مئات النازحين السوريين يغادرون لبنان والعشرات يدخلون خلسة

وزير لبناني يتحدث عن رفض النظام السوري السماح بعودة عائلات سنّية

TT

مئات النازحين السوريين يغادرون لبنان والعشرات يدخلون خلسة

تستعد المديرية العامة للأمن العام اللبناني لتنظيم عودة دفعة جديدة من النازحين السوريين إلى بلادهم بعد غد (الاثنين)، في ظل تعثر انطلاقة المبادرة الروسية التي كان من المفترض أن تؤمن عودة دفعات كبيرة خلال فترة قصيرة. وتتسلم المديرية بشكل شبه دوري لوائح من «حزب الله»، تتضمن أسماء سوريين دققها النظام في دمشق، ووافق على إعادة من ورد اسمه فيها إلى بلده، لكن المفارقة أنه في مقابل استمرار حركة العودة باتجاه سوريا، يمكن تسجيل حركة في الاتجاه المعاكس، بحيث يتم توقيف عشرات السوريين الذين يحاولون الدخول خلسة إلى لبنان.
وتؤكد مصادر وزارية أن هذه الحركة عادية وطبيعية، ويشهدها لبنان منذ عشرات السنوات، بحيث كان السوريون يدخلون عبر المعابر غير الشرعية للعمل، فيما كان اللبنانيون الذين يعيشون في مناطق حدودية يتجهون إلى الأراضي السورية لشراء حاجاتهم بأسعار أقل، أو حتى للدراسة. وأوضحت المصادر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن محاولة السوريين الدخول خلسة إلى لبنان غير مرتبطة بهربهم من بلدهم لأسباب أمنية، ولكن له بشكل أساسي خلفيات اقتصادية، خصوصاً بعد قرار الحكومة اللبنانية قبل نحو 4 سنوات التوقف عن استقبال وتسجيل النازحين، ما عدا الحالات الاستثنائية، بعدما كان لبنان قد فتح حدوده منذ اندلاع الأزمة في سوريا في عام 2011 لكل الراغبين بالدخول إليه.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام، في بيان لها يوم أمس، أنها ستقوم بتأمين العودة الطوعية لمئات النازحين السوريين من مناطق لبنانية مختلفة إلى سوريا، عبر مركزي المصنع (البقاع شرقاً) والعبودية (شمال البلاد) الحدوديين، ومن عرسال (شرق) نحو معبر الزمراني على الحدود السورية، يوم الاثنين المقبل. وحددت المديرية نقاطاً للتجمع في بيروت والشمال والجنوب والبقاع.
في المقابل، أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بلاغاً، أعلنت فيه أنه «في إطار استكمال عمليات مكافحة تهريب الأشخاص من سوريا إلى لبنان، ونتيجة للمتابعة والرصد، تمكنت شعبة المعلومات من توقيف 5 من أهم الناشطين بتهريب الأشخاص في إحدى نقاط تجمع المهربين في محلة المرج (البقاع شرقاً)، على متن آليات من مختلف الأنواع تم ضبطها». وأكدت قوى الأمن الداخلي أنه تم أيضاً توقيف 41 شخصاً سورياً، بينهم 11 طفلاً، لمحاولتهم دخول الأراضي اللبنانية خلسة.
وحدد المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، أخيراً عدد اللاجئين السوريين المسجلين حالياً في لبنان، لافتاً إلى أنه يبلغ نحو 1.3 مليون شخص. وكشف أن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا بلغ نحو 50 ألفاً.
ويتولى الأمن العام اللبناني تنظيم عملية إعادة النازحين السوريين الراغبين بذلك، بعد تخصيصه 17 مركزاً في مختلف المناطق اللبنانية لاستقبال طلباتهم. ويواصل «حزب الله»، بحسب مصادر معنية بالملف، مبادرته في مجال إعادة النازحين، التي انطلق بها عملياً مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، من خلال تخصيصه مراكز لاستقبال طلبات الراغبين من السوريين بالعودة إلى بلادهم، وإرساله لوائح بأسمائهم إلى دمشق ليدقق النظام بها، على أن تسلم الأسماء التي وافق عليها إلى الأمن العام اللبناني لتنظيم عودتهم. وأشارت المصادر إلى أن اللجنة التابعة لـ«حزب الله» سلمت قبل نحو أسبوعين لوائح إلى الأمن العام تم تدقيقها في دمشق، على أن تسلم لوائح جديدة بعد أقل من 10 أيام.
ويعتبر وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال، معين المرعبي، أن «المشكلة الكبيرة تكمن في رفض النظام إعادة أعداد كبيرة من العائلات السنية، وهو ما يهدد بتغيير ديموغرافي في سوريا، يتوجب على المجتمع الدولي مواجهته»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عدداً من هذه العائلات أبلغ بشكل مباشر أن عودته غير ممكنة»، وقال: «المطلوب من الحريصين على التركيبة اللبنانية أن يتصدوا لتغيير ديموغرافي قد يصيب لبنان، في حال أصر النظام السوري على استكمال خطته هذه».
وتتابع مفوضية شؤون اللاجئين مع الأمن العام الحراك الحاصل باتجاه عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، وإن كانت تؤكد أنها لم تبدأ بتنظيم أي عمليات من هذا النوع.
وتشير المتحدثة باسم المفوضية في لبنان، ليزا أبو خالد، إلى أن ما تقوم به المفوضية حالياً هو تقديم المساعدة للاجئين، من خلال تأمين بعض الوثائق التي تلزمهم، سواء وثائق تسجيل الولادة أو الزواج، كما يوجد مندوبوها في نقاط تجمع النازحين الراغبين بالعودة للإجابة عن أسئلتهم ومتابعة حاجاتهم. وقالت أبو خالد لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نزال نحاول إزالة العقبات التي يتحدث عنها اللاجئون، والتي تمنعهم من العودة، كذلك نحاول أن نتابع أحوال بعضهم في الداخل السوري بقدر ما تسمح لنا إمكانياتنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.