آل جابر: معدات من الدفاع المدني السعودي في طريقها إلى المهرة

وصول أولى طلائع الجسر الجوي لإغاثة متضرري المحافظة من «لبان»

جنود وموظفو إغاثة سعوديون لدى توزيع أغذية وفرتها القوات المشتركة للتحالف ومركز «إسناد» للمتضررين في المهرة («الشرق الأوسط»)
جنود وموظفو إغاثة سعوديون لدى توزيع أغذية وفرتها القوات المشتركة للتحالف ومركز «إسناد» للمتضررين في المهرة («الشرق الأوسط»)
TT

آل جابر: معدات من الدفاع المدني السعودي في طريقها إلى المهرة

جنود وموظفو إغاثة سعوديون لدى توزيع أغذية وفرتها القوات المشتركة للتحالف ومركز «إسناد» للمتضررين في المهرة («الشرق الأوسط»)
جنود وموظفو إغاثة سعوديون لدى توزيع أغذية وفرتها القوات المشتركة للتحالف ومركز «إسناد» للمتضررين في المهرة («الشرق الأوسط»)

أعلن محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن المدير التنفيذي لمركز العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن (إسناد) أن آليات ومعدات الدفاع المدني السعودي في طريقها إلى محافظة المهرة للمساعدة والإنقاذ.
وأضاف أن «القوات المشتركة مستمرة في إنقاذ الأشقاء المحاصرين بالطائرات العمودية وتقديم الغذاء والدواء للنازحين في محافظة المهرة نتيجة إعصار لبان، كما هب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بفتح الطرق وإصلاح شبكات الكهرباء بعد ما خلفه الإعصار في مناطق المهرة».
ووصلت المهرة أمس أولى طلائع الجسر الجوي الإغاثي المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة المنكوبين جراء إعصار «لبان» الذي ضرب معظم مديريات المحافظة خلال الأيام الماضية.
وكان في استقبال المساعدات التي وصلت جواً عبر طائرتين إلى مطار الغيظة، وزير الدولة اليمني محمد عبد الله كدة، وعدد من مسؤولي السلطة المحلية بالمحافظة، ورافقها فريق من مركز الملك سلمان للإغاثة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) باشر الفريق خلال الساعات الماضية نقل المساعدات التي تشتمل على 20 طناً من السلال الغذائية، إلى المناطق المحاصرة جراء الفيضانات والسيول.
كما قام مركز الملك سلمان للإغاثة بتسيير قافلة برية عبر منفذ الوديعة الحدودي تحمل على متنها 125 طناً من السلال الغذائية الأساسية للمتضررين من الإعصار، ووزع المركز من مستودعاته في الداخل اليمني مائة خيمة و8 أطنان من السلال الغذائية و1500 بطانية ومائتي بساط.
وتداول الناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي صور الجنود وقيادات برنامج إعمار وتنمية اليمن وموظفي الإغاثة المحليين لدى مباشرتهم عمليات الإنقاذ وتوزيع الأطعمة والإجلاء، التي جاءت في أعقاب إعلان السعودية جملة مساعدات برية وجوية للمحافظة المنكوبة.
إلى ذلك، قدم راجح باكريت محافظ المهرة تقدير أبناء المحافظة للقوات السعودية بقيادة العميد علي الشهري على جهودها المبذولة نيابة عن التحالف العربي في إنقاذ وإجلاء وإغاثة المتضررين من إعصار لبان.
ولفت المحافظ إلى أنه وجه شركة النفط بالعمل على تزويد كافة محطات الوقود بالمشتقات النفطية فور فتح الطرقات، وتوفير الخدمات الأساسية للناس بأسرع ما يمكن ولن نقبل تخاذل أي جهة عن تنفيذ مهامها أبدا بحسب تعبيره.
وأردف «كما وجه مديرا الأشغال العامة ومؤسسة الطرق والجسور بالتحرك الفوري وسرعة فتح الطرق التي جرفتها السيول في المديريات ليتمكن المواطنون من التنقل بسهولة وممارسة أنشطتهم وأعمالهم من جديد وعلى جميع الجهات أن تسخر إمكانياتها وجهدها للتغلب على آثار هذه المحنة».
