ستيف سيدويل: الحياة وأنت لاعب مبهجة... وبعد الاعتزال كئيبة

أكد أن اللاعب يحتاج إلى مَن يساعده على الاندماج في المجتمع عندما يضع حداً لمسيرته الكروية

ستيف سيدويل وعدنان جانوزاج في مواجهة بين فولهام ومانشستر يونايتد عام 2014
ستيف سيدويل وعدنان جانوزاج في مواجهة بين فولهام ومانشستر يونايتد عام 2014
TT

ستيف سيدويل: الحياة وأنت لاعب مبهجة... وبعد الاعتزال كئيبة

ستيف سيدويل وعدنان جانوزاج في مواجهة بين فولهام ومانشستر يونايتد عام 2014
ستيف سيدويل وعدنان جانوزاج في مواجهة بين فولهام ومانشستر يونايتد عام 2014

«أنا مع زوجتي منذ أن كنا طفلين صغيرين في المدرسة، لكنها لم ترني أبدا وأنا أبكي»، بهذه الكلمات بدأ اللاعب الإنجليزي السابق ستيف سيدويل الحديث عن مساء أحد الأيام، في فصل الربيع من هذا العام، عندما جلس إلى جانب زوجته على أرضية الحمام وظل يبكي لفترة طويلة، بعدما اتخذ قرار اعتزال كرة القدم.
انضم سيدويل لأكاديمية آرسنال للناشئين قبل 26 عاماً، عندما كان في التاسعة من عمره، ولعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لأندية ريدينغ وتشيلسي واستون فيلا وفولهام وستوك سيتي، قبل الانضمام إلى برايتون عام 2016. ساعد سيدويل برايتون على الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز العام الماضي، لكنه غاب عن الموسم الأول للفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز بداعي الإصابة. وخاض سيدويل مسيرة كروية حافلة في كثير من الأندية ولعب تحت قيادة كثير من المديرين الفنيين، مثل آرسين فينغر وجوزيه مورينهو، لكنه شعر بالارتباك الشديد لحظة إعلانه اعتزال كرة القدم.
يقول سيدويل: «لم أتوقف عن البكاء في هذا المساء. كان الموسم على وشك الانتهاء، وكانت زوجتي كريستيل في الحمام. جلست على الأرض بجوار الحمام، وأغلقنا الباب حتى لا يرانا الأطفال، وبدأت أتحدث معها». ويضيف: «كنت أريد أن أبكي، وبكيت بالفعل وكان هذا شيئا جيدا لأنه جعلني أشعر بالراحة. وفي النهاية تقبلت فكرة أن مسيرتي قد انتهت كلاعب». وفي صباح أحد أيام فصل الخريف بملعب التدريب بنادي برايتون، حيث سيتولى سيدويل تدريب فريق النادي تحت 16 عاماً، تحدث سيدويل، البالغ من العمر 35 عاماً، عن الألم الذي شعر به وهو يعلن اعتزاله كرة القدم وعن خططه لحياته الجديدة.
قد يحقق سيدويل طموحه وحلمه بأن يصبح مديراً فنياً كبيراً في يوم الأيام أو قد يتخذ مساراً مختلفاً كأن يعمل في مجال تحليل المباريات. كما يتطرق لاعب خط الوسط السابق للحديث عن الفجوة التي تفصل معظم لاعبي كرة القدم عن المجتمع الذي يعيشون به، وعن عدم الأمان داخل ما يصفه بفقاعة الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول سيدويل: «لقد كان الأمر قاسيا للغاية بالنسبة لي خلال العام الذي لم أشارك فيه في أي مباراة بسبب الإصابة (أجرى جراحة في الظهر ثم تعرض لكسر في الكاحل). إنك تشعر بالعجز في مثل هذه الأوقات لأنه لم يعد بإمكانك القيام بالأشياء التي كنت تقوم بها لمدة 20 عاماً». وأضاف: «أنا محظوظ لأن لدي عائلة قوية جداً، وهو الأمر الذي جعلني لا أنحرف نحو طريق الاكتئاب. لكن الرياضيين المقربين مني دخلوا في حالة من الاكتئاب لدى اعتزالهم اللعبة. أنت بحاجة إلى شخص ما يمكنه مساعدتك على العودة إلى العالم الحقيقي لأنه مكان مظلم ووحيد»، وعندما سُئل سيدويل عما إذا كان يتجنب إظهار مشاعره عندما كان يلعب كرة القدم، رد قائلا: «نعم، فأنت تنشأ وتتربى على عدم إظهار ضعفك في غرفة خلع الملابس لأن اللاعبين الآخرين سيكون لديهم رأي مختلف عنك، وحتى لا يؤثر ذلك على اختيارك في المباريات، وبالتالي فأنت تعتاد على وضع حاجز يساعدك على عدم إظهار مشاعرك».
