أنور إبراهيم يعود إلى البرلمان تمهيداً لخلافة مهاتير

أنور ابراهيم (يمين) في أول يوم له بالبرلمان أمس (أ.ف.ب)
أنور ابراهيم (يمين) في أول يوم له بالبرلمان أمس (أ.ف.ب)
TT

أنور إبراهيم يعود إلى البرلمان تمهيداً لخلافة مهاتير

أنور ابراهيم (يمين) في أول يوم له بالبرلمان أمس (أ.ف.ب)
أنور ابراهيم (يمين) في أول يوم له بالبرلمان أمس (أ.ف.ب)

عاد زعيم المعارضة السابق في ماليزيا أنور إبراهيم إلى البرلمان، أمس، متعهداً بمنح عدوه السابق ورئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد «الحيز والحرية» للمضي قدماً في حكم البلاد.
ودوت قاعة البرلمان بالتصفيق مع أداء أنور (71 عاماً) للقسم، إثر فوزه بالانتخابات التشريعية المحلية نهاية الأسبوع، في تطور لافت لم يكن بالإمكان تصوره قبل أشهر حين كان قيادياً معارضاً يقبع خلف القضبان. وجاءت عودة أنور، النائب السابق لرئيس الوزراء، للحياة السياسية بعد فوز مفاجئ لتحالفه المعارض في مايو (أيار) الماضي، ما مكّنه من إزاحة تحالف تلطخه اتهامات الفساد ويحكم ماليزيا منذ 6 عقود، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد هذا الفوز الكبير، وافق ملك ماليزيا على منح أنور عفواً للخروج من السجن، حيث كان يقضي عقوبة سجن لـ5 سنوات منذ عام 2015، بموجب حكم مثير للجدل. وهو بات الآن الخليفة المفترض لرئيس الوزراء مهاتير محمد، البالغ 93 عاماً.
وكان مهاتير تعهّد أثناء حملته الانتخابية استعداداً للانتخابات التشريعية بتسليم السلطة لأنور في غضون سنتين، بعد أن شكّل الرجلان تحالفاً استثنائياً لإزاحة رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق من السلطة. ولتنفيذ هذه العودة المفاجئة، كان لا بد من إعادة انتخاب أنور نائباً في البرلمان، وهو ما حقّقه في انتخابات السبت.
وتجاهل أنور، الذي ظهر بعباءة تقليدية سوداء، الأسئلة حول توقيت تسلمه السلطة، مشدداً أنه سيترك لمهاتير «الحيز والحرية» للمضي قدماً في قيادة البلاد. وقال للصحافيين إن «هذا أمر مهم للغاية، لأن بعض القرارات التي يتعين على رئيس الوزراء والحكومة اتخاذها تعدّ قرارات سياسية رئيسية وأساسية». كما أكد أنّه لن يتولى منصباً حكومياً، حتى تسلمه السلطة.
وكان أنور اليد اليمنى لمهاتير عندما تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى (1981 - 2003)، ثم عزل في 1998 من منصبه نائباً لرئيس الوزراء لأنه تجرأ على انتقاد السياسة الاقتصادية الحمائية للحكومة في خضم الأزمة الآسيوية.
وحكم عليه في 1999 بالسجن 6 سنوات بتهم بينها الفساد، التي نفاها نفياً قاطعاً. ونظمت حينها أكبر مظاهرات ضد الحكومة، بعدها بُرئ أنور من إحدى التهم الموجهة إليه. وبعد الإفراج عنه، أصبح زعيماً لامعاً للمعارضة التي سجلت تحت قيادته مكاسب غير مسبوقة في الانتخابات، واعدة بالقضاء على الفساد والإساءة إلى الحريات في البلاد. لكن أنور أدين مجدداً في 2015، وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، بموجب حكم مثير للجدل كالحكم السابق.
ويواجه نجيب عبد الرزاق أكثر من 24 تهمة على صلة باختلاس الأموال العامة أثناء فترة حكمه التي استمرت 9 سنوات. وهذه الفضيحة والشكوك حول اختلاس مليارات الدولارات من الصندوق السيادي «1 إم دي بي» (ماليزيا ديفلوبمنت برهاد) كان لها دور رئيسي في هزيمة رزاق والائتلاف الذي كان يقوده في انتخابات مايو، في مواجهة التحالف الإصلاحي بزعامة مهاتير محمد.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».