سمير فريد... هجر الشعر والمسرح ليكتفي بـ«الناقد السينمائي»

كتاب مصري عنه يجمع بين سيرته وإنجازه

سمير فريد... هجر الشعر والمسرح ليكتفي بـ«الناقد السينمائي»
TT

سمير فريد... هجر الشعر والمسرح ليكتفي بـ«الناقد السينمائي»

سمير فريد... هجر الشعر والمسرح ليكتفي بـ«الناقد السينمائي»

صدر عن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته السابعة كتاب «سمير فريد: الناقد السينمائي... النموذج والمثال» للدكتورة أمل الجمل، وهو الكتاب التاسع في رصيدها النقدي والبحثي. وهي، كما تقول، لا تهدف في هذا الكتاب إلى البحث عن الأخطاء والهَنَوات التي ارتكبها الراحل خلال حياته الإبداعية التي جاوزت الخمسة عقود أنجز فيها أكثر من 60 كتاباً، تأليفاً وترجمة وإعداداً، إضافة إلى كتبه المشتركة مع نقّاد آخرين. بل هدف الكتاب هو تسليط الضوء على شخصية سمير فريد بوصفه قُدوة ومثالاً في المشهد السينمائي المصري والعربي. ولعل سائلاً يسأل: لماذا تتفادى أمل الجمل انتقاد الراحل سمير فريد؟ فيأتي جوابها سريعاً: إنها فعلت ذلك وهو على قيد الحياة حيث اختلفت معه، واشتبكت مع آرائه على صفحات «المصري اليوم»... «من دون أن يُفسِد هذا الاشتباك للودّ قضيّة».
يتألَّف الكتاب من سبعة فصول إضافة إلى الإهداء، وتوضيح الغاية من الكتاب الذي يتمحور على رصد «النقاط المضيئة» في حياة الراحل، وهي كثيرة «بدءاً من ثقافته الموسوعية، مروراً بتفانيه في مساعدة السينمائيين، وانتهاءً بقدرته على التراجع عن آرائه القاسية التي تصدر عنه حين يكتب عن بعض الأفلام، ويحلِّل مضامينها، ويستغور لغتها السينمائية».
ولعلَّ سمير فريد أول من صاغَ لقب «الناقد السينمائي» واقترن به لكنه لم يستكثره على نقّاد آخرين سبقوه أمثال صبحي شفيق، سعد النديم، أحمد الحضري إلى جانب آخرين عاصروه كسامي السلاموني، مصطفى درويش، علي أبو شادي وغيرهم، وهو يرى أنّ «مصر عرفت النقد السينمائي منذ بداية نشأة السينما لكنها لم تشهد وجود الناقد السينمائي المتفرغ تماماً للنقد إلاّ مع جيل الستينات والأجيال التالية».
أولاً، تتبع أمل الجمل بعين فاحصة البصمات الأولى لشخصيات نقدية وسينمائية تركت أثرها الواضح على سمير فريد مذ كان غضّ الإهاب فهو كما يذكر تتلمذ على يد الدكتور محمد مندور، وتأثر بالأستاذ أحمد كامل مرسي، وأشاد بالدور الذي لعبه يحيى حقي في ترسيخ النقد المنهجي منذ منتصف الخمسينات.
حاولت المؤلفة أن تمنح كتابها نفحة سيرية فتحدثت عن أسرته فريد المثقفة، وأبيه الصحافي والسياسي الذي كان يخشى عليه من نزق الرسم والأدب والفن فمزق لوحة «غداء على العشب» لإدوارد مانيه، لكنه لم يعترض على التحاقه بمعهد الفنون المسرحية على الرغم من نظرة المجتمع الازدرائية للفن السابع، وعدم اعترافه بالسينما كجزء أساسي من الثقافة الوطنية.
قرأ سمير في يفاعته روايات نجيب محفوظ وتأثر بها، كما أعجب بكتب سارتر وتماهى مع مضامينها الفكرية، ثم شرع في كتابة الشعر، والنصوص المسرحية إلى جانب انهماكه في الرسم. لكنه سرعان ما تخلى عن هذه الأجناس الأدبية والفنية ليكتفي بلقب «الناقد السينمائي» خصوصاً بعد أن طلب منه د. زكي نجيب محمود أن يكتب مقالاً سينمائياً عزّز لديه القناعة بأنه بدأ يصنع تاريخه الشخصي، ويكرِّس مكانته النقدية في الوسط السينمائي. ولعل القصور الكبير الذي أشّره سمير فريد منذ كتاباته النقدية الأولى هو غياب شيئين أساسيين في الفن السابع، وهما «الأرشيف» و«السينماتيك»، الذي يحفظ الأفلام ويعرضها.