لكن هذا الحاجز سقط بمجرد أن قرر سيدويل الاعتزال. ويقول عن ذلك: «كانت هناك فترة تشبه شهر العسل تقول خلالها للناس إن كل شيء على ما يرام، ثم تصل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى تشعر خلالها بالعصبية والخوف. اعتزال كرة القدم يجعلك تشعر بأحاسيس لا يمكنك تخيلها على الإطلاق ولا يمكن وصفها، مثل المشاعر التي تنتابك ولا يمكنك وصفها عندما تحرز هدفا وأنت لاعب. لقد قضيت حياتي بأكملها وأن ألعب كرة القدم واعتدت تماما على هذا الإطار والحصول على التعليمات من المدير الفني والتدريب بشكل يومي».
ويضيف: «أنا قريب للغاية من زوجتي، لكن بعض اللاعبين الآخرين ليسوا محظوظين في ما يتعلق بهذا الأمر، وبالتالي يمكنك أن ترى المعدل المرتفع لحالات الطلاق بين اللاعبين السابقين. اللاعب يقوم بالشيء الذي يعشقه لسنوات طويلة ثم يتوقف فجأة عن ذلك، ولذا فهو يحتاج إلى شخص قريب للغاية منه ليساعده على التكيف على الوضع الجديد». ويشير سيدويل إلى أن لاعبي كرة القدم يتخلصون من ضغوط كبيرة عندما يعتزلون اللعبة، لكنه يشعرون بالتخبط بعد ذلك، ويقول: «كرة القدم تهتم بالنتائج في المقام الأول والأخير. يعيش لاعبو كرة القدم حياة مترفة ويحصلون على كل شيء يريدونه في الحال، فلو رميت حذاءك في الصباح فستحصل على حذاء جديد عند الظهيرة، ولو أحسست بأي إعياء بسيط فستجد طبيب النادي إلى جوارك على الفور ويقدم لك وصفة طبية بها كل شيء أنت بحاجة إليه، فكل شيء متاح على الفور».
وأضاف: «أنت سلعة في النادي، ولا يريد النادي أن يجعلك تواجه أي مشكلات، وهو الأمر الذي يجعلك بعيداً بعض الشيء عن الواقع. لم يكن لدي طبيب عام أذهب إليه عندما أشعر بالتعب، لأن هناك طبيباً بالفعل داخل النادي أذهب إليه وقتما أشاء، لكن في العالم الخارجي أنت تكون بحاجة إلى أن تدفع الفواتير الخاصة بك وأن تذهب لتجديد تراخيص سيارتك، وغيرها من الأشياء الأخرى. ربما لا يدرك الناس خارج نطاق كرة القدم هذه الأشياء دائما، لكن قيام الشخص بهذه الأشياء يجعله يفقد التواصل مع المجتمع».
وهذا يعني أيضاً أن بعض لاعبي كرة القدم لا يطورون كثيراً من المهارات الاجتماعية بسبب انفصالهم عن المجتمع. يقول سيدويل: «هذا الأمر صحيح بنسبة مائة في المائة، ويكون الأمر أكثر وضوحاً بالنسبة للاعبين الكبار، الذين يتعرضون لانتقادات دائمة، سواء خرجوا للتعامل مع المجتمع أو ظلوا بعيداً، وهو ما يجعلهم في نهاية المطاف يضعون حاجزاً بينهم وبين الآخرين. وعندما يعتزل اللاعب كرة القدم ويضع حداً لمسيرته الكروية فإنه لا يكون معتاداً على الحديث مع الناس، ويكون بحاجة إلى تطوير مهاراته في العالم الحقيقي».
