وايومنغ... ولاية المساواة والأكثر ثراءً في أميركا

فيها تُرسم السياسات المالية الدولية وتجري أهم صراعات الروديو

بحيرة ماري في الشتاء
بحيرة ماري في الشتاء
TT

وايومنغ... ولاية المساواة والأكثر ثراءً في أميركا

بحيرة ماري في الشتاء
بحيرة ماري في الشتاء

الزيارة إلى ولاية وايومنغ الأميركية هي عبور زمني نحو الماضي؛ فهي من الولايات القليلة التي حافظت على طبيعتها التاريخية منذ زمن الهنود الحمر. وهي الأقل تعداداً بين الولايات الأميركية، وفي إحدى مقاطعاتها، «تيتون كاونتي»، يسكن أغنى أثرياء أميركا بقياس الدخل الفردي، على رغم الاعتقاد الشائع بأن حي مانهاتن في نيويورك هو الأكثر ثراءً. ولا تفرض وايومنغ أي ضرائب على مواطنيها باستثناء ضريبة مبيعات نسبتها 4 في المائة.
ويتمتع الزائر إليها بطبيعة جبلية خلابة تنتمي إلى الغرب الأميركي يمكن تفقد جمالها بسيارة رباعية وقضاء عطلة لا تنسى في بقعة لم يكتشفها السياح العرب بعد. ولا يزيد تعداد الولاية التي تبلغ مساحتها 98 ألف ميل مربع على 580 ألف نسمة. وفي مقاطعة تيتون الثرية لا يزيد التعداد على 18 ألف نسمة، بينما لا يزيد على 2500 نسمة في مقاطعة نيوبرارا، أقل المقاطعات تعداداً في الولاية.
وتغطي الجبال ثلثي أراضي الولاية، وهي جزء من سلسلة جبال روكي، بينما يتكون الثلث الأخير من المراعي. وتملك الحكومة الأميركية نصف أراضي وايومنغ، التي تشمل محميتين طبيعيتين، هما «يلو ستون» و«غراند تيتون»، بالإضافة إلى الغابات والأنهار والبحيرات والمواقع التاريخية.
كان يسكن الولاية الكثير من قبائل الهنود الحمر قبل أن يتوالى عليها الاستعمار الإسباني، ثم الأميركي بعد ذلك. وإذا كان الهنود الحمر قد خسروا المواجهة العسكرية في وايومنغ، فقد انتصروا معنوياً بالثقافة السائدة التي من بينها اسم الولاية وأسماء الكثير من المدن والمقاطعات فيها.
وتجذب الولاية السياح الأثرياء والمغامرين من ذوي الاهتمام بالطبيعة وما تُخفيه من تاريخ.
من الزوار التاريخيين، نذكر الألماني جاكوب ازدا الذي اكتشف ممراً بين الجبال إلى المحيط الهادي لتصدير منتجاته إلى العالم. بعد أن نجح تجارياً انتقل إلى نيويورك واشترى معظم أراضي جزيرة مانهاتن وبنى فندق والدورف استوريا الشهير. زائر آخر هو الثري جون روكفيلر الذي اشترى مساحات شاسعة من الأراضي في الولاية، وعند وفاته تركها كلها للدولة لتكون «محمية تيتون» الطبيعية.
والآن يجد الأثرياء الأميركيون ملاذاً في وايومنغ من الضرائب ويلجأون في الغالب إلى منطقة تيتون من أجل بناء المزارع والقصور والفلل للإقامة الدائمة أو الموسمية. وسوف يجد السياح في مدينة جاكسون مظاهر هذا الثراء من متاحف وبيوت مزاد وقاعات فنية تحوي لوحات وقطعاً بملايين الدولارات، جنباً إلى جنب محال بيع التحف والهدايا السياحية. وفي مطار المدينة تصطف الطائرات الخاصة على أرض المطار في أكبر تشكيلة من نوعها بين المطارات التجارية الأميركية، لدرجة أن بعضها يصطف على الحشيش الأخضر لعدم وجود مساحات كافية على أرض المطار الخرسانية.
تجذب المنطقة أيضاً هواة صيد الأسماك وإقامة المعسكرات الصيفية. وفي إحصاء جرى عام 2017 كان وادي جاكسون هول في وايومنغ هو الأفضل لإقامة المعسكرات على مستوى 50 ولاية أميركية. وتضع هيئة السياحة في جاكسون هول 20 كاميرا لتصوير مشاهد المدينة عن بعد للسياح المحتملين. ويشاهد هذه الكاميرات نحو ألفي شخص حول العالم في أي وقت من النهار أو الليل. وفي الشتاء يستمر النشاط السياحي في المنطقة حول منتجعات التزلج على الجليد التي تنتشر على المسطحات الجبلية، التي يكسوها الجليد خلال فصل الشتاء. وتنتشر في المنطقة الدببة والوعول وحيوانات الموس وثيران بايسون. ويختار السياح من بين الكثير من المنتجعات في أرجاء جاكسون هول مثل سنو كنغ وغراند تارغي، وكلاهما للتزلج على الجليد، بالإضافة إلى الكثير من الفنادق وبيوت الشباب.
ومع ذلك، لا تستمد وايومنغ ثروتها من السياحة، بل من التعدين ومصادر الطاقة من الفحم والنفط والغاز الطبيعي والرعي والزراعة. وهي ذات مناخ قاري شبه جاف، وتتغير فيها درجات الحرارة بين 31 درجة مئوية خلال شهر يوليو (تموز) و11 تحت الصفر في ليالي شهر يناير (كانون الثاني). وهي من الولايات ذات الميول السياسية الجمهورية المحافظة منذ الستينات.
ويمر بالولاية تسعة أنهار يصب بعضها في المحيط الهادي، وبعضها الآخر في خليج المكسيك، وفي أنهار أكبر منها مثل نهر ميسوري ونهر كولومبيا. وتوجد 32 جزيرة في الولاية تقع في بحيرات، مثل بحيرة جاكسون وبحيرة يلو ستون، في حين تقع بعض البحيرات في مسار نهر غرين ريفر في جنوب غربي الولاية.
وتتكون وايومنغ من 23 مقاطعة، أشهرها مقاطعة لارامي، وتقع فيها عاصمة الولاية وهي مدينة شايين. ومن أكثر المناطق ثراءً مقاطعة تيتون في أقصى غرب الولاية بموازاة ولاية إيداهو.

