سجلت أندية دوري المحترفين السعودي المنتمية إلى المنطقة الشرقية نتائج متقلبة في الجولات الخمس الأولى من الدوري، حيث لم يستقر أي منها على مستوى ونتائج تدخله سباق المنافسة بقوة على حصاد أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري الذي يعد استثنائياً نتيجة سطوة اللاعبين المحترفين الأجانب مقارنة باللاعبين السعوديين.
ومع وجود العدد الوفير من اللاعبين الأجانب الذين يصل عددهم إلى 8 محترفين، فإن كل المؤشرات تتجه نحو انحسار المنافسة بين 3 أندية؛ هي حامل اللقب الهلال ووصيفه الأهلي، وكذلك النصر الذي حقق العلامة الكاملة في الجولات الماضية، فيما خسر الأهلي نقطتين، بينما تأجلت للهلال مباراة واحدة أمام الاتفاق بسبب خوضه مباراة السوبر السعودية المصرية على كأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي خسرها بهدفين مقابل هدف في لقاء مثير وقوي من الطرفين.
وبالعودة إلى أندية المنطقة الشرقية وطموحاتها هذا الموسم، فيتقدم نادي الاتفاق من حيث الرغبة والطموح، ليس لتحقيق مركز متقدم، بل للمنافسة القوية على حصد اللقب بعد غياب طويل عن حصد بطولة الدوري امتد لـ3 عقود من الزمن، إذ إن آخر لقب فاز به كان عام 1987.
ورغم أن الاتفاق لم يخسر أي مباراة من مبارياته الأربع الماضية، فإنه فاز في مباراتين وتعادل مثلهما، فاقداً بذلك 4 نقاط كانت متاحة على أرضه ووسط جماهيره أمام الرائد وأُحد في أول ورابع مباراة، ما أشعل فتيل الغضب بين أنصاره، خصوصاً أن المستوى الفني لم يكن على قدر التطلعات، وإن فاز على الباطن والفيحاء، وإضافة إلى ضعف المستوى الفني لفريق الاتفاق حضرت المشكلات بين المدرب وعدد من اللاعبين في عدد من المباريات نتيجة بعض القرارات الفنية من قبل المدرب الأوروغوياني ليوناردو راموس وتحديداً من جانبي اللاعب الأرجنتيني جوانكا والمحلي الشاب عبد الرحمن العبود قبل أن يعتذرا على التوالي نتيجة الاعتراضات العلنية لكل منهما في مباراتي الباطن والفيحاء التي فاز بهما الفريق.
ولَم يقتصر الاستياء من المستوى الفني للاتفاق على أنصار النادي الذين تؤخذ آراؤهم بأنها «عاطفية»، بل طال عدداً من أعضاء مجلس الإدارة يتقدمهم نائب الرئيس حاتم المسحل، الذي أعلن عدم الرضا على المستوى وحتى النتيجة التي حصلت أمام أُحد.
في حين أكد مدرب الفريق راموس بوضوح أن فريقه لا يمكن أن يحقق الطموحات بالمنافسة إذا لم يتحسن للأفضل، معتبراً أن فترة التوقف فرصة لترتيب الأوراق.
ومُنح الاتفاق فرصة أكبر من غيره من الفرق الأخرى لترتيب الأوراق، بعد أن تم تأجيل مباراته ضد الهلال، منح على أثرها اللاعبون إجازة 4 أيام وخاض الفريق وديتين؛ خسر الأولى من الجبيل برباعية وتعادل في الثانية مع الفتح بهدف لكل منهما، حيث أقيمت المباراتان خلف الأبواب المغلقة.
ولَم تكن فترة التوقف مريحة بالمجمل للاتفاقيين، خصوصاً بعد أن وقعت الإدارة في أزمة مع اللاعبين بعد تطبيق قرار الاتحاد السعودي بشأن خفض مرتبات المحترفين ذوي الرواتب العالية بشأن تطوير اللعبة في النادي نفسه، حيث امتنع بعض اللاعبين عن دخول أحد التمارين قبل أن يتم تدخل مباشر من إدارة النادي التي حذرتهم من «التمرد» على الأنظمة التي تطبق حديثاً.
وبعد أن جمع الاتفاق 8 نقاط، سيخوض السبت، أقوى الاختبارات أمام ضيفه الأهلي على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، وستكون المباراة بمثابة مقياس حقيقي للاتفاق على المنافسة من عدمها، خصوصاً أن الأهلي منافس قوي على اللقب في السنوات الخمس الأخيرة ونجح فعلياً في تحقيقه قبل موسمين. وفي المقابل، يسعى فريق الفتح ثاني أندية المنطقة الشرقية إلى عدم التراجع عن المركز الذي حققه العام الماضي المتمثل في خامس الترتيب خلف الاتفاق بفارق المواجهات المباشرة فقط، حيث يقف على رأس الجهاز الفني المدرب التونسي الخبير فتحي الجبال.
