إعادة فتح معبر القنيطرة في الجولان المحتل

TT

إعادة فتح معبر القنيطرة في الجولان المحتل

أعيد الاثنين فتح المعبر الوحيد بين سوريا والقسم المحتل من هضبة الجولان، الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية والمغلق منذ أربع سنوات، بسبب الحرب في سوريا.
وجاء افتتاح معبر القنيطرة نتيجة اتفاق تم التوصل إليه الجمعة، بين الأمم المتحدة وإسرائيل وسوريا. وقد اجتازت سيارتان تابعتان للأمم المتحدة السياج الذي فتح أمامهما من الجانب الإسرائيلي من معبر القنيطرة. وجرى احتفال صغير متواضع هناك.
على الجانب السوري، تجمّع عشرات من الجنود السوريين وعناصر الشرطة العسكرية الروسية، بالإضافة إلى عدد من وجهاء القنيطرة. ورفع مسؤول حكومي علماً سورياً كبيراً على سارية، يمكن رؤية قبالتها على بعد نحو 500 متر، علم إسرائيلي، وآخر للأمم المتحدة.
وحضرت سيارات وممثلون عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وانتشر عدد من عناصر القوات الدولية على جانبي الطريق.
ويستخدم معبر القنيطرة أساساً عناصر قوة الأمم المتحدة المولجون مراقبة فض الاشتباك. وتتألف قوة «أندوف» من نحو 1000 جندي، يقومون بمراقبة خط وقف إطلاق النار الذي يفصل الأجزاء التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان عن الأراضي السورية.
واستأنفت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك دورياتها في منطقة المعبر في أغسطس (آب)، بعد أن انسحبت منها في 2014 عند سيطرة فصائل مسلحة على المنطقة، بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب السورية.
وعادت القوات الدولية إلى المنطقة، بعد أن تمكنت القوات السورية مدعومة من روسيا من استعادة السيطرة على المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان، وإخراج الفصائل المسلحة من «منطقة خفض التصعيد».
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن المعبر سيفتح مرتين في اليوم في مرحلة أولى، وسيقتصر استخدامه على قوات الأمم المتحدة.
وكان المواطنون الدروز السوريون الذين يعيشون في الجانب الإسرائيلي، يستخدمونه في الماضي للعبور إلى سوريا، للزواج أو للدراسة.
ويرى مدير قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، أيال زيسسر، أن «إعادة فتح المعبر جزء من العودة إلى الوضع الطبيعي، بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا». وأضاف: «الحدود بين إسرائيل وسوريا كانت هادئة جدا قبل بدء الحرب الأهلية السورية، والعودة إلى طبيعة ما كانت عليه قبل الحرب، ستكون مريحة جدا لإسرائيل».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.