الجمهور التونسي يعيد اكتشاف القدرات الكوميدية لسامية أورزمان

بروح كوميدية خفيفة وبكثير من الواقعية الاجتماعية شدت الممثلة الفرنسية سامية أورزمان ذات الأصول التونسية، المتفرجين سواء الذين اكتشفوها لأول مرة أو الذين أعادوا اكتشافها بعد غياب عن الفضاءات التونسية أو كذلك من يعرفون قدراتها الإبداعية وجاءوا خصيصا للتمتع بمشاهدها الكوميدية الحية بعد أن تابعوا لسنوات مسيرتها المسرحية التي نحتتها بثبات.
الفنانة الكوميدية التونسية الأصل (من جزيرة جربة) سامية أورزمان أسست إحدى سهرات الدورة الأولى لأيام قرطاج للإبداع المهجري ولئن اعتمدت على لغة فرنسية في كل المشاهد التي أدتها، فإنّ الرّوح التونسية للمواقف الاجتماعية التي عرضتها كانت واضحة للعيان. وظفت أورزمان شكلها الأفريقي بملابسها الملونة والمزركشة وطريقتها المميزة في ارتداء الملابس الزاهية لتعرض على المشاهدين لقطات اجتماعية حملت من خلالها عدداً من المواضيع التي تعيش مع الجاليات المهاجرة على غرار العنصرية، والاختلاف الثقافي والاجتماعي، وظواهر الإرهاب.
اعتمدت الممثلة الكوميدية على مواقف اجتماعية قريبة من كل عائلة تونسية وقدمت من خلال هذا العرض مواقف لعائلتها والمحيطين بها على غرار والدتها التي ردت الفعل بطريقة غير منتظرة عند سماعها خبر اختيار ابنتها الارتباط بشاب من ذوي البشرة السمراء.
ونقلت بطريقة مباشرة بعض المواقف التي حدثت لوالدها الذي واجه العنصرية بطريقة ساخرة عندما اتُهم بوجود حشرات في دكانه، فرد قائلا: إنّ «الحشرات تحمل الجنسية الفرنسية فكيف السبيل إلى طردها من ترابها»؟
ومن خلال هذا العرض المسرحي تمكنت سامية أورزمان من الوصول إلى قلوب متابعيها الذين أثرت فيهم بطرق مختلفة وتعاطفوا معها ضد النظرة القاصرة نحو الذات البشرية بقطع النظر عن أصولها ولونها ومعتقداتها. ولعل نجاحها في عدد من المحطات الإبداعية في بلدان أوروبية وبلدان المغرب العربي هو الذي فتح لها أبواب النجاح في هذه السهرة بالذات التي جاءت مع عدة سهرات أخرى لتكريم المبدعين التونسيين المقيمين خارج تونس.
يذكر أنّ أيام قرطاج للإبداع المهجري قد انطلقت يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتتواصل إلى غاية يوم غد الجمعة، وتضمن برنامج هذه الأيام مجموعة من العروض الموسيقية والمسرحية ومعارض للفنون التشكيلية ولقاءات مع الكتاب التونسيين المقيمين في الخارج أو الذين عاشوا لفترة خارج تونس لأسباب متعدّدة منها السياسي والاجتماعي.