من جهته، ثمن محمد عبد الله كدة وزير الدولة اليمني التحرك السعودي السريع لإغاثة أهالي محافظة المهرة جراء إعصار لبان، مبيناً أن هذه المساعدات أسهمت في تخفيف معاناة السكان وتقديم العون لهم بشكل عاجل.
وفي سياق ذي صلة، سلم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم، مستشفى بيحان بمحافظة شبوة 20 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية. وثمن وكيل المحافظة لشؤون المديريات الشمالية والغربية محمد الفاطمي الجهود الكبيرة لمركز الملك سلمان للإغاثة وما يقدمه من مساعدات إغاثية وإنسانية لأبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات، مؤكداً أن المساعدات الطبية المقدمة من المركز لمستشفى بيحان ستسهم في تخفيف معاناة المرضى وسيتمكن المستشفى من تقديم خدماته الطبية للمواطنين.
وأوضح مدير مستشفى بيحان الدكتور عبد الكريم المذب تسلم المستشفى للدفعة الثانية من الأدوية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة الأمر الذي سوف يسهم في دعم المستشفى للقيام بعمله نظرا للإقبال اليومي الكبير على خدماته من المرضى.
وكان السفير السعودي الذي يشرف أيضا على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن التقى عددا من الدبلوماسيين والباحثين المهتمين بالشأن اليمني في مكتبه بمقر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن «إعمار» بالرياض أول من أمس. ‏وقال إن هناك عدة مشروعات نفذت فعليا باليمن، منها مستشفى سيئون الذي تم تجهيزه بالكامل ويضم 5 عيادات مختلفة، مبينا أنه تم تجهيز المستشفى وفقا للمعايير التي تم تطبيقها في مستشفى الجوف، وكذا الأجهزة والمعدات نفسها التي تستخدم في مستشفيات المملكة، إضافة إلى مشروعات في المهرة، منها ما هو تحت التنفيذ في مجال التعليم والصحة والزراعة أيضا.
‏وأشار إلى أن البرنامج نفّذ عدداً من المشروعات في جزيرة سقطرى اليمنية، مؤكدا أن طريق الضالع الرابط بين عدن وصنعاء قد شارف على الانتهاء، وبدأت حركة السيارات تستخدم أجزاء منه.
‏وأضاف: «التقينا مجموعة من سفراء الدول الغربية المهتمة بالشأن اليمني، وكذلك الكثير من الناشطين والباحثين في الشأن اليمني، وقدمنا لهم وزملائي في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ومركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، إيجازا عن جهود المملكة في دعم العمل الإنساني في اليمن، والمبادرات السعودية ومبادرات التحالف أيضاً، في دعم الوضع الإنساني في اليمن بشكل كامل، وشرحنا أيضا لهم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والبرامج التي تنفذ حاليا في كثير من المحافظات اليمنية، في الجوف وفي مأرب وفي حضرموت وفي المهرة وفي سقطرى وفي الضالع. وأوضحنا أيضا أهمية دعم الاقتصاد اليمني بشكل كامل، وقدمنا تصورا مستقبليا لدعم الوضع الإنساني والوضع الاقتصادي، وأيضا التنمية والإعمار في اليمن في الوقت الراهن وفي المستقبل».
‏وكان مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة باليمن قدم عرضا مرئيا للحضور عن دور المركز في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع المحافظات اليمنية، فيما قدم منسوبو البرنامج السعودي لإعمار اليمن شرحا عن المشروعات والجهود التي يقوم بها البرنامج في اليمن، ومن ضمنها مستشفى سيئون في محافظة حضرموت ومدينة الملك سلمان الطبية التعليمية ومركز غسيل الكلى ومشروع بناء المدارس ومشروع المجمعات السكنية في محافظة المهرة ومحطتا توليد الكهرباء في محافظة سقطرى ومشروع توفير المياه في الغيضة ومشروع مبنى الأمن القومي ومكافحة الإرهاب ومشروع زراعة القمح في المسيلة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».