لكن سيدويل يرى أنه يختلف عن باقي اللاعبين، ويقول: «طوال حياتي المهنية وأنا لم أبتعد عن التعامل مع الناس، ويعود الفضل في ذلك إلى والدتي ووالدي، فوالدي لديه شركة في جنوب لندن وكنت أعمل بها وأنا طفل، وحتى خلال أيام العطلات عندما كنت ألعب في آرسنال. وكان والدي يأتي إلى غرفتي الساعة السادسة والنصف صباحا ويطلب مني أأ استيقظ لكي أذهب إلى العمل».
وأضاف: «أطفالي محظوظون للغاية لأنه يمكنهم الحصول على معظم الأشياء التي يريدونها، لكنني أفعل الشيء نفسه مع ابني البالغ من العمر 12 عاماً. لقد حطَّم هاتفه وطلب مني أن أشتري له جهازا جديدا، لكنني قلت له إنه يتعين عليه أن يدفع 600 جنيه إسترليني حتى يحصل على هاتف جديد. لم يكن لديه سوى 150 جنيهاً إسترلينياً في مدخراته، ولذا طلبت منه أن يعمل من أجل أن يأتي بباقي المبلغ. شقيقي هو من يدير شركة والدي الآن، لذا فابني الأكبر يعمل معه في أيام العطلات».
ويلعب أبناؤه الثلاثة كرة القدم أيضا، ويقول عن ذلك: «في بعض الأحيان يقولون: والدنا لاعب كرة قدم، ويمكننا أن نكون مثله. لكنهم يدركون مع مرور الوقت أن الطريق صعب للغاية»، وقال سيدويل إنه يشعر بالإعجاب بالطريقة التي نجح بها المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت في إعادة العلاقة القوية بين المنتخب الإنجليزي والجمهور، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالقلق من تنامي الفجوة بين لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز والناس العاديين».
ويقول: «يبذل الدوري الإنجليزي الممتاز ورابطة اللاعبين المحترفين والأندية مجهوداً أكبر من أي وقت مضى للتفاعل مع الجمهور والمجتمعات المحلية، وهذا أمر رائع للغاية، لكن هناك فجوة كبيرة الآن، ولم يعد الجمهور قادراً على الحصول حتى على توقيعات من اللاعبين والمدير الفني، ونحن بحاجة إلى علاج هذا الأمر بسرعة. من المفترض أن كرة القدم تلعب من أجل المتعة، لكن الجانب التجاري طغى على كل شيء».
وعندما سُئل سيدويل عما إذا كان قد شعر بالذنب في أي وقت من الأوقات بشأن المال الذي جناه من احتراف كرة القدم، رد قائلا: «لم أقم أبدا بشراء أشياء سخيفة أو أهدر الأموال في أشياء غير مفيدة. ومن الواضح أنني فعلت أشياء لطيفة. لقد كنت محظوظا للغاية لأنني أخذت عائلتي بأكملها إلى فلوريدا»، وأضاف: «كنت أحصل على أكبر مقابل مادي عندما كنت ألعب في أستون فيلا خلال الفترة بين عامي 2008 و2011، لكنها أكثر فترة لم أكن أشعر فيها بالسعادة. كنت أعيش في تلك الفترة في برمنغهام بعيداً عن زوجتي وعائلتي، وأصيب نجلي الأوسط بالالتهاب السحائي ونُقل إلى المستشفى. هذه الأشياء جعلتني لا أركز على كرة القدم بشكل كامل في تلك الفترة، وهو ما أدى إلى حدوث خلافات بيني وبين المدير الفني للفريق آنذاك مارتن أونيل. وبالتالي، كان هناك مزيج من الأمور المتناقضة، رغم أن البعض قد يقول: (يا إلهي، كيف تكون غير سعيد وأنت تحصل على كل هذا القدر من المال؟)».