سياحة الأثرياء
تبدو صناعة السياحة ناشئة في وايومنغ وأشهر مناطقها مقاطعة «تيتون كاونتي» ووادي «جاكسون هول» الذي يقع فيه المطار بالاسم نفسه. ويمكن الطيران إلى جاكسون هول برحلات داخلية من مختلف المدن الأميركية، خصوصاً من شيكاغو ودنفر. ولذلك؛ يحتاج السائح الأجنبي إلى رحلتي طيران للوصول إلى جاكسون هول، أو استخدام شبكة الطرق السريعة التي تربط وايومنغ بالولايات المجاورة.
وتعتبر «تيتون كاونتي» هي أكثر مناطق أميركا ثراءً بالمقارنة إلى عدد السكان، حيث تتفوق بهوامش كبيرة عن مانهاتن وفلوريدا وبوسطن وبالم بيتش. ومن الوجوه المألوفة في «تيتون كاونتي» كل من هاريسون فورد وبراد بيت وكريستي والتون صاحبة محال «وول مارت» وبيل غيتس مؤسس «مايكروسوفت». ويجتمع في مدينة جاكسون هول سنوياً محافظو البنوك المركزية في العالم لرسم السياسات المالية الدولية. لذلك؛ لم يكن غريباً أن تُدشن فيها أحدث وأغلى سيارة رباعية من «رولزرويس» مؤخراً، ولا سيما أنها بمواصفاتها التقنية مناسبة جداً لطبيعية المنطقة، من حيث المناطق الجبلية والقدرات المالية على حد سواء.
الرياضات التي يمكن القيام بها في المنطقة متعددة، وأهمها ركوب الخيل، والطيران بطائرات مروحية صغيرة، والسباحة وصيد الأسماك، وتسلق الجبال، والرحلات النهرية، ومشاهدة الحيوانات البرية. لكن يحتاج التجول في المنطقة إلى استئجار سيارة رباعية، حيث القيادة على طرق شبه خالية وأماكن صف السيارات في مدينة جاكسون متوافرة مجاناً. ويمكن أيضاً الاسترخاء في المنتجعات والتمتع بخدمات سبا والنوادي الصحية. ويصل عدد السياح السنوي إلى وايومنغ إلى نحو ستة ملايين سائح نصفهم يأتي لزيارة محمية يلو ستون التي تعد أول محمية طبيعية في العالم. لكن عوامل الجذب السياحي في وايومنغ تتنوع بين طبيعة الغرب الأميركي وتاريخه المرصع بأساطير الكاوبوي والمشاهد الأسطورية للجبال والوديان التي تمتد لمدى النظر. ويمكن للزائر أن يرى مشاهد مماثلة تماماً لما يشاهده في أفلام الغرب الأميركي إلى درجة تخيل نجوم السينما التاريخيين، مثل جون واين وكلينت ايستوود وهم يجولان في شوارع المدن التقليدية مثل جاكسون هول. وقد تم تصوير أول أفلام جون واين في المدينة في عام 1930 وكان اسمه «ذا بيغ تريل». كما تم تصوير أفلام شهيرة متعددة في المنطقة، منها «الرقص مع الذئاب» و«جانغو» و«بيغ سكاي» و«روكي 4».
الرحلة إلى وايومنغ شاقة وتحتاج إلى رحلتي طيران أو ثلاث رحلات، بالإضافة إلى تعقيدات وروتين الدخول إلى أميركا هذه الأيام، لكنها في النهاية رحلة مجزية وتبقى في الذاكرة مدى الحياة. وهي تهم الباحثين عن كل جديد وهواة الطبيعة الجبلية النقية، وربما أيضاً عشاق الغرب الأميركي بكل ما فيه من أساطير طالما رصعت الشاشات الفضية على مر عقود.

