الخسارة أمام الأرجنتين تثير غضب العراقيين من مدربهم

مسؤولو الكرة فضّلوا تأجيل اتخاذ أي قرار إلى ما بعد مواجهة السعودية

جانب من المواجهة التي جمعت المنتخبين في الرياض (تصوير: سعد العنزي)
جانب من المواجهة التي جمعت المنتخبين في الرياض (تصوير: سعد العنزي)
TT

الخسارة أمام الأرجنتين تثير غضب العراقيين من مدربهم

جانب من المواجهة التي جمعت المنتخبين في الرياض (تصوير: سعد العنزي)
جانب من المواجهة التي جمعت المنتخبين في الرياض (تصوير: سعد العنزي)

أثار السلوفيني سرتيشكو كاتانيش، مدرب منتخب العراق، غضب المسؤولين في اتحاد الكرة العراقي؛ بسبب حديثه في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مواجهة المنتخب الأرجنتيني في انطلاقة الدورة الرباعية الدولية التي تستضيفها السعودية بمدينتي الرياض وجدة.
وكان المدرب قال في تصريح بعد المواجهة التي خسرها العراق برباعية نظيفة، إنه «لا يمكن المقارنة بين المنتخبين، وإن النتيجة طبيعية»، إضافة إلى التطرق لبعض الأمور الخاصة بالمنتخب وخصوصاً من الجوانب اللياقية والفنية.
واتهم المدرب السلوفيني صراحة لاعبي منتخبه بعدم القتال على الكرة أثناء الشوط الثاني تحديداً، وخصوصاً أن الشوط الأول انتهى بهدف وحيد، وكان المستوى الفني جيداً، إلا أن الشوط الثاني شهد تراجعاً كبيراً في الأداء والقتالية؛ مما سمح للمنتخب الأرجنتيني بالفوز برباعية بعد أن أضاف ثلاثة أهداف أخرى.
وعلى الرغم من أن المنتخب العراقي يضم عدداً من اللاعبين البارزين، يتقدمهم اللاعب علي عدنان المحترف في نادي أتلانتا الإيطالي، وكذلك اللاعب أسامة رشيد الذي يعتبر من أبرز المحترفين في الدوري البرتغالي، وجستن مرام المحترف في الدوري الأميركي، فإن المستوى الفني لم يكن كما يتوقعه العراقيون، خصوصاً أن المنتخب الأرجنتيني يفقد نجمه الأول ليونيل ميسي.
ولم تتركز الانتقادات على النتيجة التي خرج بها أسود الرافدين، بل إن النقد تركز على الأداء الفني وتفكك الخطوط وضعف الجانب اللياقي وتكرار الأخطاء نفسها التي حدثت في مباراة المنتخب الكويتي الشهر الماضي، وهي المباراة التي خرج منها المنتخبات بالتعادل بهدفين لكل منهما رغم أن المنتخب الكويتي كان مبتعداً عن المباريات الدولية نتيجة الظروف التي مرت بها الكرة الكويتية.
وتحفظ رئيس الاتحاد العراقي عبد الخالق مسعود على توجيه نقد لاذع للمدرب؛ إذ قد يتم الاكتفاء بعقد اجتماع معه على أن يكون موسعاً، وذلك بعد المباراة الثانية المقررة مع المنتخب السعودي المستضيف في الخامس عشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، حيث سيتواجه المنتخبان العربيان الشقيقان في العاصمة السعودية الرياض في ختام مشاركتهما في هذه الدورة التي تضم منتخبين كبيرين.
وقال مصدر عراقي فضّل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، «نعم، هناك ملاحظات على المدرب، لكن أن نتخذ قراراً قوياً ضده بعد مباراة الأرجنتين هذا ليس مقنعاً أبداً للشارع الرياضي العراقي، خصوصاً أن المنتخب الأرجنتيني يبقى اسماً كبيراً في العالم؛ ولذا يمكن أن يكون المقياس هو مواجهة المنتخب السعودي الذي يمر من جانبه بمرحلة تجديد كبيرة، حيث يفتقد قائده وعدداً من نجومه المخضرمين، مثل أسامة هوساوي وتيسير الجاسم وغيرهما؛ مما يجعل وضعه غير بعيد عن المنتخب العراقي؛ مما يمكن جعله مقياساً حقيقياً لعمل الجهاز الفني». وشدد على أن الهدف من المشاركة في الدورة الرباعية هو الاستعداد القوي للبطولة الآسيوية المقبلة في الإمارات بعد أقل من 3 أشهر؛ ولذا بات مهماً أن يكون هناك تطور واضح في المستوى والتناسق بين اللاعبين والتنظيم الفني داخل أرض الملعب.
