أحكام بالإعدام في صنعاء تواكب تصاعد أعمال القمع الحوثية

TT

أحكام بالإعدام في صنعاء تواكب تصاعد أعمال القمع الحوثية

واصلت الميليشيات الحوثية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لها أمس أعمال البطش بخصومها وترهيب السكان عبر إصدار أحكام باطلة بإعدام المعارضين للجماعة بتهم ملفقة إلى جانب حملات الاعتقال المستمرة وتعذيب الناشطين في سجونها السرية.
وفي هذا السياق، أصدرت محكمة خاضعة للميليشيات الحوثية في صنعاء، الاثنين، حكما قضى بإعدام اثنين من الناشطين اليمنيين بعد أن لفقت لهم الجماعة تهما بالتخابر مع دول تحالف دعم الشرعية والقوات الحكومية، وذلك في سياق استمرارها في إرهاب المعارضين لها بنيل ذات المصير.
وذكرت مصادر حقوقية لـ«الشرق الأوسط» أن المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة، التي باتت تحت سيطرة الجماعة في صنعاء إلى جانب بقية مؤسسات الدولة، أصدرت حكما قضى بإعدام الناشطين علي عبد الإله علي الحاشدي ويحيى هاني محمد ثابت العريقي، بناء على تهم ملفقة.
وجاء الحكم الحوثي بإعدام الناشطين تواصلا لعشرات الأحكام المماثلة التي كانت الجماعة أصدرتها بحق معارضين وناشطين سياسيين وصحافيين خلال الأشهر الماضية، في مسعى منها للحد من ارتفاع الأصوات المناهضة في مناطق سيطرتها وإرهاب السكان من المشاركة في أي انتفاضة ضد وجودها الانقلابي.
وفي سياق متصل بأعمال الجماعة القمعية، أفادت مصادر حقوقية في محافظة إب بأن عناصر الميليشيات الحوثية اعتقلوا ناشطا يدعى جهاد الكامل أثناء قيامه بإسعاف ابنته إلى المستشفى وقامت بنقله إلى مكان مجهول يرجح أنه أحد سجونها السرية.
جاء ذلك في وقت لا يزال العشرات من الشبان المعتقلين من طلبة جامعة صنعاء، في سجون الجماعة الحوثية منذ اختطافهم السبت على خلفية مشاركتهم فيما أطلق عليه «ثورة الجياع» التي حاولت أن ترفع الصوت في مواجهة حكم الميليشيات المتسبب في تدهور الاقتصاد وتردي الأحوال المعيشية.
وأفاد النائب في البرلمان أحمد سيف حاشد، وهو من النواب الذين آزروا انقلاب الجماعة على الشرعية في تصريحات تابعتها «الشرق الأوسط» على صفحته في «فيسبوك» بأن المعتقلين يخضعون لصنوف من الإرهاب والتعذيب في سجون الميليشيات بغرض انتزاع اعترافات تدينهم بالقوة.
واتهم النائب حاشد، أجهزة أمن الميليشيات في صنعاء، ومن بينها الأمن القومي والمباحث الجنائية، بالوقوف وراء اختطاف العشرات من الناشطين وتلفيق التهم الكيدية لهم وعدم السماح بزيارة ذويهم لهم.
واعترف النائب البرلماني أن الحوثيين صادروا صلاحيات واختصاصات القضاء، واغتصبوا سلطاته واختصاصاته، على الرغم من أنهم كانوا في الماضي يتحدثون كثيرا عن استقلال القضاء.
وكشف عن أن أحد ضباط الجماعة اعترف له أنهم سينقلون الناشط والصحافي علي الشرعبي المحتجز لدى الجماعة منذ 3 أسابيع إلى الأماكن الخاصة بالتعذيب بعد أن تعذر عليهم انتزاع أي اعتراف يدينه لديهم.
في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية في محافظة إب بأن قمع الجماعة الحوثية وصل إلى عناصرها الفارين من الجبهات، إذ أطلق مسلحوها النار في إحدى النقاط الأمنية على اثنين من مقاتلي الجماعة في جبهات محافظة البيضاء، ما أدى إلى مقتل أحدهما وجرح الآخر.
وذكرت المصادر أن القتيل يدعى يوسف الصهباني، في حين يدعى الجريح بسام الحجاري، وكلاهما كانا قد فرا من المواجهات التي تدور بين الميليشيات وقوات الجيش اليمني في جبهة البيضاء، قبل أن يستقبلهما رصاص عناصر الميليشيات المرابطين في نقطة «سمارة» شمالي مدينة إب.
وكان قادة الجماعة الانقلابية أصدروا تعميما إلى النقاط الأمنية على الخطوط الرئيسة كافة يقضي بتصفية كل مجندي الجماعة الهاربين من الجبهات، استنادا على فتوى أطلقها زعيم الجماعة يزعم فيها أن من ينسحب من عناصر الجماعة من خطوط المواجهات يعد مباح الدم، لـ«فراره من الزحف» كما يزعم.
ويأتي استمرار الانتهاكات الحوثية وأعمالها القمعية بحق السكان، في وقت باتت تعاني الجماعة فيه من نقص حاد في أعداد عناصرها في الجبهات، على الرغم من حملات التعبئة والتحشيد المستمرة التي تقوم بها في أوساط السكان في صنعاء ومناطق القبائل أملا في تعويض النقص واستقطاب المجندين.
وتعيش أغلب مناطق سيطرة الجماعة أوضاعا مأساوية جراء انهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وعجز أغلب السكان عن شراء احتياجاتهم الضرورية، بعدما توقفت الجماعة منذ أكثر من عامين عن صرف الرواتب، وتسبب سلوكها الانقلابي في تجريف الاقتصاد ونهب المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.