لمحات جانبية:

- انضمت وايومنغ إلى الولايات المتحدة في عام 1890 وكان ترتيبها الولاية الـ44 من مجموع 50 ولاية الآن.
- يمثل الولاية علم عليه ثور تقليدي من نوع بايسون الذي كاد أن ينقرض من كثافة صيده من أجل صناعة الجلود.
- تعتبر رياضة الروديو، وهي ركوب الخيول البرية والثيران، من أشهر رياضات الولاية، وتقام لها مسابقات دورية في الكثير من المدن، كما أصدرت الولاية عملة فضية تذكارية في عام 2007 عليها شعار رياضة الروديو.
وما زال للهنود الحمر محمياتهم التي تُعرف بـ«Reservations». أكبرها هي «ويند ريفر» التي تضم 7500 من الهنود الحمر وتقع في منتصف الولاية، وتأسست بعد معاهدة بين الهنود الحمر والحكومة الفيدرالية في عام 1868. وما زالت قبيلتا شوشون واراباهو تتمتعان بالحكم الذاتي وتسيطران على الأراضي والموارد الطبيعية فيها إلى الوقت الحاضر.
- تشتهر وايومنغ في التاريخ الأميركي بمنح النساء حقوقهن السياسية بداية من التصويت في عام 1869 وحتى منصب المحافظ في عام 1925؛ ولذلك تتمتع الولاية حتى الآن بلقب «ولاية المساواة». لكن وايومنغ كانت أيضاً مسرحاً للكثير من الصراعات ليس فقط مع الهنود الحمر، وإنما أيضاً بين رعاة البقر المتنافسين على المراعي والمياه.


مقالات ذات صلة

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
TT

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.

ساحة جنوا وتمثال يجسّد أزمة المهاجرين في أوروبا (الشرق الأوسط)

رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.

كامولي من مدينة لصيادي الأسماك إلى وجهة سياحية رائعة (الشرق الأوسط)

ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».

يتميز كابيتولو ريفييرا بأثاثه الإيطالي الجميل (الشرق الأوسط)

أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.

جنوا مدينة كريستوفر كولومبوس (الشرق الأوسط)

كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.

الحدائق المحيطة بكابيتولو ريفييرا على الساحل الليغوري (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.

اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.

جنوا مدينة تاريخية عريقة (الشرق الأوسط)

وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.

البهو الرئيسي في كابيتولو ريفييرا (الشرق الأوسط)

ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.

كامولي الشهيرة بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.

أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.

مرفأ كامولي في ليغوريا (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.

. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.

. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.

. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

جنوا مدينة مليئة بالممرات الضيقة والمحال التجارية الصغيرة (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في جنوا؟

. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.

أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.

ساحل ليغوريا في إيطاليا يزخر بالمناطق الجميلة (الشرق الأوسط)

تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.

أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).

غرف نوم وديكورات صديقة للبيئة (الشرق الأوسط)

وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.

ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.

كامولي السياحية (الشرق الأوسط)

. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.

«كامولي»:

بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:

تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.

تشتهر كامولي بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.

المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.

على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.

البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.