جارديم ليس المسؤول عن تراجع نتائج موناكو

السياسة الخاطئة التي اتبعها النادي ببيع أفضل نجومه جعلت مهمة المدرب مستحيلة

جارديم دفع ثمن تدهور نتائج موناكو بعد التخلي عن أبرز نجوم الفريق (أ.ف.ب)
جارديم دفع ثمن تدهور نتائج موناكو بعد التخلي عن أبرز نجوم الفريق (أ.ف.ب)
TT

جارديم ليس المسؤول عن تراجع نتائج موناكو

جارديم دفع ثمن تدهور نتائج موناكو بعد التخلي عن أبرز نجوم الفريق (أ.ف.ب)
جارديم دفع ثمن تدهور نتائج موناكو بعد التخلي عن أبرز نجوم الفريق (أ.ف.ب)

انتهى مشروع نادي موناكو الفرنسي، الذي كان مثار إعجاب على مدى أربع سنوات، تحت قيادة المدير الفني البرتغالي ليوناردو جارديم، بسبب السياسة الخاطئة التي اتبعتها إدارة النادي فيما يتعلق ببيع نجوم الفريق، وعدم التحرك في سوق انتقالات اللاعبين، ليرحل المدرب عن النادي.
مع بداية هذا الموسم لم يحقق موناكو نتائج جيدة، وفشل في تحقيق أي فوز في آخر 10 مباريات، لكن إدارة النادي هي التي وضعت نفسها في هذا المأزق، بسبب تخليها عن أبرز لاعبي الفريق الأساسيين، والنظر في سوق الانتقالات إلى المدى القصير وليس إلى المدى الطويل.
كانت مسيرة جارديم قبل تولي تدريب موناكو بها الكثير من التنقل والترحال، حيث قضى موسماً واحداً مع كل من براغا البرتغالي وأولمبياكوس اليوناني وسبورتينغ لشبونة البرتغالي قبل تعيينه مديراً فنياً لموناكو خلفاً للمدير الفني الإيطالي كلاوديو رانييري في يونيو (حزيران) 2014.
ولم يكن يُنتظر أن يحقق موناكو نتائج جيدة في الموسم الأول لجارديم مع موناكو، بعدما باع الفريق نجميه خاميس رودريغيز وراداميل فالكاو، حيث انتقل رودريغز إلى ريال مدريد مقابل 80 مليون يورو، وانتقل فالكاو على سبيل الإعارة إلى مانشستر يونايتد. واستمر النادي في سياسة بيع أفضل لاعبيه الذين تألقوا تحت قيادة جارديم، ويكفي أن نعرف أنه خلال المواسم الأربعة الأخيرة حصل النادي على أكثر من 750 مليون يورو من بيع اللاعبين.
عندما وصل جارديم إلى النادي، كان يُنظر إليه على أنه مدير فني متهور، لكن في أول موسم يتولى فيه المدير الفني البرتغالي قيادة موناكو، كان الفريق هو صاحب أقوى خط دفاع في بطولة الدوري الفرنسي الممتاز.
صحيح أن موناكو سجل في هذا الموسم أهدافاً أقل من الأهداف التي سجلها صاحب المركز الثالث عشر في جدول الترتيب نادي كاين، لكنه أنهى ذلك الموسم في المركز الثالث، ونجح في التفوق على مرسيليا وسانت إتيان، وحجز آخر بطاقة تؤهله للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
كما قدم الفريق أداءً مثيراً للإعجاب في دوري أبطال أوروبا في الموسم الأول لجارديم، وتصدر مجموعته في البطولة، وتغلب على آرسنال الإنجليزي في مباراتي الذهاب والعودة في دور الستة عشر، وخسر في الدور ستة عشر بفارق هدف وحيد أمام يوفنتوس الإيطالي، الذي تأهل لنهائي البطولة في نهاية المطاف.
وكان موناكو في هذه الفترة يمتلك خط دفاع قوياً للغاية، ويعتمد على سرعة ومهارة برناردو سيلفا ويانيك كاراسكو وأنطوني مارسيال في خط الهجوم. وسجل هذا الثلاثي ما يقرب من نصف أهداف موناكو، الذي كان يعتمد على خط وسط دفاعي قوي للغاية في ظل اعتماد الفريق على طريقة 4 - 3 - 3.