انتقل سيدويل إلى نادي تشيلسي عام 2007 عندما كان يقود الفريق المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، لكن سيدويل وجد صعوبة كبيرة في حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق ولم يشارك سوى في 15 مباراة في الموسم الوحيد الذي لعبه في «ستامفورد بريدج». لكن تجربة سيدويل الشخصية مع مورينيو تتناقض تماما مع انطباعاته عن المشكلات التي يواجهها مورينيو الآن في مانشستر يونايتد. يقول سيدويل: «لقد كان رائعا معي رغم أنني جئت في العام الذي غادر فيه. لقد كان يدير الفريق بشكل رائع في ذلك الوقت. لقد تحدث معي قبل أسبوعين كاملين من أول ظهور لي مع الفريق وقال لي: (أنت تتدرب بشكل جيد، لكنك لن تلعب مباراة هذا السبت وسوف تلعب مباراتنا على ملعب ستامفورد بريدج أمام بلاكبيرن السبت التالي، لذا يتعين عليك أن تستعد ذهنيا لذلك). وكان لديه بعض اللمسات الرائعة في الفريق آنذاك».
وأضاف: «أنا لا أعرف بالضبط ما يحدث الآن مع مورينيو في مانشستر يونايتد، لكنه لا يبدو كما كان في السابق ويبدو أن هناك شيئا ما قد تغير. في ذلك الوقت، كانت المهارة الأبرز في شخصية مورينيو تتمثل في قدرته على جذب الجميع إلى صفه، رغم أنه في بعض الأحيان كان يدخل في صراعات مع البعض. وأتذكر أنه في مباراة تشيلسي أمام فولهام، استبدل مورينيو كلا من آريين روبن وشون رايت فيليبس بعد 20 دقيقة فقد لأنهما لم ينفذا المهام المطلوبة منهما، وهذا أمر قاسٍ على أي لاعب». وأشار إلى أن ستيف كوببيل، الذي أشرف على تدريبه في نادي ريدينغ، هو المدير الفني المفضل بالنسبة له، لكنه يكن احتراما كبيرا للغاية للمدير الفني لنادي برايتون كريس هويتون ويرى أنه يقوم بعمل جيد مع الفريق، مشيرا إلى أنه عمل مع عدد من أفضل المديرين الفنيين في لعبة كرة القدم.
ويشغل سيدويل حاليا منصب مساعد المدير الفني لنادي برايتون تحت 16 عاماً، كما أنه يشغل منصب سفير النادي. ويقول عن ذلك: «برايتون نادٍ رائع، وقد سمح لي بالتكيف مع عملي الجديد. لقد حصلت على عطلة صيفية في أغسطس (آب) الماضي، وكانت هي الأولى بالنسبة لي منذ 20 عاماً. أنا الآن أحب التدريب، وقد حصلت على الرخصة التدريبية (بي) وأنا الآن في المراحل النهائية للحصول على الرخصة التدريبية (إيه)»، وأضاف: «يتعين علي الآن أن أثبت أنني أستحق العمل في هذا المكان وأن أكتسب الخبرات اللازمة، وبعد ذلك سوف أنطلق في مجال التدريب بسرعة، أو قد تتوقف المسيرة، من يدري؟ لكنني أفضل المحاولة والفشل بدلاً من عدم المحاولة على الإطلاق».
وتابع: «في غضون ستة أشهر من الآن قد أقول لنفسي: هذه ليست المهنة التي أريد أن أعمل بها، وربما أقرر العمل حينئذ في تحليل المباريات. كنت أحب العمل في مجال الإعلام وتحليل المباريات، لكن انظر إلى ما قام به ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد. كان يمكنهما العمل في المجال الإعلامي بصورة دائمة، لكنهما بحثا عن المنافسة»، واختتم حديثه قائلاً: «أنا سعيد بقرار اعتزال اللعب، وربما كان الشيء الأصعب هو تقبل الأمر. ربما لم أتمكن من الوصول لأبعد من ذلك بسبب الإصابات التي تعرضت لها، لكن لم يكن بإمكاني أن أغير أي شيء. وقد دخلت الآن عالم التدريب، وسواء نجحت في ذلك أم لا، فيكفي أنني حاولت وبذلت أقصى ما في وسعي».



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)