«داعش» يختطف 130 عائلة من ريف دير الزور بينهم 90 امرأة

اختطف تنظيم داعش يوم أمس 130 عائلة في ريف دير الزور، حيث سجلت في الأيام الأخيرة مواجهات وصفت بالأعنف بين عناصره و«قوات سوريا الديمقراطية».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن التنظيم عمد، مساء الجمعة، إلى خطف نحو 130 عائلة، غالبيتهم من النساء، واقتادهم إلى مناطق سيطرته ضمن الجيب الأخير له شرق نهر الفرات.
وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد»، أن التنظيم اختطف في هجومه على مخيم هجين، بأطراف الجيب الذي يسيطر عليه، أكثر من 130 عائلة، بينهم نحو 90 امرأة هربن من «داعش»، ومن ضمنهم أيضاً زوجات عناصر منشقين عن التنظيم، أو ممن قتلوا بمعارك سابقة من جنسيات غير سورية. وأشار كذلك إلى أن «داعش» تمكن خلال الـ72 الفائتة من إعدام وقتل ما لا يقل عن 47 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية»، مستغلاً الأحوال الجوية السيئة والعاصفة الرملية لتنفيذ هجومه، بمساعدة مباشرة من خلايا التنظيم النائمة داخل المخيم، وفي مناطق الأخيرة.
وأكد المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، في بيان مساء الجمعة، الهجوم ضد مخيم النازحين، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم «خطفوا مجموعة من المدنيين، واصطحبوهم إلى داخل المناطق التي يسيطرون عليها».
وأفاد «داعش»، من جهته، على حساباته على تطبيق «تلغرام»، بهجمات عدة شنها ضد مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» في منطقة هجين، وبينها المخيم.
كان التنظيم قد أسر خلال أول هجوم مضاد له، الأربعاء، وفق «المرصد»، 35 عنصراً من تلك «القوات»، فيما تمكن يوم الجمعة من السيطرة على مخيم البحرة لساعات، عبر خلايا تابعة له داخل المخيم، قبل أن تستعيده «سوريا الديمقراطية».
واستمرت المعارك العنيفة، أمس، بين الطرفين، وتحديداً على محاور الباغوز والسوسة وهجين، ومحاور أخرى متفرقة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة. وترافق ذلك مع عمليات قصف جوي من قبل طائرات التحالف على مواقع التنظيم ومحاور القتال. وألقى طيران التحالف، وفق مواقع معارضة، منشورات فوق مناطق سيطرة التنظيم، يدعو فيها المدنيين إلى ترك المنطقة فوراً.
وتشن «قوات سوريا الديمقراطية» منذ شهر هجوماً ضد آخر جيب يتحصن فيه التنظيم في دير الزور، شرق البلاد، بدعم من التحالف الدولي، إلا أن التنظيم بدأ الأربعاء بشن هجمات مضادة ضد تلك «القوات»، وتمكن من عرقلة تقدمها مستفيداً من عاصفة رملية في المنطقة.
وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «يواصل (داعش) هجماته المضادة في منطقة هجين، فيما تعمل (سوريا الديمقراطية) جاهدة على صده، بدعم من التحالف الدولي الذي يستهدف مواقع التنظيم بين الحين والآخر»، وأشار إلى أن العاصفة الرملية المستمرة «تُصعّب مهمة (سوريا الديمقراطية) وطائرات التحالف الدولي في صد الهجمات».
وتُعد هجين أهم البلدات الواقعة في هذا الجيب، ولا تزال تحت سيطرة التنظيم، رغم استعادة «سوريا الديمقراطية» لمناطق أخرى محيطة.
ومنذ بدء الهجوم، قبل شهر، تدور معارك عنيفة بين الطرفين، وقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى 176 عنصراً من «قوات سوريا الديمقراطية» و325 من «داعش». ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور، وفي البادية، شرق حمص.