ويعيش الفتح وضعاً مميزاً من الناحية الفنية والنفسية، رغم أن حصاده من النقاط لا يتجاوز 6 نقاط من 5 مباريات، إلا أن الفريق يقدم مستويات متطورة وكاد يجمع ضعف هذا العدد من النقاط، إلا أنه لم يوفق في حسم عدد من المباريات نتيجة ضعف الفاعلية الهجومية بغياب المهاجم البرازيلي بيدرو.
ورغم تعادله في المباريات الثلاث الأولى ومن ثم خسر في الوقت بدل الضائع أمام الهلال ليرسم القلق على إدارته وأنصاره، فإن مدربه كان واثقاً من تحقيق الانتصار الأول قبل فترة التوقف الحالية وهذا ما حدث فعلاً من خلال الفوز على الاتحاد الذي يعيش من جانبه أسوأ بداياته في تاريخ بطولة الدوري.
ولن يجد الفتح فريق الرائد سهلاً حينما يحل عليه ضيفاً في الجولة السادسة بعد أن كسر رائد التحدي حاجز الخسائر وحقق فوزاً قوياً على مستضيفه الفيحاء في الجولة الماضية. وليس مستبعداً أن يعود الفتح إلى خسارة النقاط رغم أنه الأكثر استقراراً من أي فريق بالدوري نتيجة ثبات مدربه وغالبية لاعبيه المحليين والأجانب، وأيضاً عدم وجود لاعبين دوليين في صفوفه غابوا عن فترة الإعداد وفي فترة التوقف لحلول أيام الفيفا، ما يمنحه ميزة مهمة.
وأكد المهندس سعد العفالق رئيس نادي الفتح، أن الأهم لديهم ألا يتراجع فريقه في جدول الترتيب عن المركز الذي حققه الموسم الماضي.
في المقابل، يعيش فريق القادسية مرحلة انتقالية كبيرة على كل الأصعدة سواء لإدارة النادي أو الجهازين الفني والإداري ولاعبي الفريق الأول، إلا أن الطموحات لا تبدو كبيرة، كما عبر عن ذلك صراحة مدرب الفريق الصربي الشاب ألكسندر جياتوفيش الذي أكد أن القادسية لا يمكنه مقارعة الكبار وحدد بالاسم فريقي الهلال والنصر، بعد أن تعرض لخسارة بالثلاثة من الثاني في الجولة الثالثة بعد أيام قليلة من العودة من مدينة جدة، والفوز بالنتيجة نفسها على الاتحاد.
ولم يتوقف نزيف النقاط القدساوي عند الخسارة من النصر، بل أعقب ذلك خسارتان من الفيحاء برباعية ومن ثم أمام الوحدة بهدف وحيد، ما أقلق إدارته وأنصاره أن يبقى الفريق مصارعاً على الهروب من خطر الهبوط حتى الجولات الأخيرة. وفضل المدرب الصربي عدم خوض أي ودية خلال فترة التوقف وكثف عمله في تصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في المباريات الخمس الماضية التي حصد من خلالها الفريق 4 نقاط فقط من التعادل مع الفتح، ومن ثم الفوز على الاتحاد قبل أن يقع في مسلسل الخسائر.
وأحرجت النتائج السلبية المتواصلة رئيس النادي الشاب مساعد الزامل المكلف لمدة عام، ما دعاه للتفكير في الاعتذار عن المواصلة ما لم تتحسن النتائج ويجد أيضاً داعمين من كبار أعضاء الشرف والمسؤولين السابقين.
وستكون مواجهة الحزم في الجولة المقبلة فرصة لاستعادة شيء من التوازن القدساوي رغم أنها ستقام في ملعب الرس، حيث يقدم الفريق العائد مجدداً لدوري الكبار مستويات ونتائج مميزة على أرضه.
وأخيراً يبدو أن فريق الباطن سيتنفس الصعداء بشكل أكبر في الفترة المقبلة مع عودة المباريات على أرضه، بداية من مواجهة النصر بعد أن خاض جميع مبارياته السابقة خارج أرضه كفريق وحيد يحصل له هذا الظرف نتيجة عمليات الصيانة بملعبه، إلا أنه مع ذلك نجح في حصد 4 نقاط، كان منها الفوز الأول في الوقت بدل الضائع في المباراة الأخيرة ضد أُحد ليصل إلى النقطة 4 له من 5 مواجهات.
7:49 دقيقة
«أندية الشرقية» قلقة من النتائج المتباينة في الدوري السعودي
https://aawsat.com/home/article/1427466/%C2%AB%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%82%D9%84%D9%82%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A
«أندية الشرقية» قلقة من النتائج المتباينة في الدوري السعودي
تعادلان أحبطا مشجعي الاتفاق... نزيف القادسية يقلق جماهيره... والفتح يريد الاستقرار
- الدمام: علي القطان
- الدمام: علي القطان
«أندية الشرقية» قلقة من النتائج المتباينة في الدوري السعودي
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة