذه التسمية تأتي تيمناَ باسم ابنة الأمير لويس الثاني لموناكو، وأول ما رأيناه الأعلام الحمراء والبيضاء التي كانت ترفرف في كل مكان وزاوية، لأن زيارتنا تزامنت مع اليوم الوطني لموناكو.

الاحتفال باليوم الوطني مناسبة مهمة في الإمارة، يشارك بها أفراد العائلة المالكة، حالفنا الحظ بأن نشاهد العروض العسكرية، ورأينا الأمير ألبرت الثاني الذي تولى العرش بعد وفاة والده الأمير رينيه الثالث، ورافقته بالشرفة زوجته الأميرة شارلين وأطفالهما التوأم الأمير جاك والأميرة غابرييلا إلى جانب أفراد آخرين من العائلة المحبوبة في الإمارة.

توقيت زيارتنا كان مميزاً لأنه جمع ما بين زينة العيد الوطني وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة، فعلى طول الطريق إلى المدينة القديمة التي تعرف باسم «لو روشيه» Le Rocher ترى مغارات صغيرة ترمز لأعياد الميلاد محفورة بالصخر على جانب السلم الحجري الذي يأخذك إلى أعلى نقطة في المدينة، حيث يقع القصر الملكي التي تقع مقابله الأزقة التي تنتشر فيها المحلات التجارية والمقاهي.

من أجمل ما في موناكو ساحة الكازينو التي تلبس حلة جديدة بحسب اختلاف المناسبات، فهذه الساحة من أكثر الساحات شهرة من حيث التقاط الصور، خاصة أنها أشبه بمرأب مفتوح لأغلى السيارات في العالم، وفندق «أوتيل دو باري» Hotel De Paris الذي يقع مباشرة مقابل الساحة التي تقام الأعراس والحفلات الخاصة فيها، وفترة الأعياد تزدان الساحة بإضاءة عيد الميلاد الرائعة والزينة المميزة، ويتحول بهو الفندق إلى واحة جميلة صممت هذا العام من قبل دار «شوبار» وشجرة عملاقة تتوسط المكان ومناطيد باللون الأصفر لافتة للأنظار.

ستكون ساحة الكازينو محور احتفالات العيد، حيث ازدانت بخمس كرات ثلجية عملاقة تعكس أجواء عيد الميلاد، كما تُقدّم هدايا ووجبات احتفالية وغيرها الكثير. وللارتقاء بأجواء الأعياد، تزينت ردهة كازينو مونتي كارلو بشجرة العيد باللونَين الأحمر والذهبي لتضفي لمسة احتفالية أنيقة.

جناح الأمير رينيه في فندق «أوتيل دو باري» (الشرق الأوسط)

ما الأسباب التي تجعلك تزور موناكو فترة الأعياد؟

1 - المناخ المعتدل والجميل قد يكون من بين الأسباب التي تجعل موناكو مناسبة لتمضية فترة الأعياد فيها، وانتشار أسواق العيد التي تبيع المنتجات الخاصة بالأعياد، لا سيما عيد الميلاد في ميناء «هرقل» Port Hercule الذي تنتشر فيه أكشاك المأكولات والهدايا.

2 - موناكو شهيرة بانتشار أهم المطاعم فيها مما يقدم فرصة للذواقة لاختيار أحد المطاعم لوداع العام والاحتفال بالفترة ما بين عيدي الميلاد ورأس السنة، فيوفر فندق «أوتيل دو باري» و«أوتيل هيرميتاج» عروضاً خاصة ومميزة لهذه المناسبة، بما في ذلك حفلات موسيقية وعروض خاصة بالمطاعم ومن أشهرها مطعم «أمازونيكو» و«بودا بار» و«بافيليون» و«لو غريل» المطل على المدينة القديمة للإمارة وأجمل وأكبر اليخوت في العالم، بالإضافة إلى إطلالة على ثلاثة بلدان وهي إيطاليا وفرنسا وموناكو.

3 - الألعاب النارية ليلة رأس السنة تقام عند الميناء وتعتبر من أكثر المشاهد روعة في المنطقة. ومن الممكن أيضاً اختيار أحد المطاعم المطلة على الميناء للتمتع بمنظر الألعاب النارية في وقت تتناول فيه ألذ الأطباق.

4 - الإقامة في «أوتيل دو باري» الذي يعتبر جزءاً من مجموعة مونتي كارلو إس بي إم (Société des Bains de Mer)، التي تدير أيضاً كازينو مونتي كارلو وأماكن فاخرة أخرى في الإمارة. ويضم الفندق المقهى الأميركي American Bar الذي يستقبل فرقة موسيقية يومياً تؤدي الأغاني الجميلة بالفرنسية والإيطالية والإنجليزية ويقدم المقهى أيضاً عشاء ليلة رأس السنة على أنغام الموسيقى الحية التي تحييها فرقة لندن سول سيكشن. يمكنك أيضاً خوض تجربة من العمر في قاعة أمبير حيث تنتظرك سلسلة من الفعاليات والعروض الفنية الفاخرة التي تقدمها الأوركسترا الموسيقية ستيفانو سينيوريني آند إم سي. ويضم الفندق أيضاً مركزاً صحياً «سبا» تجد فيه الكثير من العلاجات وجلسات التدليك.

المدينة القديمة في موناكو (الشرق الأوسط)

ويقدم الفندق تجربة شاي بعد الظهر الاحتفالية من إعداد الشيف دومينيك لوري، من الساعة 3 بعد الظهر حتّى الساعة 6 مساءً. تتذوّق خلالها تشكيلة شهية من المعجّنات مع الشوكولاته الساخنة التي يشتهر بها آلان دوكاس في باريس.

5 - التنزه في حدائق موناكو، يمكنك قضاء وقت ممتع في حدائق الأميرة غريس الوردية، التي تضم مجموعة رائعة من الورود. هناك أيضاً حدائق سانت مارتن المثالية للاسترخاء وسط الطبيعة.

6 - زيارة فندق أرميتاج مونتي كارلو، قم بزيارة مقهى ريبوسي المؤقت الذي افتُتح في ساحة بومارشيه في إطار تعاون علامة ريبوسي للمجوهرات الفاخرة مع فندق أرميتاج مونتي كارلو. تُقدّم لك هذه الوجهة تشكيلة من الأطايب الموسمية، بما فيها المحار، وسمك السلمون المدخّن والكافيار. كما وضعت علامة ريبوسي بصمتها الاحتفالية على الفندق للمرّة الأولى، حيث زيّنت ردهته بشجرة لعيد ميلاد تحبس الأنفاس.

كما يمكنك استقبال العام الجديد بأسلوب فاخر وراقٍ في مطعم تابل دو مارسيل الجديد، حيث يقدم الشيف مارسيل رافان عشاءً خاصاً بليلة رأس السنة.

7 - عرض الأقزام الضوئي: شاهد عرض الأضواء المُبهج الذي تتخلّله أقزامٌ مرحة تُعرض على المباني المحيطة بالساحة. (أيام الجمعة والسبت) ابتداءً من 6 ديسمبر (كانون الأول)، كل ساعة من 6 مساءً حتّى 10 مساءً، مع عروض يوميَّة خلال العطل المدرسية من 21 ديسمبر لغاية 5 يناير (كانون الثاني).