إيميه صيّاح: في البطولة الجماعية نكهة العمل تتلون بمدارس أداء منوعة

تجسد في «ثورة الفلاحين» أحد أهم أدوارها التمثيلية

تنتظر ايميه صياح الفرصة المناسبة للعودة الى مجال التقديم التلفزيوني
تنتظر ايميه صياح الفرصة المناسبة للعودة الى مجال التقديم التلفزيوني
TT

إيميه صيّاح: في البطولة الجماعية نكهة العمل تتلون بمدارس أداء منوعة

تنتظر ايميه صياح الفرصة المناسبة للعودة الى مجال التقديم التلفزيوني
تنتظر ايميه صياح الفرصة المناسبة للعودة الى مجال التقديم التلفزيوني

قالت الممثلة والمقدمة التلفزيونية إيميه صيّاح أن أدواتها التمثيلية تغيرت مع الوقت بفضل الخبرة التي اكتسبتها خلال مشاركتها في أكثر من مسلسل تلفزيوني. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنني ناقدة قاسية على نفسي أعيد مشاهدة حلقاتي عشرات المرات كي أكتشف نقاط ضعفي إذا ما وجدت فيها». وعن «ثورة الفلاحين» الذي تشارك في بطولته ويعرض حاليا على شاشة «إل بي سي آي» تقول: «لدى مخرج العمل فيليب أسمر عين ثاقبة كما أن طريقته في تحريك الممثلين تختلف قلبا وقالبا. فلأول مرة يواكب أداء الممثلين في هذا العمل مدرب تمثيل وهو بوب مكرزل تماما كما يجري في الأعمال الأجنبية. فهو يزودنا بملاحظاته الدقيقة، إضافة إلى تلك التي نتلقاها من المخرج نفسه». وترى إيميه صياح أن مسلسل «ثورة الفلاحين» بكل معاييره وعناصره الفنية يملك ركيزة صلبة بنيت على ديكورات ضخمة وميزانية كبيرة وباقة ممثلين رائعين، مما دفع بفريقه لبذل جهود مضاعفة كي يكون على المستوى المطلوب الذي تفرضه تلك العناصر.
وعما إذا كانت مشاركتها في بطولة جماعية كتلك التي تطبع هذا المسلسل تحمل صعوبة أكبر ترد: «لا أجدها أصعب بقدر ما هي تحمل تحديات أكبر. فلكل ممثل طريقته وأسلوبه في الأداء مما يولد أجواء غنية بمدارس تمثيلية مختلفة أستشف منها المزيد من الخبرة. واللافت مشاركة ممثلين أعتبرهم قدوة لي كتقلا شمعون وباسم مغنية ونيقولا دانييل وكثيرين غيرهم. أما الصعوبة الحقيقية التي تحضر في هذا النوع من الأعمال فقد تكمن في المشاهد نفسها المؤلفة من عدة شخصيات. فهي تتطلب مشاعر كثيرة فأستغل إحاطتي بهذه الكوكبة لتقديم الأفضل ولعب الدور على أكمل وجه، وأتبادل كرة التمثيل بيني وبين الآخرين على طريقة التسلم والتسليم».
«منتورة» هو اسم الشخصية التي تؤديها صياح في «ثورة الفلاحين» وتصفها بأنها بعيدة كل البعد عن شخصيتها الحقيقية من ناحية الخيانة والخضوع، ولكنها تشبهها في موضوع شعورها بالحب وتعلق: «أعطي من كل قلبي في حالة الحب وهو الشبه الذي استخدمته في دور (منتورة). لقد بحثت كثيرا في أعماقي كي أكتشف أحاسيسي وأخرجها إلى العلن ومرات كثيرة كان يسكنني الدور فلا أفلت من مشهد معين بسهولة».
تعلمت إيميه صياح كيف تدخل وتخرج من شخصية ما، ولديها اليوم القدرة على ذلك مما جعلها متمكنة أكثر في أدائها التمثيلي. كما أنها تراقب كل ما يدور حولها في حياتها الطبيعية لتخزن مواقف قد تحتاجها في دور معين. «هذه الأمور أسجلها في ذاكرتي وأخزنها في عقلي ولا سيما ردود فعل الناس تجاه أمر معين فتصبح مواقف طبيعية أترجمها في موقع التصوير».
