الرئيس العراقي يدعو تركيا إلى اتفاق دائم حول المياه

جاويش أوغلو زار الرئاسات الثلاث وأكد استعداد أنقرة لحل القضايا العالقة

الرئيس العراقي لدى استقباله وزير الخارجية التركي في بغداد أمس (رويترز)
الرئيس العراقي لدى استقباله وزير الخارجية التركي في بغداد أمس (رويترز)
TT

الرئيس العراقي يدعو تركيا إلى اتفاق دائم حول المياه

الرئيس العراقي لدى استقباله وزير الخارجية التركي في بغداد أمس (رويترز)
الرئيس العراقي لدى استقباله وزير الخارجية التركي في بغداد أمس (رويترز)

شدد الرئيس العراقي برهم صالح، أمس، على أن قضية المياه بين بلاده وتركيا «حيوية ومصيرية لأعداد هائلة من سكان العراق»، داعياً إلى «اتفاقات استراتيجية دائمة» في شأنها.
وقال صالح خلال استقباله وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في بغداد، إن العراق «حريص على تطوير علاقات حسن الجوار التاريخية والحيوية بين البلدين في المجالات كافة، وسعيه إلى بناء علاقات متوازنة ومثمرة مع تركيا ودول الجوار كافة على أساس المصالح المتبادلة، واحترام السيادة الوطنية، وأن التعاون الإقليمي في مواجهة الإرهاب، يشكل ضمانة صلبة لحماية الأمن والسلم الدوليين». وأكد «الحاجة إلى اتفاقيات استراتيجية دائمة في شأن المياه لأن قضية المياه قضية حيوية ومصيرية بالنسبة لأعداد هائلة من سكان العراق بين الأنبار والبصرة».
وأكد وزير الخارجية التركي استعداد بلاده «لتطوير علاقات استراتيجية بنّاءة مع العراق في مجال المياه والمجالات الأخرى كافة، واهتمامها بدعم وحدته وسيادته، وتضامنها مع الشعب العراقي بمكوناته كافة». وأشار إلى أن «التعاون البناء بين البلدين ينعكس إيجاباً على تحقيق المصالح المشتركة، ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة».
وكان جاويش أوغلو التقى، أمس، رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي الذي أعلن مكتبه أن الوزير التركي تعهد «إطلاق كميات جديدة من المياه إلى العراق». وقال مكتب الحلبوسي في بيان، إن جاويش أوغلو «أكد خلال لقائه بالحلبوسي زيادة الإطلاقات المائية لبلاده... استجابة لطلب رئيس مجلس النواب». وكان الحلبوسي أعلن أول من أمس عن موافقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على زيادة الإطلاقات المائية للعراق.
وأكد النائب محمد الكربولي، عضو كتلة «المحور الوطني» التي ينتمي إليها الحلبوسي، أن الموقف التركي «يؤكد أمرين مهمين، الأول هو أن الحلبوسي تمكن من نسج علاقات دولة مع الجانب التركي، وهو أمر مهم، والآخر هو إدراك الجارة تركيا أن العراق مقبل على مرحلة جديدة تتطلب المزيد من التعاون الوثيق معه». وأضاف الكربولي لـ«الشرق الأوسط»، أن «من شأن هذه الخطوة أن تعقبها خطوات أخرى على طريق تمتين العلاقات بين البلدين الصديقين».
ووصف رئيس الوزراء العراقي المكلف، عادل عبد المهدي، العلاقات العراقية - التركية بـ«المتميزة»، عقب لقائه وزير الخارجية التركي في بغداد أمس. وقال بيان لمكتب عبد المهدي، إن «الطرفين ناقشا تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل من أجل حل الإشكالات العالقة، خصوصاً في مجال المياه والمجالات الأخرى، إضافة إلى بحث الأوضاع في المنطقة».
وأكد عبد المهدي، وفقاً للبيان، أن «العراق دخل مرحلة جديدة بعد انتصاره على الإرهاب تتمثل بالإعمار، وهذا يتطلب دعم المجتمع الدولي له»، مضيفاً أن «هناك علاقات متميزة مع الجارة تركيا وسنعمل على تعزيزها لما فيه مصلحة الشعبين الجارين».
وأكد أوغلو «دعم تركيا للعراق في جميع المجالات، والعمل المستمر لتعزيز العلاقات بين أنقرة وبغداد» واستعداد بلاده «للعمل المشترك لحل القضايا العالقة». والتقى الوزير التركي أيضاً زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، كما التقى في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، ومن المتوقع أن يبدأ اليوم زيارة إلى إقليم كردستان للقاء القيادات الكردية هناك.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.