ترصد الجَمل في الفصل الثالث محاولات سمير فريد في تخليص السينما من النظرة الدونية للمجتمع فهي ترى مثل أستاذها بأن السينما تجمع بين التسلية، والمتعة الذهنية، إضافة إلى لذة اللغة البصرية التي تغذّي المخيال الإنساني بالمعطيات الجمالية المنظورة لذاكرة الشعوب، وتفتح آفاقاً جديدة للجميع على اختلاف أجناسهم ومشاربهم الثقافية. وإذا كان الناقد السينمائي علي أبو شادي يرى في سمير فريد «أيقونة مصرية في كل المحافل والمهرجانات السينمائية المصرية والعربية»، فإن نظيره الألماني كلاوس إيدر يقول بما معناه: «إنّ آراء سمير وكتاباته النقدية والبحثية بات يُؤخذ بها في العالم».
تناقش الباحثة في الفصل الرابع أرشيف سمير فريد المرتّب أبجدياً لكل ما كان يُكتب عن السينما، وكان يتطلع لتأسيس «دار السينما» على غرار «دار الكتب» كي يحفظ الأفلام من التلف، ويجعلها متاحة للمُشاهدين لكن، للأسف الشديد، لا يوجد من يهتمّ بتحقيق هذا الحُلم، ويحافظ على ذاكرتنا المرئية المكوّنة من آلاف الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة، لذلك طالبَ بمبدأ «المسؤولية الاجتماعية» وتحفيز الفنانين على أن يُنفقوا على الثقافة كما يفعل الفنانون الأميركيون تحديداً.
لم ينتمِ الراحل إلى أي حزب سياسي لكن ذلك لا ينفي اهتمامه بالسياسة، وأول من لفت انتباهه إلى ضرورة القراءات السياسية هو رجاء النقاش، فلا غرابة أن يصرّح في استفتاء 1969 قائلاً: «إنّ رأسي يدور، ولم أعد أعرف موقفي السياسي من العالم». دعمَ الراحل، كما تشير الباحثة أمل الجمل، سينما المؤلف ومخرجيها أمثال توفيق صالح، عاطف الطيب، خيرة بشارة، محمد خان، داود عبد السيّد، ومن الأجيال الجديدة إبراهيم البطوط، هالة لطفي، تامر السعيد وغيرهم لكن حسّ الباحثة النقدي يحضر بقوة حين تقول إنّ الراحل قد بالَغ في تقييم مخرجين مثل صلاح أبو سيف، ويوسف شاهين، وتوفيق صالح واعتبرهم كباراً، مثل كمال الشيخ وهنري بركات.
وكُرِّم الناقد السينمائي سمير فريد في مهرجانات سينمائية عالمية مثل «كان» و«برلين» و«أوسيان سيني فان» بنيودلهي، وأشادوا بتجربته النقدية، وخبرته الطويلة في هذا المضمار. وحسب الكتاب، كان الراحل متواضعاً جداً ولم يجد حرجاً في أن يتراجع عن بعض آرائه السابقة، كما حصل مع أفلام شاهين الأولى، أو الحكم القاسي الذي أطلقه على الفنانة نجلاء فتحي في أول فيلم لها وقال إن هذا الفيلم سيكون فيلمها الأول والأخير.
ويتضمن الفصلان الأخيران عرضاً لمؤازرته الكبيرة للمُخرجين المكرّسين والجدد على حد سواء. أما الرسائل المتبادلة بينه وبين توفيق صالح، وسيد عيسى، ومحمد كامل القليوبي، والطاهر شريعة فهي تحتاج إلى مقال منفصل نظراً لأهميتها، والكم الكبير من المعلومات التي تنطوي عليها.



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».