وبعد بيع الفريق لكل من مارسيال وكاراسكو وجيفري كوندوبيا ولايفين كورزاوا في صيف عام 2015، تغلب الفريق على هذا النقص الواضح من خلال التعاقد مع عدد من اللاعبين على سبيل الإعارة.
وفي ظل تقدم ريكاردو كارفاليهو وجيرمي تولالان في السن، فقد خط دفاع الفريق الكثير من قوته. ومع ذلك، نجح الفريق مرة أخرى في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لكن السبب في ذلك التأهل كان يعود في الأساس إلى ضعف المنافسين الآخرين، وليس إلى قوة موناكو.
ومع ذلك، كانت هناك بعض المؤشرات الإيجابية في أداء لاعبين من أمثال توماس ليمار، وألمامي توريه، وتيمو باكايوكو، وكيليان مبابي، الذين بدأوا جميعاً يقدمون مستويات جيدة ويتطور أداؤهم بمرور الوقت.
وفي الموسم التالي، موسم 2016 - 2017، فاز موناكو بلقب الدوري الفرنسي الممتاز، ووصل إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، وأصبح الفريق محط أنظار الجميع في أوروبا، لكن يجب الإشارة إلى أنهم حققوا هذه الإنجازات في ذلك الوقت بعد فترة الانتقالات الوحيدة، خلال السنوات الأخيرة التي سعى خلالها مسؤولو النادي لتدعيم صفوف الفريق بشكل متوازن.
وبطبيعة الحال، تعاقد النادي مع لاعبين شباب مثل يوسف آيت بن ناصر وخورخي سيرانو، لكن كان تركيز النادي الأساسي في تلك المرحلة ينصب على التعاقد مع لاعبين من ذوي الخبرات الكبيرة من أجل ملء الفراغ الذي تركه اللاعبون البارزون الذين رحلوا عن الفريق.
وكان ظهيرا الجنب اللذان تعاقد معهم النادي في صيف عام 2016، وهما بنجامين ميندي وجبريل سيديبي، صغيرين في السن، لكنهما كانا يمتلكان خبرات كبيرة، حيث لعب ميندي أكثر من 150 مباراة، بما في ذلك مباريات بدوري أبطال أوروبا مع مرسيليا، منذ الظهور مع نادي لوهافر في دوري الدرجة الثانية، كما كان سيديبي على أعتاب أول مباراة دولية له مع منتخب فرنسا.
ولم يكن المدافع كميل غليك، الذي ضمه موناكو من تورينو الإيطالي، معروفاً آنذاك، لكن النادي كان في أشد الحاجة إلى خدماته لكي يملأ الفراغ الذي تركه كارفاليهو، كما أنه ساعد كثيراً جيمرسون، الذي كان يسعى جاهداً لتقديم أوراق اعتماده منذ وصوله للنادي في فترة الانتقالات الشتوية.
وأظهر ملاك النادي ثقتهم الكاملة في جارديم من خلال الاحتفاظ بالعناصر الأساسية، والتعاقد مع لاعبين يمكنهم تقديم الإضافة للنادي، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على لاعبين مثل ليمار وفابينيو وسيلفا.
واعتمد النادي نهجاً مماثلاً خلال الصيف الماضي عندما تعاقد مع لاعبين جدد، لكي يحلوا محل ميندي ومبابي وباكايوكو، حيث ضم كلاً من كايتا بالدي وتيرينس كونغولو ويوري تيليمانس، الذين كانوا صغاراً في السن، لكنهم كانوا يمتلكون خبرات جيدة، سواء على المستوى المحلي أو المستوى الأوروبي.
ومع ذلك، فشل هؤلاء اللاعبون في التأقلم مع كرة القدم الفرنسية، ولم يقدموا أداءً جيداً تحت قيادة جارديم. ورحل كونغولو وبالدي عن النادي بالفعل، كما لم يقدم تيلمانس أداءً جيداً في خط الوسط على الرغم من مشاركته في التشكيلة الأساسية لموناكو بشكل منتظم.
