فلسطيني يتحدى السلطة والمرجعيات الدينية ويترشح لبلدية القدس

ينادي بالمساواة في مواجهة فتاوى التحريم واتهامات «التطبيع»

المرشح رمضان دبش يوزع أوراق الدعاية لحملته على مواطنين مقدسيين (رويترز)
المرشح رمضان دبش يوزع أوراق الدعاية لحملته على مواطنين مقدسيين (رويترز)
TT

فلسطيني يتحدى السلطة والمرجعيات الدينية ويترشح لبلدية القدس

المرشح رمضان دبش يوزع أوراق الدعاية لحملته على مواطنين مقدسيين (رويترز)
المرشح رمضان دبش يوزع أوراق الدعاية لحملته على مواطنين مقدسيين (رويترز)

أصر الفلسطيني الذي يحمل الهوية الإسرائيلية، رمضان دبش، وهو من سكان حي صور باهر في القدس الشرقية، على تحدي السلطة الفلسطينية، وكذلك المرجعيات الدينية، والأصوات المنادية بالمقاطعة، والترشح لانتخابات بلدية القدس المقررة نهاية الشهر الحالي.
وأنشأ دبش قائمة تحمل اسم «القدس مدينتي»، في محاولة لحمل سكان المدينة العرب على المشاركة في الانتخابات التي تشهد مقاطعة كبيرة.
ونشر دبش على صفحته على «فيسبوك»، حول أهداف قائمته الانتخابية، قائلاً إنها تسعى للحصول على مستحقات المواطنين في القدس والمطالبة بالمساواة في الميزانيات، مشدداً على أن «هدفنا ليس سياسياً وإنما خدماتي».
وقال دبش إنه يريد حل مشكلات البناء والهدم، والتعليم والتوظيف والبنى التحتية في المدينة.
وفي محاولة لكسب مؤيدين له، قال دبش إنهم، أي العرب، لن يخسروا أكثر مما خسروا في الماضي.
لكن نداء دبش هذا، جاء متعارضاً، إذا لم يكن متحدياً لنداءات سياسية ودينية، من أجل مقاطعة الانتخابات التي يراها الفلسطينيون غير شرعية، وتكرس الاحتلال في شرق المدينة ورواية القدس الموحدة.
وترفض السلطة مشاركة أي مقدسي في هذه الانتخابات، وترفضها أيضاً المرجعيات الدينية والفصائل والقوى.
وهوجم دبش قبل ذلك وتم تهديد آخرين.
ويقاطع الفلسطينيون في القدس الشرقية عادة هذه الانتخابات، وفي أحسن الأحوال، فإن أقل من واحد في المائة قد يصوتون.
ويتكون المجلس البلدي من 31 مقعداً، ولا يوجد للعرب أي ممثل، على الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون ثلث سكان القدس، في مناطق استولت عليها إسرائيل في حرب 1967، وضمتها إلى المدينة التي اعتبرتها عاصمة لها، في خطوة لا تحظى بالاعتراف في الخارج.
وتعمد دبش تجنب ترشيح نفسه لمنصب رئيس البلدية، وهو منصب يتنافس عليه 4 مرشحين يهود، أحدهم عضو في مجلس الوزراء من حلفاء بنيامين نتنياهو.
ويأمل دبش الفوز بما يصل إلى 5 مقاعد في مجلس المدينة، وتضم قائمته المسماة «القدس مدينتي» 13 مرشحاً فلسطينياً، بالإضافة إلى مستشار إسرائيلي يهودي.
لكن بحسب المزاج العام فالمتوقع أن يواجه الفشل.
وإلى جانب دبش، ثمة فلسطيني آخر في هذه الانتخابات، يدعى عزيز أبو سارة، تراجع بعد أن رجمه محتجون، يرددون هتافات عربية، بالبيض خارج مقر مجلس المدينة.
وقال عدنان غيث، المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية: «هذه المحاولات فشلت من قبل وستفشل هذه المرة أيضاً، لأن الناس في مدينة القدس يرفضون هؤلاء المنبوذين، الذي يحاولون شرعنة هذا الاحتلال وأدوات هذا الاحتلال».
وكان المسؤول الفلسطيني صائب عريقات، طالب، في الشهر الماضي، بمقاطعة انتخابات البلدية في القدس، كما أفتى مفتي القدس والأراضي الفلسطينية بتحريم المشاركة ترشيحاً أو انتخاباً.
ووصف عريقات البلدية الإسرائيلية في القدس بأنها ذراع من أذرع الحكومة، وتلعب دوراً متكاملاً معها لتنفيذ مشروعها الاستيطاني الاستعماري، وعمليات التطهير العرقي، وجعل حياة المقدسي مستحيلة في مدينته. ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بقوة، إلى عدم شرعنة الاحتلال والضم، وسياسات حكومة الاحتلال، في إلغاء الوجود الفلسطيني، ورفع عدد المستوطنين غير الشرعيين وضمان تهويد القدس، والقبول بتطبيق القانون الإسرائيلي على المدينة.
وأتبع ذلك فتوى من المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، أكد فيها أن مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، قرر إصدار فتوى بتحريم المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال بالقدس، ترشحاً وانتخاباً، «استناداً إلى أدلة واضحة، بالإضافة إلى قواعد المفاسد والمصالح».
ورفض دبش دعوة عريقات للمقاطعة.
وقال دبش، الذي حصل على الجنسية الإسرائيلية عام 1995: «لا نقول لأحد أن يصبح إسرائيلياً، أو يغير دينه، أو يتخلى عن المسجد الأقصى، أو ينضم إلى الجيش الإسرائيلي. نحن نقول إننا بحاجة إلى التأكد من حصولنا على خدمات أفضل. نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا صوت في مجلس المدينة للنضال من أجل حقوقنا».
ودبش بحسب تقارير إسرائيلية، انضم إلى حزب «الليكود» الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لفترة قصيرة عام 2014، وكان يحاضر في كثير من الأحيان في ضباط في الجيش الإسرائيلي حول المشكلات التي تواجه القدس الشرقية.
وهاجم كثيرون دبش باعتباره مطبعاً.
ويعاني الفلسطينيون في القدس الشرقية من استهداف واضح، عبر تقديم خدمات أقل، وتراخيص محدودة للبناء، وعمليات هدم أكبر، وسن قوانين كثيرة تسهل سحب الهوية الإسرائيلية منهم.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.