سلاح الجو الإسرائيلي يوقف الطلعات الجوية للمقاتلة «إف 35»

«إف 35»
«إف 35»
TT

سلاح الجو الإسرائيلي يوقف الطلعات الجوية للمقاتلة «إف 35»

«إف 35»
«إف 35»

إثر اكتشاف خلل داخل طائرة الشبح في سلاح الجو الأميركي «إف 35»، أصدر عميكام نوركين، قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمرا بوقف جميع رحلات الطائرة العسكرية من هذا الطراز، التي يطلق عليها اسم «جبارة»، وإجراء فحص على جميع الطائرات التي وصلت منها لإسرائيل في خلال السنوات الأخيرة.
وقال ناطق بلسان سلاح الجو الإسرائيلي إنه «في أعقاب عطل فني تم اكتشافه منذ أسبوعين في الولايات المتحدة الأميركية، أدى إلى تحطم طائرة عسكرية أميركية من هذا الطراز في ساوث كارولاينا، بات من واجب كل من يحتفظ بطائرة كهذه أن يحذر ويجري الفحوصات اللازمة». مضيفا أن إجراء الاختبارات والفحوصات الشاملة «سيستمر لعدة أيام، ومن ثم سيعود سرب الطائرات الإسرائيلي من طراز (إف 35) إلى نشاطه الكامل... لكن في حال ظهور حاجة ميدانية لاستخدام هذه الطائرات فإن أمر التوقيف سيجمد».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قد أصدرت قرارا بوقف جميع رحلات الجيل الخامس من مقاتلات «إف 35»، بغرض إجراء فحص سيستغرق من 24 إلى 48 ساعة.
ووفقا لعدد من الخبراء، فإنه من الممكن أن يكون هناك خلل في نظام الوقود للطائرة، موضحين أنه في حال تم العثور على الجزء الذي يحوي المشكلة فإنه سيتم استبداله، وستخضع جميع المقاتلات الموجودة في الولايات المتحدة وفي الدول الأخرى إلى الفحص.
وجاء اتخاذ هذا القرار بعد أول سقوط وتحطم للمقاتلة العسكرية الأميركية «إف 35 بي»، قرب محطة بوفورت الجوية لمشاة البحرية في ولاية ساوث كارولاينا قبل أيام. وقد أوضح المسؤولون وقتها أن قائد المقاتلة ألقى بنفسه من قمرة القيادة عبر قذف كرسي قائد الطائرة، دون أن يذكروا أي معلومات عن وضعه الصحي. كما لفتت وسائل الإعلام المحلية إلى أن الحادث يعتبر الأول من نوعه لمقاتلة من هذا الطراز الحديث والمتطور.
جدير بالذكر أن حريقا نشب في محرك مقاتلة من طراز «إف 35 بي»، داخل قاعدة بوفورت الجوية في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، ما اضطر قائد الطائرة للهبوط بشكل طارئ، وتمكن من إنقاذ المقاتلة من التحطم في اللحظات الأخيرة.
وتعتمد طائرة «إف 35» على تكنولوجيا الإخفاء، ولها 3 نسخ أساسية هي «إف 35 أ» للقوات الجوية، و«إف 35 سي» للقوات البحرية، و«إف 35 بي» لمشاة البحرية. وتتميز النسخة الأخيرة بالمسافة القصيرة التي تحتاج إليها للإقلاع، وإمكانية هبوطها عموديا.
وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية قد أبرمت في شهر أغسطس (آب) 2017 صفقة مع الإدارة الأميركية، تم بموجبها تزويد سلاح الجو الإسرائيلي بـ17 طائرة شبح مقاتلة «إف 35»، إضافة إلى 33 طائرة أخرى تم شراؤها العام قبل الماضي، لتمتلك إسرائيل بذلك 50 طائرة من هذا النوع، الذي يعتبر الأكثر تطورا في العالم. وقد وصلت منها إلى إسرائيل حتى الآن 17 طائرة، ثمن كل منها نحو مائة مليون دولار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.