وعلى الرغم من فشل جارديم في مساعدة اللاعبين الجدد على تقديم أفضل ما لديهم، تمكن موناكو من إنهاء الموسم الماضي في المركز الثاني بجدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز. ورحل عن الفريق خلال هذا الصيف كل من فابينيو وليمار، ولم يعد موناكو يقدم الأداء القوي الذي كان يقدمه في السابق.
صحيح أن النادي يعاني من العديد من الإصابات، مثل روني لوبيز وستيفان يوفيتش، وألكساندر غولوفين الذي يعد أغلى صفقة في تاريخ النادي، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو عدم تقديم اللاعبين المستوى المتوقع والمأمول منهم. وحتى اللاعبين الذي يعتمد عليهم النادي بصورة كبيرة، مثل غليك وفالكاو وسيديبي، كانوا يقدمون مستويات أقل بكثير من مستواهم في المواسم السابقة.
وفي الحقيقة، يمكن للمرء أن يتصور قدر الإحباط الذي يشعر به هؤلاء اللاعبون، سواء بسبب تقدمهم في العمر، أو بسبب تاريخهم السابق مع الإصابات، وشعورهم بأنهم لم يعد بإمكانهم تقديم الأداء القوي نفسه الذي كان يقدمه الفريق قبل عامين من الآن.
ويدرك هؤلاء اللاعبون جيداً أنه حتى في حال تحقيقهم لنتائج جيدة خلال الفترة المقبلة، فإنه لا يمكنهم الوصول لمركز أفضل من المركز الثالث، على أقصى تقدير، وإن كان الحافز الوحيد الآن بالنسبة لهم هو مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا.
ومن غير المرجح أن يفوز موناكو بأي بطولة خلال هذا الموسم، ويدرك هؤلاء اللاعبون أنهم لم يعودوا صغاراً في السن بالقدر الذي يجعلهم محط أنظار أندية أخرى. ومن هذا المنطلق، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يمكن لجارديم أن يحفز مثل هؤلاء اللاعبين المخضرمين الذين لم يعد لديهم الطموح اللازم للمنافسة؟
ويمكن القول بأن موناكو لم يصل إلى هذه الحالة، بسبب سوء إدارة جارديم، ولكن لأن النادي لم يلتزم بالسياسة التي كان يتبعها فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين، التي كانت تحقق نجاحاً كبيراً في الماضي.
وقد ارتبط اسم جارديم بالعديد من الأندية خلال الصيف الحالي، بما في ذلك ريال مدريد وآرسنال. وفي الوقت الحالي، هناك انتقادات كثيرة تطال كلاً من المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو والمدير الفني لبايرن ميونيخ نيكو كوفاتش والمدير الفني لريال مدريد جولين لوبيتيغي، وبالتالي فإن جارديم يستحق أن يرتبط اسمه بهذه الأندية في حال إقالة أي منها لمديرها الفني.
ومن خلال الفشل في تقديم الحافز اللازم للاعبين الكبار من أجل أن تكون لديهم أهداف محددة يسعون لتحقيقها، فإن موناكو لم يخسر مديره الفني البرتغالي فحسب، لكنه وقع أيضاً ضحية لنجاحه المالي. لقد خسر موناكو مديراً فنياً رائعاً يتحلى بالذكاء الكبير، ويتميز بالقدرة على الابتكار والتنوع والعمل الجاد، ويعد واحداً من أفضل المديرين الفنيين الذين عملوا في الدوري الفرنسي الممتاز خلال القرن الحادي والعشرين. الآن سيدخل موناكو مغامرة جديدة بعدما أعلن أن النجم الفرنسي تييري هنري هو من سيقود الفريق خلفاً لجارديم، في أول تجربة للأول مديراً فنياً.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.