وبيّن المصدر أن عبد الخالق مسعود الذي عادة ما يعقد اجتماعات مع مستشاريه قبل إعلان أي قرار يرى أن الحكم على المدرب سيكون سريعاً، خصوصاً أن مباراة الأرجنتين هي الثانية بوجود هذا المدرب، وأن الفرصة متاحة للتعرف أكثر على قدراته حتى نهاية المباراة الودية الرابعة التي ستكون ضد منتخب بوليفيا الشهر المقبل في دولة الإمارات التي تم إنقاذ إقامتها من قِبل إحدى الشركات الراعية التي تكفلت بمصاريف استخدام المنتخب القادم من أميركا الجنوبية.
ويعني رأي مسعود أن إلغاء عقد المدرب في حال لم يقدم أسود الرافدين المستوى والنتيجة الإيجابية ضد المنتخب السعودي سيكون خطأ وقراراً متسرعاً، خصوصاً مع ضيق الوقت قبل انطلاقة البطولة القارية.
وبالعودة إلى حديث كاتانيش، فقد شدد بعد مباراة الأرجنتين على أن العمل الفني يجب أن يتركز في الجانب الهجومي، وكذلك رفع المعدل اللياقي وتصحيح الكثير من الأخطاء، وأنه يحتاج إلى تحقيق ذلك إلى وقت حتى يعد المنتخب القادر على المشاركة القوية في بطولة آسيا.
جدير بالذكر، أن الاتحاد العراقي تفاوض مع عدد من المدربي،ن ومن بينهم السويدي الشهير إريكسون، كما تناول ذلك عدد من وسائل الإعلام العراقية والعالمية، إلا أن المانع الأكبر لإتمام ذلك التعاقد هو عدم موافقة المدرب على التواجد في العراق نتيجة الظروف الأمنية، حيث تردد أنه تلقى تهديدات بالقتل في بغداد، وهذا ما أكده غالب إلزاملي عضو الاتحاد العراقي ورئيس البعثة الحالية للمنتخب في البطولة الرباعية بعد أن برزت روايات تشير إلى أن أسباباً مالية وراء عدم إتمام التعاقد مطلع أغسطس (آب) الماضي.
على صعيد متصل، غادر اللاعب بشار رسن إلى بلاده بعد أن تلقى نبأ وفاة والدته أثناء مشاركته في مباراة الأرجنتين.
وكان قائد المنتخب العراقي علي عدنان قد اعتبر أن التركيز الذهني كان السبب الرئيسي وراء تلقي الأهداف الثلاثة في الشوط الثاني، مؤكداً أهمية الاستفادة الكاملة من المشاركة في هذه الدورة.
من جهة ثانية، يخوض المنتخب العراقي لكرة القدم مباراتين وديتين أمام نظيريه الصيني والأوزبكستاني في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ضمن تحضيراته للمشاركة في كأس آسيا 2019 في الإمارات، بحسب رئيس الاتحاد العراقي عبد الخالق مسعود.
ونقل المكتب الإعلامي للاتحاد العراقي، الجمعة، عن مسعود، أن المنتخب العراقي سيلتقي نظيريه الصيني والأوزبكي في 23 و28 ديسمبر المقبل في الدوحة أثناء معسكر تدريبي تكفل بجميع نفقاته الاتحاد القطري.
وأضاف مسعود «المباراتان تدخلان ضمن فترة التحضير لكأس آسيا، ومشاركتنا في البطولة الرباعية الحالية في السعودية تندرج أيضاً ضمن برنامج الإعداد ذاته».
وقلل مسعود من أهمية خسارة المنتخب العراقي أمام الأرجنتين صفر - 4 في مستهل مشاركته في البطولة الرباعية، وقال «ليس المهم أن نحقق نتائج في هذه البطولة بقدر أهمية تشخيص الأخطاء وعلى الجهاز الفني أن يركز على ذلك».
ودافع رئيس الاتحاد العراقي عن اتهامه بعرقلة دعوة وزير الشباب والرياضة العراقي عبد الحسين عبطان لحضور البطولة الرباعية، واصفاً خلافات الاتحاد مع وزير الشباب «بالخلافات الداخلية، ولا يمكن تسويقها إلى الخارج».


مقالات ذات صلة

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.