الحلبوسي: تركيا وافقت على زيادة ضخ المياه للعراق

رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. («الشرق الأوسط»)
رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. («الشرق الأوسط»)
TT

الحلبوسي: تركيا وافقت على زيادة ضخ المياه للعراق

رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. («الشرق الأوسط»)
رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. («الشرق الأوسط»)

وافقت تركيا على زيادة ضخ المياه إلى العراق الذي تأثر سلباً بسبب إنشاء تركيا سد «إليسو» على نهر دجلة في جنوب شرقي البلاد. ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أنقرة عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى بغداد وأربيل اليوم الخميس.
وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وافق على زيادة ضخ المياه إلى العراق. واستقبل اردوغان الحلبوسي أول من أمس الثلاثاء قبل انطلاق اجتماعات الدورة الثالثة لاتحاد البرلمانات الأورو-آسيوي المنعقد حالياً في أنطاليا (جنوب تركيا).
وقال الحلبوسي، في بيان أمس (الأربعاء)، إن إردوغان وافق على طلب زيادة الإطلاقات المائية لضمان وصول المياه إلى كل محافظات العراق ومنها البصرة على وجه الخصوص.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أكدت أنقرة وبغداد رغبتهما في العمل معاً من أجل تعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات وفي مقدمها الأمن والاقتصاد وذلك خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تركيا أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس التركي.
وكانت تركيا أرجأت أكثر من مرة ملء سد «إليسو» الواقع على دجلة، جنوب شرقي تركيا، بتعليمات من إردوغان بناء على طلب الحكومة العراقية. ويشكل سد «إليسو» واحداً من 22 سداً تقع على طول الحدود مع العراق في ولايتي شيرناق وماردين التركيتين ضمن مشروع تنمية جنوب شرقي الأناضول ويهدف إلى التحكم في الفيضان وتخزين المياه. ويوفر سد «إليسو» الذي يبلغ ارتفاعه 135 متراً وعرضه كيلومترين، طاقة كهربائية مقدارها 1.200 ميغاوات وتبلغ سعته التخزينية 10.4 مليار متر مكعب من المياه. لكنه سيؤثر على حصة العراق من المياه. وبالتزامن مع تصريحات الحلبوسي، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، سيبدأ اليوم (الخميس)، زيارة رسمية للعراق.
وأضافت، في بيان، أن جاويش أوغلو سيعقد لقاءات مع المسؤولين العراقيين، ويزور مدينة أربيل شمال البلاد، في اليوم الثاني من الزيارة وسيلتقي الرئيس العراقي الجديد برهم صالح، وبعض الساسة العراقيين وممثلي المجتمع التركماني، كما يلتقي في أربيل مسؤولين رفيعي المستوى في إقليم كردستان العراق.
وكانت تركيا عبرت عن رفضها للاستفتاء الذي أجرى على انفصال إقليم كردستان وتعاونت مع بغداد في السيطرة على الحدود.
وكان جاويش أوغلو أعلن في يونيو (حزيران) الماضي أن أنقرة بدأت الخطوات اللازمة لإعادة فتح قنصليتيها في الموصل والبصرة اللتين أغلقتا منذ سنوات بسبب تهديدات أمنية. وأغلقت تركيا قنصليتها في الموصل في عام 2014 بعد وقت قصير من توغل تنظيم «داعش» الإرهابي بالمدينة التي أعلنها عاصمة له، واقتحامه القنصلية التركية في 11 يونيو (حزيران) 2014، حيث قام باختطاف 48 شخصاً بينهم القنصل التركي في الموصل في ذلك الوقت أوتورك يلماظ. وبحسب مصادر دبلوماسية ستتطرق مباحثات جاويش أوغلو إلى مسألة إعادة فتح القنصليتين وكذلك التعاون في مكافحة نشاط «حزب العمال الكردستاني» والموقف العراقي الرافض لتواجد قوات تركية في شمال العراق.
وتأتي زيارة جاويش أوغلو في الوقت الذي صعدت فيه القوات التركية لضرباتها لمواقع «العمال الكردستاني» في شمال العراق وتأكيد الرئيس التركي أن بلاده لن تتراجع عن «تطهير» جبال قنديل وسنجار من «العمال الكردستاني».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.