وإيمي التي تركت أثرها الطيب على المشاهد منذ إطلالاتها التمثيلية الأولى ولا سيما في «وأشرقت الشمس» وكمذيعة تلفزيونية استقطبت الكبار والصغار خلال تقديمها برنامجي «ذا فويس» و«ذا فويس كيدز» على شاشة «إم بي سي»، تشير إلى أن الوقت خير مدرسة وأن احتكاكها بمخرجين قديرين أكسبها الكثير. وتعلق: «أحب الملاحظات عندما تأتيني من أشخاص محترفين وحتى عاديين ولو كانت سلبية فلا مشكلة لدي معها. أحفظ وأقرأ كثيراً عن موضوع التمثيل ولن أنسى النصيحة التي أسداها لي أحدهم عندما قال لي: «لا تدرسي إحساسك عندما تمثلين، أخرجيه إلى العلن دون خوف». وسأبقى بحاجة للنصائح والملاحظات مهما كبرت أو اشتدت تجربتي». وتؤكد صياح بأن المسلسل سيحمل مفاجآت كثيرة في إيقاع تصاعدي يحبس أنفاس المشاهد دون شك.
تتابع إيميه صياح الدراما المحلية بين وقت وآخر بسبب انشغالاتها العائلية وسفرها الدائم بين لبنان ودبي حيث تقيم مع زوجها. وعن اتباعها سياسة الكسوف والظهور بين الحين والآخر دون التمسك بالإطلالات الدائمة على الشاشة تقول: «في النهاية أرغب في أن أنام وأنا راضية عن نفسي ومرتاحة البال. صحيح بأن ردود الفعل الإيجابية تروق لي وتسعدني ولكني أعلم تماما بأنه حين أغيب سينساني الناس ويعودون ويتذكرونني في عمل أقدمه على المستوى المطلوب. كنت أعرف منذ البداية بأن النجاح مؤقت والناس تنتظرني اليوم لتنساني غدا وتُلهى بإطلالة فنان آخر. ليس لدي هذا الهاجس بتاتا فالشهرة والجماهيرية ليست أولوية في حياتي. وفي مسلسل (أوركيديا) النخبوي حققت تجربة رائعة على الرغم من أنني تحدثت بالعربية الفصحى وعشت تعاونا جميلا مع المخرج حاتم علي. فعمل راقٍ يزودني بالخبرة أفضله على آخر جماهيري لا يضيف شيئا على مشواري».
وعندما استوضحتها عن موقعها كمقدمة برامج وعما إذا كانت اعتزلته ردت: «لا بالتأكيد لم أعتزل التقديم التلفزيوني فهو الأساس بالنسبة لي. معه انطلقت في عالم التلفزيون، خصوصا وأن دراستي الجامعية هي فنون وتواصل. فالإعلام نقطة ضعفي دائما». وتتابع: «لقد قدمت أكثر من موسم ناجح لبرنامجي (ذا فويس) و(ذا فويس كيدز) وأنتظر الفرصة المناسبة للعودة إلى هذا المجال، إذ لا أريد أن أسيء إلى تاريخي في هذا المجال». وهل هي طريقة دبلوماسية لتكوني على مسافة من الحروب التلفزيونية الرائجة حاليا؟ تقول: «قد أكون قصدت ذلك أو العكس ولكنها في النهاية الطريقة الأفضل لأحافظ على راحتي الشخصية. فمع الوقت والخبرة ترين الأمور بصورة أوضح دون تشويش. ففي بداياتي لم أكن أعرف بـ(الشللية) السائدة في مجال الفن عامة ولا في كواليس هذا المضمار. وعندما اكتشفتها صرت أفضل بألا أحسب على أحد لأنني لست ملكا لأحد، وأميل بشكل أكبر نحو الأعمال التي أقتنع بها. اليوم أقصد الابتعاد والانشغال بعائلتي ومع أصدقائي فأكون على مسافة من هذه الأجواء».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».