مصر تدرس إنشاء وحدة متخصصة للتكهن بأسعار السلع والنفط قبل التحوط

ما زالت تجري محادثات مع بنوك عالمية للتأمين من ارتفاع الأسعار

TT

مصر تدرس إنشاء وحدة متخصصة للتكهن بأسعار السلع والنفط قبل التحوط

في ضوء أزمة الأسواق الناشئة وتقلبات الأسعار العالمية، تتجه مصر لاستخدام آلية التحوط من تقلبات الأسعار في السلع، لكنها لم توقع عقودا نهائية للتحوط من أسعار النفط، التي كانت قد أعلنت عنها منذ أسابيع.
كان وزير النفط قد صرح بأن بلاده تسعى للاتفاق مع بنوك عالمية للتحوط من ارتفاع أسعار النفط، الذي بلغ سعره الاثنين، 81.05 حتى الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك اتجاها من داخل الحكومة لإنشاء وحدة حكومية تكون متخصصة لمتابعة أسعار كافة السلع المستوردة، بما فيها النفط، والتكهنات بأسعارها المستقبلية».
وأضاف المصدر «أن ذلك ربما يكون سبب التأخير في تفعيل الاتفاق مع بنوك عالمية للتحوط ضد أسعار النفط»، مشيراً إلى أن الحديث عن التحوط بدأ «وبرميل النفط كان يتداول أقل من 73 دولارا... في حين يتداول حاليا فوق 80 دولارا».
وقال حمدي عبد العزيز المتحدث باسم وزارة البترول المصرية، إنه تم الاتفاق مع وزارة المالية على المضي قدما في آلية التحوط من تقلبات أسعار النفط، لكن حتى الآن لم يتم التوصل لاتفاق نهائي من بنوك عالمية.
وأوضح عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» أن هناك خطة استراتيجية لوزارة النفط طويلة الأمد، تتمثل في «زيادة الإنتاج المحلي من خلال طرح مزادات عالمية بهدف تقليل نسبة الـ30 في المائة التي يتم استيرادها من الوقود، فضلا عن التسريع في برامج البحث والاستكشاف»، مشيراً إلى أن آلية التحوط تمت مناقشتها في الأساس في حال ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ.
وتستورد مصر نحو 32 إلى 35 في المائة من احتياجاتها البترولية شهرياً لسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك البالغ نحو 2.1 مليون طن شهرياً. وأمس بحث طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مع برنارد لوني الرئيس التنفيذي لشركة بي بي للاستكشاف والإنتاج والمهندس هشام مكاوي الرئيس الإقليمي لشركة بي بي بشمال أفريقيا، الموقف التنفيذي للمرحلة الثانية من مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب المتوسط لإنتاج الغاز من المياه العميقة بالبحر المتوسط.
واستعرض موقف تنمية حقلي جيزة وفيوم المخطط وضع باكورة إنتاجهما على خريطة الإنتاج في نهاية العام الحالي بنحو 400 مليون قدم مكعب غاز يومياً تزداد تدريجياً لتصل إلى 700 مليون قدم مكعب غاز يومياً. فضلا عن مشروع حقل غازات ريفين المخطط دخوله على الإنتاج في الربع الثالث من العام 2019. وتم استعراض موقف البئر الرابع الذي سيتم وضعه على الإنتاج في مشروع حقل أتول والذي سيرفع الإنتاج من الحقل من 300 – 400 مليون قدم مكعب غاز يومياً.
وأكد الملا على أهمية المتابعة المستمرة لمشروعات تنمية حقول الغاز في إطار استراتيجية الوزارة لسرعة الانتهاء منها والالتزام بالبرامج الزمنية الموضوعة لزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي.
وفي 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، قال محمد معيط وزير المالية إن بلاده جاهزة لتفعيل عقود التأمين ضد مخاطر تقلبات أسعار النفط لكنها تنتظر هدوء الأسواق العالمية. وحددت مصر سعر برميل النفط في موازنة 2018 - 2019 عند 67 دولارا. وأضاف معيط «بعد (أخذ) كل الإجراءات اللازمة لتطبيق آلية التحوط ضد ارتفاع أسعار النفط وقبل التنفيذ ارتفعت الأسعار بشكل كبير مما جعلنا ننتظر لحين هدوء الأسواق ونحن جاهزون للتنفيذ عندما تهدأ الأسواق».
وفي أبريل (نيسان)، قالت وزارة المالية المصرية إنه إذا زاد سعر النفط العالمي بنحو دولار واحد للبرميل، فمن المتوقع أن يكون لذلك أثر مالي سلبي على العجز الكلي المستهدف الذي يبلغ نحو أربعة مليارات جنيه بما يمثل نحو 0.08 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وعلى صعيد التحوط، قال مصدر حكومي أمس الاثنين إن مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، في المراحل المبكرة من محادثات مع بنوك أجنبية بشأن خطة للتحوط من ارتفاع أسعار السلع العالمية. ونقلت رويترز عن المصدر قوله «لسنا في محادثات متقدمة... نجري مسحا ونتلقى العروض التوضيحية لا أكثر» مضيفا أنه لا يوجد موعد نهائي للانتهاء من تلك المحادثات.
وقال مصدر حكومي آخر إن مصر تجري محادثات مع البنوك بشأن برنامج للتحوط من ارتفاع أسعار الحبوب لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وقال المصدر الحكومي الأول «هناك وحدات عدة في وزارات عدة تعكف على هذا الأمر... وحدة في وزارة المالية تدرس إمكانية التحوط في سعر النفط والسلع الأساسية».
تنفق مصر نحو 1.5 مليار دولار سنويا على واردات القمح لتغذية برنامج ضخم لدعم سعر الخبز يعتمد عليه عشرات الملايين من المصريين. ومصر أكبر مستورد للقمح في العالم.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.