نجل بيغن يطرح تعديلاً لقانون القومية {يوفر المساواة}

TT

نجل بيغن يطرح تعديلاً لقانون القومية {يوفر المساواة}

استهل النائب عن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، بيني بيغن، أعمال الدورة الشتوية للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بطرح مشروع لتعديل قانون القومية العنصري، ليشتمل على بند يضمن المساواة لجميع المواطنين.
وبيغن هو نجل القائد التاريخي لليكود، رئيس الحكومة الأسبق مناحم بيغن، ويعتبر من أبرز المعارضين ضمن الائتلاف الحكومي لقانون القومية بصيغته الحالية. وقد تعمد التغيب عن جلسة الكنيست، عندما تم إقرار القانون العنصري. وفسر موقفه قائلا إن «حركة قومية لا تحافظ على حقوق الإنسان، سرعان ما تتدهور إلى التطرف القومي غير المرغوب فيه». وقال إنه يرى أن «قانون القومية يشكل ازدراء لمبدأ الديمقراطية». وأضاف النائب بيغن في مؤتمر كلية الحقوق في جامعة حيفا، أمس، أنه «لو اشتملت صيغة القانون على جملة تنص على الحفاظ على المساواة في الحقوق لجميع المواطنين، لكان من شأن ذلك أن يجنبنا مشكلات كثيرة».
وأعد بيغن في حينه نصا آخر لقانون القومية، يؤكد فيه على أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي، لكنه يضيف جملة مأخوذة من «وثيقة الاستقلال»، التي تعتبر القاعدة الدستورية والأخلاقية للدولة العبرية»، وهي التي تنص على «المساواة الاجتماعية والسياسية التامة لجميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والجنسية»، وتصون «حرية الدين والضمير واللغة والتربية والثقافة». وقال النائب بيغن في شرح لمشروع التعديل الجديد الذي يقترحه، إن قانون الأساس القومية بصيغته الحالية، ينقصه التزام الدولة بمبدأ المساواة التامة لجميع المواطنين. وأكد أنه لا يجوز الإبقاء على قانون القومية كما هو ولا يجوز التعامل معه كماضٍ غابر، بل يجب تجديد مناقشته، وتعديله حتى يلائم المواطنين العرب وسائر المواطنين غير اليهود في إسرائيل.
من جهة ثانية، قدم عضو الكنيست العربي من «المعسكر الصهيوني» المعارض، زهير بهلول، استقالته الرسمية من الكنيست، أمس الأربعاء، احتجاجا على قانون القومية. واعتبر أن الكنيست لم تعد عادلة وديمقراطية بعد سن هذا القانون، ولذا فلا مكان له فيها. وقال إنه سيستمر في العمل الجماهيري، وبخاصة بصدد عملية السلام وقضية التعايش المشترك بين العرب واليهود، من خارج الكنيست.
وعلى الصعيد ذاته، أعلن النواب من كتلة «التجمع الوطني الديمقراطي» في «القائمة المشتركة» بقيادة النائب جمال زحالقة، أنهم سيقاطعون جلسات الكنيست لمدة شهر، احتجاجا على القانون. وقال زحالقة، إن النواب العرب يرفضون قانون القومية، ويطالبون بإلغائه وليس تعديله فحسب، لأنه بمجرد اعتباره إسرائيل دولة يهودية يؤسس للتمييز ضد العرب.
كما جرت أول من أمس، قبالة مقر الكنيست في القدس الغربية، مظاهرة احتجاج لأبناء الطائفة العربية الدرزية تنديدا بقانون القومية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.