دشنت بريطانيا أمس سفارتها الجديدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، والأولى منذ أن أقام البلدان علاقات دبلوماسية في ستينات القرن الماضي، وجاء هذا القرار بعد أن قررت السلطات البريطانية في شهر مايو (أيار) الماضي فتح السفارة، وعينت سفيراً جديداً في نواكشوط.
وجرى تدشين مبنى السفارة وسكن السفير بحضور أليستر بيرت، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية البريطاني، المكلف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي أوفدته الخارجية البريطانية إلى نواكشوط لهذه المهمة. كما مثلت الحكومة الموريتانية من طرف وزير البترول والطاقة والمعادن محمد ولد عبد الفتاح.
ويأتي افتتاح السفارة البريطانية في موريتانيا تزامنا مع ارتفاع مستوى حضور الشركات البريطانية في الاقتصاد الموريتاني، خاصة بعد دخول شركتي «شال» و«بريتش بيتروليوم» بقوة للاستثمار في قطاع الغاز. وكانت شركة «بي. بي» العملاقة قد استثمرت مليار دولار أميركي في حقل «آحميم» للغاز، الواقع على الحدود بين موريتانيا والسنغال.
وقال الوزير البريطاني إنه سعيد بالإشراف على تدشين أول سفارة للمملكة المتحدة في موريتانيا، والاطلاع على سكن السفير الجديد سام توماس، مؤكدا أن زيارته لموريتانيا «ليست هي الأولى، وستكون فرصة من أجل تعزيز مستوى العلاقات الثنائية، وخاصة فيما يتعلق بالتجارة والأعمال»، وأضاف الوزير البريطاني قائلا: «أتطلع بشدة لرؤية ما يمكننا القيام به معاً». وكان بيرت قد التقى صباح أمس بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وتباحثا بخصوص الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تهم البلدين، وقال بيرت بهذه المناسبة: «لقد اكتشفت خلال اللقاء عمق فهم فخامة الرئيس، ونظرته المستقبلية الطموح لبناء علاقات قوية مع المملكة المتحدة من أجل المصالح المشتركة للبلدين في المجالات الأمنية والتجارية، وتطوير اللغة الإنجليزية والتعليم».
وأوضح الوزير أن «المملكة المتحدة تتطلع إلى علاقات قوية مع موريتانيا، ولهذا جاء السفير الجديد إلى نواكشوط». مشيرا إلى وجود شركتي (شال) و(بريتش بيتروليوم) اللتين تعملان في مجال استخراج النفط والغاز قبالة السواحل الموريتانية.
كما أكد الوزير البريطاني أن حضور هذه الشركات في موريتانيا من شأنه أن يساعد على «بناء علاقة تجارية جديدة لتوفير الوظائف والفرص للمواطنين الموريتانيين، والمساهمة في تطوير الاقتصاد»، مضيفا: «نحن على يقين من أن علاقاتنا ستتطور وتنمو بشكل ممتاز».
وخلال هذا اللقاء كانت الملفات الأمنية حاضرة في مباحثات الوزير البريطاني مع الرئيس الموريتاني، حيث أكد بيرت أنه أكد لولد عبد العزيز ارتياح بلاده «لدور موريتانيا في مجموعة الخمس بالساحل والأمن في المنطقة»، وأكد استعداد المملكة المتحدة «لتقديم الدعم في هذا المجال، إضافة إلى المجالين التجاري والثقافي»، وفق تعبيره.
وجاء في بيان صادر عن السفارة البريطانية في نواكشوط، بمناسبة تدشينها، إن البلدين سيعملان على تعزيز علاقاتهما بشكل أساسي في مجالات التجارة والاستثمار، بالإضافة إلى الأمن والدفاع.
ورحبت موريتانيا بالخطوات البريطانية نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، وقالت الحكومة الموريتانية إن افتتاح سفارة بريطانية في نواكشوط يعد «خطوة تتوج علاقات الصداقة والتعاون» التي تربط البلدين.
بريطانيا تفتتح أول سفارة لها في موريتانيا
الرئيس ولد عبد العزيز بحث مع سفير المملكة المتحدة الملفات الاقتصادية والسياسية
بريطانيا تفتتح أول سفارة لها في موريتانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة